العتبة الكاظمية المقدسة تحيي احتفالاً كبيراً بذكرى ثامن الأئمة الأطهار"عليهم السلام"

وسط مظاهر الفرح والبهجة والسرور التي تعيشها الأمة الإسلامية بولادة ثامن الحجج شمس الشموس وأنيس النفوس المدفون بأرض طوس الإمام المرتجى علي بن موسى الرضا "عليه السلام"، تلك الولادة التي عطرت جبين التاريخ أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة احتفالاً مركزياً بهيجاً في رحاب الصحن الكاظمي الشريف ضمن منهاج كبير أعد لهذه المناسبة المباركة, بحضور الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة أ. د جمال عبد الرسول الدباغ، وأعضاء مجلس الإدارة وعدد من الشخصيات الدينية والاجتماعية وجمع غفير من زائري الإمامين الجوادين "عليهما السلام" الذين جاءوا لتعمهم الرحمة الإلهية في هذه الليلة المباركة. استهل الحفل بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم عطَّر بها أجواء الصحن الكاظمي ومسامع الحاضرين قارئ العتبة السيد عبد الكريم قاسم, بعدها ألقى الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة أ. د جمال الدباغ كلمة بهذه المناسبة هنأ في مقدَّمتها الرسول الأعظم وآله الأطهار "عليهم السلام" والعالم الإسلامي والمرجعية المباركة وأضاف قائلاً: " إنّ اشتدادَ المِحَنِ وتَراكُمَ الأَزَماتِ يُحتّمانِ على أبناءِ المجتَمَعِ الواحِدِ المزيدَ من التماسُكِ لتفويتِ الفرصةِ على المتصيدينَ في الماءِ العَكِرِ، فالدفاعُ المقدَّسُ ينبَغي أنْ يجعَلَنا أكثَرَ حَذَراً في عَدَمِ السَّماحِ للدّواعِشِ التكفيريينَ منْ استغلالِ انشغالِ الجماهيرِ بالمُطالَبةِ بحُقوقِهِم المشروعةِ منْ أجلِ الإصلاحِ والتغييرِ, وأنْ تَكونَ مُحاسبةُ المُقصّرينَ المُفسدينَ مكفولةً بالقَضاءِ العراقِيِّ النّزيه, كما ينبغي علينا تَقفّي خُطُواتِ المرجعيةِ الرشيدةِ المتمثّلةِ بسماحةِ آيةِ اللهِ العظمى السيد عليّ الحسينيّ السيستاني (دامَ ظلُّهُ الوارف) بكُلِّ ما يَصدُرُ عنْه من الفتاوى والتوجيهاتِ فهي تَصُبُّ قطعاً في مصلحةِ هذا الشعْبِ ورعايةِ حقوقِهِ ومُقدَّراتِه " . بعدها ارتقى منبر الحفل سماحة الشيخ عدي الكاظمي الذي أفاض في حديثه عن فضائل وأخلاق وسيرة صاحب الذكرى الإمام الرضا "عليه السلام"، مشيراً إلى محطات ومواقف من حياته العظيمة "عليه السلام" التي نستطيع من خلالها أن نصل إلى معادن المعرفة والحكمة كما تطرق إلى ما يعيشه بلدنا اليوم من ظروف طارئة، وشدد على ما يتوجب علينا كمسلمين هو طاعة المرجعية الدينية التي اكتسبت هذه الأهمية والقوة من قول المعصوم، والتي استقرأت واستنبطت أن دين النبي الخاتم محمد "صلى الله عليه وآله"مهدد بالخطر من قبل قوى الكفر الضلال، لذا فقد أصدرت فتوى الجهاد الكفائي، للدفاع عن العراق والمقدسات، تلتها فتاوى الإصلاح، وانبرت إلى دعوة الطلبة والشباب للالتحاق بمراكز التدريب ليشكلوا قوة احتياطية تساند قوات الحشد الشعبي المقدس وتحمى العراق من أي طارئ لا سمح الله. وأشار في حديثه إلى موجة الهجرة وارتفاع معدلاتها بين الشباب في الوقت الراهن مما يهددهم بالمعاناة والمصير المجهول، فنحن نعيش اليوم على المحك بين القول والفعل، فلا بد للإنسان من محاسبة نفسه، ولا بد من وجود أفعال قد تبرهن الطاعة لولاة آمرنا، وإن بإطاعتنا لهم سنكون فعلاً من الجنود المخلصين. وكان للشعر القريض نصيب في الحفل الميمون حيث ألقى شاعرأهل البيت "عليهم السلام" السيد نبيل أبو العيس قصيدة ولائية رائعة بعنوان: ( قريرة العين) ومنها هذه الأبيات: قريرةَ العينِ جاءَتكُمْ قوافينا تَرجو الثوابَ مِن الرحمنِ بارينا تشدو لمولدِ نورٍ من أئِمَتِنا رِضا الهُداةِ ومَنْ في الحشرِ يُرضينا عِندَ المنامِ تكونُ الروحُ صاعِدَةً تَزورُ قبرَكَ في طوسٍ وتَأتينا هاكَ التَهاني مِنَ الأرواحِ مُعْلِنَةً طيبَ الوَلاءِ بمِسْكٍ من تَهانينا وكان هناك مشاركة للخادم محمد عباس الخفاجي بالأهازيج والردات الذي تغنى بحب آل بيت المصطفى صلوات الله عليهم، واختتم الحفل المبارك بأنشودة لفرقة إنشاد الجوادين عبَّرت عن فيض كرم الإمام الرضا "عليه السلام" ومناقبه وفضائله وسجاياه العظيمة.