الكلمةُ سلاحٌ ماضٍ لنصرةِ العراق

برعاية كريمة من الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة في دعمها للحركة الإعلامية في العراق، ومد جسور التواصل والتعاون مع المؤسسات الإعلامية، وإيمانها بمسؤولية النهوض والارتقاء بمستوى الخطاب الإعلامي الهادف، أقام اتحاد الإذاعات والتلفزيونات العراقية، يوم السبت 8 آب 2015م على قاعة أسد الله الحمزة بن عبد المطلب في رحاب الصحن الكاظمي الشريف الملتقى السنوي الأول للإذاعات العراقية تحت شعار : " الكلمةُ سلاحٌ ماضٍ لنصرةِ العراق "، بحضور الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة أ. د جمال عبد الرسول الدباغ والسيد رئيس اتحاد الإذاعات والتلفزيونات العراقية سماحة السيد حميد الحسيني وعدد من الأساتذة والأكاديميين المتخصصين بالشأن الإعلامي ومسؤولي وممثلي المؤسسات الإعلامية. استهل حفل الافتتاح بتلاوة مباركة من الذكر الحكيم شنّف بها قارئ العتبة المقدسة السيد عبد الكريم قاسم أسماع الحاضرين، بعدها ألقى الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة أ.د جمال الدباغ كلمة بهذه المناسبة قائلاً: " إنّ التعاون بين العتبة الكاظمية المقدسة واتحاد الإذاعات العراقية ليس الأول من نوعه، فلقد سبقه نشاطات أخرى مثمرة، غير أن لقاءنا اليوم وفي رياض الإمامين الجوادين "عليهما السلام" هو الملتقى الأول من نوعه بما يضمه من حضور لمديري الإذاعات العراقية وبما يتصدى له الملتقى من محاور مهمة جادة تتحَدَّدُ من خلالها خارطة الطريق السوي للأداء الإعلامي الناهض للإذاعات العراقية يتم عبره مراعاة المشتركات الوطنية". وأضاف قائلاً :"إن الهموم والتحديات المصيرية التي تجعل الجميع في مصاف المسؤولية الوطنية والإنسانية تحتم علينا أن نوحد جهودنا في التصدي لكل أعداء العراق سواء أكان على مستوى الصراع المسلح مع التكفيريين أم على مستوى التصدي لمظاهر الفساد المالي والإداري , كما اننا يجب أن تكون لدينا قراءة صحيحة للأهداف والواقع العراقي نتنصل فيها من كل الدوافع الخاصة أو الميول الفئوية والحزبية واضعين مصلحة العراق والمصلحة العامة فوق كل الإعتبارات في التعاطي مع الخطاب الإعلامي، كما أن توحيد الخطاب الإعلامي يعد مصداً للإعلام المعادي المضلل, وخصوصاً أن الإعلام المعادي يسعى إلى العديد تزوير الحقائق وخداع الجماهير , كما أن من وسائل الإعلام الوطنية، وللأسف، قد تقع فريسة شِباك الإعلام التكفيري دون وعيًّ وإدراك لذلك , فمن الواجب أن نفهم عدونا جيداً ونعي فكره وخداعه لنصل إلى مستوى التصدي له , بل أن من الواجب أن نتحول من مرحلة التصدي إلى مرحلة الهجوم من خلال كشف الحقائق وتحقيق الهزيمة لوسائل إعلام العدو." وكان لسماحة السيد حميد محمود الحسيني رئيس اتحاد إذاعات وتلفزيونات العراق كلمة بهذه المناسبة أشار فيها إلى أهمية اللقاء والتواصل في رحاب الإمامين الجوادين "عليهما السلام"، لأنهما مصدر للإنسانية فيجب أن تستلهم المؤسسات الإعلامية منهم هذه السمة وأن يكونوا للإنسانية جمعاء وينتموا للعراق ويبتعدوا كلّ البعد عن الانتماء والميول والإتجاهات ومنزلق الصراعات الطائفية لأنهم أصحاب رسالة هادفة، فيجب أن يحافظوا من خلال مهنيتهم على الهوية الوطنية والعقائدية، ويحرصوا على إيصال الكلمة الصادقة إلى الجماهير. بعدها بدأت الجلسات البحثية التي ترأسها سماحة الشيخ عدي الكاظمي وكان مقررها الأستاذ عامر الأنباري، حيث ألقى الباحث الدكتور هاشم حسن التميمي عميد كلية الإعلام في جامعة بغداد ورقة بحثية حول الأفكار والرؤى الإعلامية، طرح من خلالها مجموعة من الأفكار أراد أن يبيّن فيها أن الإعلام رسالة من أجل الحقيقة، وصوت لمن لا صوت له، وكيف لنا أن نوظّف الدور الإعلامي والبحوث العلمية والأطاريح العلمية والإسلامية في خدمة مجتمعاتنا، مؤكداً ضرورة العودة إلى المهنية وأن تكون المنابر الإعلامية أصوات للمواطن وللحقيقة. ثم جاء دور الباحث الدكتور يوسف محمد العبيدي رئيس قسم الإعلام في كلية الإمام الكاظم "عليه السلام" والقى ورقته البحثية حول " وحدة الخطاب الإعلامي في ظل القضايا الوطنية " أوضح خلالها كيفية نقل المتلقي إلى ساحة الحدث، ومواجهة الفكر الإرهابي المتطرف، والعمل على خلق صف وطني موحّد متماسك، فضلاً عن وجوب مراعاة اهتمامات الجمهور ورغباته. وكان لضيف الملتقى الإعلامي سماحة السيد عادل العلوي كلمة بهذه المناسبة ليتحف الحضور ببعض التوصيات والإرشادت التي يجب أن يتحلى بها الإعلامي الناجح مبيناً ضرورة أن يتمثل بالنور الإلهي، وأن تتجلى فيه صفات الله عزوجلّ، بل أن يكون مرآة لوجه الله تعالى، من خلال التخلق بالأخلاق السماوية، لخدمة مجتمعنا ووطننا وعقيدتنا وتوثيق انتصارات حشدنا المقدس. واختتم الملتقى بجلسة حوارية مهنية لمناقشة ودراسة الوضع الداخلي للاتحاد والوقوف على أهم المعوقات التي تواجه المؤسسات الإعلامية من أجل تذليل العقبات أمامهم، آملين المزيد من العطاء في خدمة العراق وشعبه الأبي ومساندة قواتنا الأمنية والحشد الشعبي حتى تحقيق النصر المؤزر .