العتبة الكاظمية المقدسة تعلن مراسم الحداد إيذاناً بحلول شهر الأحزان وذكرى عاشوراء الحسين "عليه السلام"

عاشوراء ملحمة المآسي الإنسانية التي بقى صوتها مدوياً يهزَّ الضمير الإنساني، وسطعَ نورها لتحمل لنا كلّ المعاني السامية التي أوصت بها رسالة السماء، وها نحن اليوم يهلُّ علينا شهر الأحزان شهر محرم الحرام واستقبال المناسبة الأليمة التي أفجعت قلوب الموالين في جميع أصقاع العالم، ذكرى استشهاد سبط النبوة وسيد شباب أهل الجنة الإمام أبي عبد الله الحسين "عليه السلام"، حيث شهدت رحاب الصحن الكاظمي الشريف المراسم السنوية لاستبدال الرايات الخضراء التي تخفق فوق القبَّتين الشامختين للإمامين الجوادين"عليهما السلام" برايات الحزن السوداء والتي تتزامن مع رفعها فوق قباب العتبات المقدسة العلوية والحسينية والعباسية. بحضور الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة أ. د جمال عبد الرسول الدباغ وأعضاء مجلس الإدارة وخدام العتبة الكاظمية المقدسة والعديد من الشخصيات الدينية والاجتماعية. استهلت المراسم بتلاوة مباركة من الذكر الحكيم شنّف بها قارئ العتبة السيد عبد الكريم قاسم أسماع الحاضرين, أعقبتها كلمة للأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة ألقاها أمينها العام أ.د جمال عبد الرسول الدباغ تحدث فيها قائلاً: نتوقَّفُ معاً وقفةَ إجلالٍ وإكبارٍ وهيبةٍ وتقديسٍ في هذا المكانِ الطاهرِ المقدَّسِ بالإِمامَيْنِ, إيذانا باستبدالِ رايتي قبَّتَي الإمامَيْنِ لِتُرْفَعَ فوقَهُما راياتُ الحزْنِ والحِدادِ والألَمِ واللَّوعةِ على سِبْطِ رسولِ اللهِ وحبيبِهِ وريحانَتِهِ وخامِسِ أصحابِ الكِساءِ وخامِسِ أهلِ البيتِ مَنْ نَزَلَتْ فيهِمْ آيةُ التطهيرِ وسورةُ الدهْرِ والمباهلة مولانا الشّهيدِ المظلومِ ذبيحِ كربلاءَ أبي عبدِ اللهِ الحسين "عليه السلام". نتوقّفُ معاً لِنُعلِنَ انتصارَ الدَّمِ على السَّيفِ وانتصارَ المظلومِ على الظّالِمِ لِنُعلِنَ هزيمةَ الطواغيتِ والجبابرةِ أمامَ عظمةِ الإمامِ الحسينِ وصرخَتِهِ الخالدةِ في وجْهِهِمْ غيرَ آبِهٍ بالموتِ ولا مُتهَيِّبٍ من سلطانٍ جائِرٍ فهو لا يرى الموتَ إلّا سعادةً والحياةَ معَ الظالمينَ إلّا برما. بعدها اعتلى المنصة سماحة الشيخ منير الكاظمي وألقى محاضرة دينية بهذه المناسبة بيّن فيها أهمية إقامة مجالس العزاء الحسيني التي اكتسبت شرعيتها من القرآن الكريم وما ورد عن النبي الأكرم "صلى الله عليه وآله"، مؤكداً على ضرورة إحيائها لأن فيها دعوة إلى تهذيب النفس إصلاحها وتربيتها. وتخللت هذه المراسم قصيدة رثائية للشاعر الأستاذ عامز عزيز الأنباري بعنوان " رأس الحسين " ومنها هذه الأبيات: لن تنحني قمم الجبال وإن تكالبت المعاول لن ينحني راس الحسين فرأسه أبداً يقاتل ودماه تجري في البقاع وفي البحور وفي الجداول وضميره اسر الزَّمان وفَرَّعن أسر السلاسل ثم ألقى الرادود كرار الكاظمي مجموعة من المراثي والقصائد العزائية واسى بها النبي الأكرم "صلى الله عليه وآله"وأهل بيته الأطهار "عليهم السلام" بهذه المصيبة الراتبة.