العتبة الكاظمية المقدسة تحتفى بعوائل شهداء الحشد الشعبي

انطلاقاً من مبدأ الشعور بالمسؤولية تجاه عوائل الشهداء، الذين زفوا أبناءهم وجادوا بأنفسهم بأقصى غاية الجود إلى طريق الحق لنيل شرف التضحية والشهادة دفاعاً عن حياض الوطن والمقدسات، وأرخصوا دماءهم الطاهرة في سبيل تحرير بلدنا من دنس زمر الكفر والضلال، وعرفانا لبطولاتهم الفذة، وتلبية لنداء المرجعية الدينية العليا المتمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني "دام ظله الوراف" وتأكيده الدائم على رعاية ذوي الشهداء، أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة بالتنسيق مع مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية حفل تكريم عوائل شهداء الحشد الشعبي عصر الخميس 13 شوال 1436هـ الموافق 30/7/2015م، بحضور عدد من أعضاء مجلس إدارة العتبة ورؤساء الأقسام وممثلي مؤسسة العين وأهالي الشهداء الكرام. استهل الحفل بتلاوة أي من الذكر الحكيم شنف بها قارئ العتبة السيد عبد الكريم قاسم أسماع الحاضرين، أعقبها قراءة سورة الفاتحة المباركة ترحماً على أرواح شهدائنا الأبرار، بعدها ارتقى المنصة سماحة الشيخ عماد الكاظمي ليلقي كلمة بهذه المناسبة بيّن خلالها أهمية اللقاء والتواصل مع عوائل الشهداء الذين كرمهم الله وأخصهم بهذه المنزلة والمقام الرفيع، كما عرج على المسؤولية الاجتماعية والفردية مستشهداً بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، مؤكداً ما يتوجب على المجتمع والمؤسسات تقديمه لتلك الشريحة، إكراماً لما قدمت من دماء زاكية، وأرواح طاهرة في سبيل الدفاع عن العراق والمقدسات، فهم مسؤولية وأمانة في أعناقنا، فلا بد للمؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني من دور بارز مع هؤلاء النخبة الذين أوصى بهم الله تبارك وتعالى ورسوله وأهل البيت "عليهم السلام". كما أشار سماحته إلى العتبة الكاظمية المقدسة وأدوارها المتعددة في هذه المرحلة وما تقوم به من زيارات لذوي الشهداء ورعاية الجرحى وتذكير المسؤولين بتلك العوائل المباركة، فيجب علينا أن نذكَّر بعضنا البعض، فكل ما يقدم لهم لا يساوي قطرة من دماء آبائهم وأبنائهم. وأما المسؤولية الفردية أكد فيها على الدور الكبير لزوجات الشهداء والمسؤولية المضاعفة والأمانة التي أودعها إليها زوجها الشهيد في تربية أبنائه تربية صالحة، وأن تتأسى بالحوراء زينب "عليها السلام" التي عاهدت أخيها الإمام الحسين وأحيت نهضته. بعدها ارتقى المنصة ممثل مؤسسة العين الأستاذ محمد آدم علي ليلقي كلمة بهذه المناسبة قائلاً: نحن اليوم نقف هذا الموقف المشرف بين يدي الإمامين الهمامين موسى بن جعفر الكاظم ومحمد بن علي الجواد "عليهما السلام" لننال بركاتهما سائلين المولى بحقهما أن يرحم شهدائنا الأبرار ويمن على ذويهم بالصبر والسلوان، وأن يوفقنا لخدمة يتامى وعوائل شهداء الحشد الشعبي المقدس الذين لبوا نداء تلك الفتوى العظيمة، تلك الفتوى التي حفظت الدين الحق والعراق الجريح وصانت المقدسات. كما بيّن ما نالته مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية من شرف كبير ومأذونية وحرصها على الالتزام بمحاورها الأساسية ألا وهي توثيق عوائل الشهداء وكفالة ورعاية اليتامى وتأمين سبل العيش الكريم لهم. وشهد الحفل مشاركة لخادم الجوادين الشاعر السيد نبيل أبو العيس بقصيدة رائعة عنوانها " فتوى الجهاد " ومنها هذه الأبيات: قبل الشهادة قال أمَّاه أسمعي لا تبكِ إن سيف الردى أرداني بالله يا أماه أن لا تذرفي دمع الأسى والوجد والأشجان أمَّاه زفيني ببدلة موطني للحرب لا في بدلة العرسان أماه إن جاؤوا بنعشي غَرِّدي أمَّاه كفكفي أدمع الأحزان أمَّاه قولي للعراق فديته علمُ العراق ضّيعته في أكفاني كما كانت هناك مشاركة للمنشد الحسيني مصطفى الكناني حيث صدح صوته بقراءة القصائد التي افتخرت بتضحيات الشهداء الأبطال الذين سقت دماءهم أرض العراق. كما تخلل الحفل مشاركة من قبل والدة الشهيد ضياء العكيلي لتروي لنا قصة ولدها البار وهي تزفه إلى مذبح الشهادة والخلود. وأختتم الحفل بإعلان العتبة الكاظمية المقدسة وكفالتها لعدد من الأيتام لمدة سنة كوجبة أولى، وتوزيع الشهادات التقديرية والهدايا والمبالغ المالية على عوائل شهداء الحشد الشعبي المبارك.