دور المرجعيات الدينية والسياسية في دعم النازحين

حرصت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة على رعايتها للعديد من الندوات والمؤتمرات لأجل إثراء الساحة الثقافية والعلمية والمعرفية والتي تسعى من خلالها أن تساهم في عملية التغيير والتطوير النوعي لبناء المجمتع العراقي، لذا استضافت قاعة سيد الشهداء الحمزة بن عبد المطلب "عليه السلام" في رحاب الصحن الكاظمي الشريف صباح يوم الثلاثاء 4/8/2015م ورشة العمل التي أقامها بيت الحكمة/ قسم دراسات الأديان بالتعاون مع العتبة الكاظمية المقدسة/ مكتبة الجوادين العامة تحت شعار: " دور المرجعيات الدينية والسياسية في دعم النازحين " بحضور الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة أ . د جمال عبد الرسول الدباغ وعدد الشخصيات الأكاديمية والاجتماعية وخَدَمَة الإمامين الجوادين، استهلت الندوة بتلاوة معطرة من الذكر الحكيم شنف بها قارئ العتبة السيد عبد الكريم قاسم أسماع الحاضرين بعدها ارتقى المنصة الأمين العام للعتبة الكاظمية أ . د جمال الدباغ وألقى كلمة بهذه المناسبة بيّن فيها الدور الإنساني للعتبات المقدسة ورعايتها للنازحين، وتقديم خدماتها الجليلة للمجتمع، مشيراً إلى التحدي الكبير الذي فرض على الدولة العراقية بعد احتلال الموصل، حيث كانت غير قادرة على تحمل أعباء النازحين بجانب الأعباء العسكرية، فهنا أخذت العتبات المقدسة وعلى وجه الخصوص النجف الأشرف وكربلاء المقدسة دورها في احتضان ورعاية النازحين، وبذلت جل اهتمامها وسخرت جميع إمكاناتها لاحتواء هذه الأزمة، والكلّ على علم إنها مسؤولية كبيرة حيث وفرت خلالها السكن والطعام والدواء والخدمات الأخرى. مضيفاً: نحن في السنة الثانية ولا زالت المشكلة موجودة وحلولها غير واضحة إذ نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفق الجميع لانعقاد هذه الورش المباركة والخروج منها بأكثر قدر وما يمكن انجازه لهذه العوائل الكريمة، والمزيد من الانتصارات لقواتنا الأمنية وحشدنا المقدس في تحريرالمناطق المغتصبة لأجل عودة النازحين إلى ديارهم وهو الحل الحقيقي والأمثل للمشكلة. بعدها بدأت ورشة العمل التي ترأس جلستها الدكتور أياد كريم الصلاحي وقدم فيها أهداف ومضامين هذه الورشة التي تحاول الخروج برؤية واضحة لمشكلة النازحين وسبل معالجتها في وضعنا الراهن، من خلال المؤسسات الخدمية، كما أوضح أهم الآثار السلبية الصحية والتربوية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية التي يواجهها هؤلاء النازحون. ثم استمع الحضور إلى الباحث السيد محمد إياد جواد الشهرستاني الذي قدم ورقة بحثية عن دور العتبات المقدسة في دعم النازحين وتطرق خلالها عن حالة النازحين المنتشرين في محافظات العراق والبالغ عددهم ما يقارب(2،800000) نازح والمشاكل التي تواجهها الدولة العراقية ووزارة الهجرة والمهجرين منذ 10/6/2014م، كما بيّن الدور الفاعل للعتبات المقدسة في إدارة هذا الملف ابتداءً من العتبة العلوية المقدسة التي أقامت مركز لإيواء النازحين ونفذت فيه برنامجها الإنساني وما تحتاجه تلك الأسر حيث وفرت لهم الحاجات الإنسانية والاجهزة المنزلية والملابس فضلاًعن العناية الطبية، كما سلط الضوء على دور العتبة الحسينية والعباسية التي شكلت لجان لمتابعة شؤون النازحين وتأمين السكن لهم في مدن الزائرين وتوفير سبل الراحة والخدمات، كما كان هناك زيارات ميدانية للمناطق الصامدة والمحاصرة منها آمرلي وحديثة والعلم والضلوعية والبغدادي وإيصال المساعدات إليها وصولاً إلى قرى إقليم كردستان العراق، وكان للعتبة الكاظمية المقدسة دور كبير في استنفار جهودها في توفير وتقديم الخدمات اللازمة للعوائل النازحة، وتواصلت بجمع التبرعات المالية التي وصلت ما يقارب (200،000،000) مئتان مليون دينار، لتوفير الحاجيات الضرورية لهم فضلاًعن الزيارات الدورية لمتابعة شؤونهم. وخرج الباحث بعدة مقترحات وهي إنشاء المخيمات النموذجية أو إنشاء دور واطئة الكلفة للنازحين، والإسراع في إيصال المنح المالية لهم، ومناشدة وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ووزير التربية لتذليل العقبات أمام الطلبة النازحين. بعدها جاء دور الباحثة د. زينب شاكر الواسطي وقدمت بحثهاً قيماً بعنوان " دور المرجعية في دعم الوحدة الوطنية ـ النازحين انموذجاً "، وأكدت فيه أن التوحيد منهاج لصيانة الأمة لتصل إلى مداها الواسع، مبينةً أن ما قامت به المرجعية الدينية العليا بعد فتوى الجهاد الكفائي ورعايتها للنازحين قد حاولت تفتيت الصراع الداخلي والاحتقان الطائفي ووحدت المجتمع العراقي بكل أطيافة وأعراقه ومكوناته. كما أشارت إلى المؤسسات الإنسانية والخدمية التي تتبناها المرجعية المباركة، وما تقدمه من مساعدات، كما تناولت بعض الاحصائيات عنها ومن بينها مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية. وكذلك استمع الحضور إلى بحث قدمته د. دنيا علوان الدفاعي من جامعة بغداد " حول التكافل الاجتماعي الأسرة المنكوبة في منهج الثقلين" وأوضحت خلاله المسؤولية التي تقع على عاتق الفرد والمجتع، وبينت دور القرآن الكريم في إشاعة روح العطاء والبذل والإيثار، ومدرسة أهل البيت "عليهم السلام" التي حثت على نشر فكر الإحسان والعطاء والإنفاق في سبيل الله لما له من آثار إيجابية في إصلاح الأمة. وأكدت الباحثة أن الأخوة الإيمانية والتراحم والشعور بالآخرين واحدة من تجسيدات مبدأ التكافل الاجتماعي من خلال استشهادها بالاحاديث النبوية الشريفة. وقدم الدكتور زاهد جهاد البياتي بحثاً عنوانه: " النازحون التركمان بين آلام الماضي ومشاكل الحاضر " تناول فيه نبذة مختصرة عن التركمان وتاريخه ووجوده على أرض العراق، وكيف كانوا ولا يزالون جزءً أصيلاً من الشعب العراقي، وعرض جملة من مشاكلهم ومعاناتهم من التطهير الطائفي والعرقي وتعرضهم للمجازر الدموية البشعة قبل وبعد عام 2003م، وشهدت الورشة مداخلات من قبل السادة الحاضرين أثرتها من حيث الطرح والحوار.