إحياءٌ لذكرى استشهاد ركن الإيمان وترجمان القرآن الإمام محمد بن علي الجواد "عليه السلام", أعدت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وضمن استعداداتها المبكرة لهذه المناسبة الأليمة منهاجاً خاصاً مكثفاً وحافلاً بالنشاطات الدينية, واشتمل إقامة مجالس العزاء الحسيني في رحاب الصحن الكاظمي الشريف, حيث بدأ من يوم السبت 27 ذو القعدة 1436هـ، حيث ارتقى خلالها خطيب المنبر الحسيني سماحة الشيخ جعفر المشعشعي, وتطرق في محاضراته القيمة إلى الموقف الرسالي للإمام الجواد "عليه السلام" وسيرته المباركة ومراحل حياته الشريفة، ودعوته للصلاح والإصلاح, كما بيّنَ سماحته دور الإمام "عليه السلام" في بناء مجتمع إسلامي رصين يحمل السمات الإيمانية والأخلاقية السامية. وأشار بمحاضراته إلى مفهوم الجهاد في سبيل الذي يعدّ من الأركان الأساسية للمنظومة الإسلامية، كما أكد على ضرورة التزام الجميع بتوصيات وتوجيهات المرجعية الدينية العليا المتمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني "دام ظله الوارف" التي تدعو إلى حفظ أمن البلاد والعباد، مشدداً بذلك على وجوب التعاون والتماسك والتآزر لأجل مواجهة أعداء الله والإنسانية من التكفيرين والإرهابيين الذي بات خطرهم يهدد العالم باسره. وكان هناك حضور متألق في مجالس العزاء والتأبين للرادود الحسيني الحاج جليل الكربلائي بالقصائد والمراثي, بحضور الجموع الغفيرة من زائري الإمامين الجوادين"عليهما السلام" ممن توافدوا إلى الحرم الكاظمي الشريف لتقديم العزاء بهذا المصاب الجلل واختتمت تلك المجالس العزائية بالدعاء إلى مجاهدي الحشد الشعبي سائلين الباري عزّ وجل بأن يثبّت أقدامهم ويسدد رميهم وينصرهم نصراً عزيزاً.