ديوان الوقف الشيعي يقيم مجلساً للعزاء في الصحن الكاظمي الشريف بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام الصادق "عليه السلام"

استضافت العتبة الكاظمية المقدسة يوم الثلاثاء 25 شوال 1436هـ الموافق 11 آب 2015م، مجلس العزاء الذي أقامه ديوان الوقف الشيعي برعاية معالي رئيسه سماحة السيد علاء الموسوي بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام جعفر بن محمد الصادق "عليه السلام" وبالتعاون مع الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة، بحضور الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة أ. د جمال عبد الرسول الدباغ وعدد من أعضاء مجلس الإدارة، ووكيل رئيس ديوان الوقف الشيعي سماحة الشيخ علي الخطيب ورئيس لجنة الأوقاف والشؤون الدينية النيابية الأستاذ عبد العظيم عبد الفتاح العجمان، والعديد من السادة أصحاب السماحة والمشايخ من رجال الدين والشخصيات الاجتماعية، استهلت بتلاوة أيٍ من الذكر الحكيم شنف بها قارئ العتبة الكاظمية المقدسة الحاج همام عدنان أسماع الحاضرين. تلتها كلمة لسماحة الشيخ علي الخطيب بهذه المناسبة الأليمة أوضح فيها المنهج الرباني الذي اتبعهُ الإمام جعفر الصادق كجده رسول الله "صلى الله عليه وآله" بأن يكون داعياً إلى عبادة الله وطاعته ومسؤولية توعية الأمة وتربيتها وتثقيفها من خلال مدرسته التي استقطبت الكثير من أبناء المعمورة، مبيناً ضرورة الالتزام بمبادئ وأخلاق إمامنا الصادق "عليه السلام" ومسيرته الخالدة . كما أكد الشيخ الخطيب على تعزيز معاني الأخوة والتعاون والوحدة وتوظيف كلّ ما نمتلك من طاقات لأجل التصدي للمَدّ اللاإنساني الذي استهدف العراق وشعبه بكل مكوناته وأطيافه، وإسناد القوات الأمنية والحشد الشعبي في معارك التحرير. بعدها ارتقى المنصة رئيس لجنة الأوقاف والشؤون الدينية النيابية الأستاذ عبد العظيم العجمان ليلقي كلمة بهذه المناسبة معزياً بها السادة الحضور والأمة الإسلامية بذكرى استشهاد علم من أعلام الأمة ورمزاً من رموزها وقائداً من قادتها سادس الأنوار الإلهية الإمام جعفر بن محمد الصادق "عليه السلام"، وأوضح في حديثه عن منهجية الإمام الصادق "عليه السلام" وغايته التي ترتكز على أمرين أساسيين وهما تنظيم علاقة الإنسان مع ربه، وعلاقة الإنسان مع أخيه الإنسان، مستشهداً بقوله "عليه السلام": (صدقة يحبها الله، إصلاح بين الناس إذا تفاسدوا)، كما أشار في حديثه إلى التقوى والعدل ذلك العنوانين الكبيرين لمنهاج الإسلام، وبهما نستطيع أن نصلح ذات الإنسان والأمة، ونحارب كلّ أشكال الطائفية والفساد والتطرف. أعقبتها كلمة لفضيلة الشيخ محمد فيصل مسؤول مركز الوسطية والاعتدال في ديوان الوقف السني، قدّم فيها تعازيه بهذه المناسبة الأليمة، وعبّر عن اللحظات الإيمانية المباركة التي يقف بها بين يدي الله عند حرم الإمامين الجوادين "عليهما السلام"، مبيناً متى ما عصفت بالأمة الإسلامية من عاصفة واختلطت الأزمات، كان لها الأئمة الأطهار "عليهم السلام" فهم صمام أمان ونبراس هذه الأمة فقد حفظوا وجودها وكيانها وهيبتها ووحدتها وكرامتها، إذ اليوم نجتمع على هديهم لتوحيد الصف ولم الشمل، ونتعلم منهم "عليهم السلام" التسامح والإيثار، لأن رسالتهم رسالة للإنسانية جمعاء. وكان هناك كلمة لمستشار رئيس ديوان الوقف الشيعي سماحة الشيخ ستار الجيزاني ، أشار فيها إلى أن الإسلام قد سُرق من أيدينا من قبل قوى الإرهاب والكفر والضلال، من أناس ادعوا الدين والإسلام وهو براء منهم فقد قتلوا وذبحوا واستباحوا الحرمات وانتهكوا الأعراض تحت راية الله أكبر. كما دعا سماحته النظر بعين البصيرة إلى أن الطريق الحقيقي للإسلام يتجسد بأئمتنا الأطهار "عليهم السلام"، وعودتنا إلى الإسلام تأخذنا إلى تطبيق نهجهم والتأسي بهم والسير على خطاهم، وأن ينعكس ذلك في سلوكياتنا وأقوالنا وأفعالنا وإشاعة أجواء الفضيلة والقيم والمفاهيم السامية. وأختتم المجلس التأبيني بقراءة سورة الفاتحة المباركة ترحماً على أرواح شهدائنا الأبرار الذين رخصوا مهجهم وأرواحهم للدفاع عن العراق والمقدسات.