مهرجان الجوادين عليهما السلام لدعم وحدة العراق والدفاع عن مقدساته

بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لصدور فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقها سماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني "دام ظله الوارف" .. فتوى سفر الخلود والانتصار العراقي التي زلزلت الأرض من تحت أقدام الأعداء وردت كيده وكسرت شوكته، ودحرت عجلة الكفر والإرهاب، وحفظت البلاد والعباد من خطرهِ، بل أصبحت عنوان وحدة العراق وسر قوته.. التي سطر من خلالها رجال العقيدة والفداء من مجاهدي الحشد الشعبي الأبطال أروع صور الملاحم والبطولات، وسقوا بدمائهم الزاكية أرض العراق لأجل أن لا تُدَنّس المقدسات، وأطاحت بجميع المخططات وأوقفت المشاريع والسيناريوهات الرامية لتمزيق خارطة العراق. فلا بد من وقفة مشرفة مع تلك الفتوى التاريخية ومع من لبى هذا النداء المقدس، ومن منطلق المسؤولية تجاه فتوى الجهاد، حرصت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة على إقامة مهرجان الجوادين "عليهما السلام" لدعم وحدة العراق والدفاع عن مقدساته، الذي انطلقت فعالياته من رحاب الصحن الكاظمي الشريف مساء يوم الخميس 24شعبان المبارك 1436هـ، الموافق 12حزيران 2015م، تحت شعار: " المرجعية الدينية صمام أمان لوحدة العراق والحفاظ على مقدساته " بحضور وكيل المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني في مدينة الكاظمية المقدسة سماحة الشيخ حسين آل ياسين والأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة أ. د جمال عبد الرسول الدباغ وأعضاء مجلس الإدارة وكوكبة من السادة الأجلاء والمشايخ الفضلاء في الحوزة العلمية الشريفة وعدد من الشخصيات الاجتماعية وزائري الإمامين الجوادين "عليهما السلام" . افتتح المهرجان بمراسم ولائية شاركت بها قوة الكاظمين القتالية، بعدها استمع الحضور لتلاوة معطرة من الذكر الحكيم شنف بها قارئ العتبة الحاج همام عدنان مسامع الحاضرين، ثم ارتقى المنصة سماحة الشيخ حسين آل ياسين ليلقي كلمة بهذه المناسبة بيّن فيها قائلاً: نقف اليوم في هذا المهرجان المبارك لنتذكر المجاهدين الذين كتبوا التاريخ بـأحرف من نور، ونحتفي بفتوى سماحة المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني "دام ظله الوارف" قبل عام في وجوب مساندة القوات الأمنية بمختلف صنوفها في وقوفها ضد الهجمة التكفيرية الإرهابية التي احتلت جزءاً من بلدنا. مضيفاً : الحق أن نحتفل في اتّباعنا للمرجعية المباركة في عصر باعتبارهم ممثلين للدين ومتمسكين بالثقلين، فهم قيمة الحق المطلقة التي لا تبدد، فلا بد لنا أن نحتفي بالفتاوى والتعليمات التي اطلقتها المرجعية العليا منذ عام 2003م حين احتل العراق فقال سماحته: "العراق للعراقيين أرضه وسمائه ومياهه وثرواته، ولا مشروعية للحظة من اللحظات للوجود الأجنبي على أرض العراق"، وأن نتذكر توجيهاته السديدة في الحفاظ على أمن المجتمع في تلك الأيام العصيبة وما تلاها، التي حافظ من خلالها على أرواح العباد والقيم النبيلة ووجود هذا البلد، وأن نعي فتواه التي أطلقها في عام 2003 التي أكد فيها أن يكتب دستور العراق بأيادي عراقية وأن لا يتدخل الأجنبي في شؤون العراق، ودفاعاً عن هذه المنظومة المستقاة من القرآن والسنة والعقل وحفاظاً على بيضة الإسلام وأمن البلاد حين تعرض للخطر المحدق، انطلقت الفتوى ليوجب كفائية الجهاد على جميع القادرين ودعم القوات الأمنية، فهناك وقفات عظيمة سيسجلها التاريخ لمن لبى واستجاب لمحنة العراق ليقدم الغالي والنفيس. وكانت هناك كلمة للأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة ألقاها أمينها العام أ.د جمال الدباغ جاء فيها : لقد انطلقت فتوى الجهاد الكفائي في سماء العراق كي تخترق الدنيا بأجمعها، وتثبت للعالم أن المرجعية الرشيدة كلمتها، وأن هذا الشعب لا يقهر ولن يقهر، ما دام سائر بخط مرجعيته وملتزماً بتوجيهاتها، لقد غيّرت هذه الفتوى كل الموازين، وقلبت الطاولة على الأعداء، حين اندفع الملايين من العراقيين وهم يتدفقون كالسيول إلى ساحات الجهاد، رغم المعاناة والصعاب ورغم الجراح لتصبح قوات الحشد الشعبي الرقم الأصعب في المعادلة أذهلت جميع المراقبين ليصبح الحشد مصدر قلقٍ لقوى الاستكبار العالمي، ولعل القادمُ من الانتصارات سوف يشكل ذهولاً أكثر لجميع قوى العالم، فها هم الأبطال يتسابقون لملاقاة الأعداء لا تأخذهم في الله لومة لائم.. وأضاف: إذ نجدد مؤازرتنا ودعمنا الكامل للمرجعية الرشيدة وقوات الحشد الشعبي البطلة والقوات الأمنية الشجاعة، مؤكدين أن الكاظمية المقدسة مدينة الإمامين الجوادين "عليهما السلام"، تظل دائماً مكاناً للدفاع عن العراق والمقدسات ولذلك قامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة ومنذ الأيام الأولى لفتوى الجهاد المباركة بتقديم الدعم المادي والمعنوي وزيارة مواقع القتال، وتكريم عوائل الشهداء في بغداد والمحافظات وزيارة الجرحى، وتقديم المساعدات للعوائل النازحة وتطوير جانب الإعلام الحربي بالتعاون مع العتبات المقدسة، وتشكيل قوة الكاظمين "عليهما السلام" القتالية" للمساهمة في الدفاع عن العراق والمقدسات. وشهد المهرجان عرض فلم وثائقي بعنوان "المرجعية وسكة الصواب" من إنتاج تلفزيون الجوادين في العتبة المقدسة . كما شارك بهذا المهرجان الشاعر السيد نبيل أبو العيس بقصيدة ولائية عنوانها " لبيك يا بلد الذرى " التي مجدت الفتوى الخالدة والانتصارات المباركة التي حققتها قوات الحشد الشعبي ومنها هذه الأبيات: فتوى الجهاد لشبل أسياد الورى أشفى لشعب الرافدين جرحا فتوى مضى عام عليها إنما لبيك ما زال الصدى صدّاحا فتوى تصدت للضلالة والعمى من مرجعٍ للشعب رام صلاحا فتوحد الشعب الأبي منادياً بلواء عزمك ندحر السفاحا لبيك يا بلد الحضارة والذرى نفدي لك الأبناء والأرواحا وتخلل المهرجان عرض مسرحي بعنوان " لقاء الأبرار " والذي قام بتجسيد أدواره نخبة طيبة من خَدَمَة الإمامين الجوادين "عليهما السلام"، فضلاً عن مشاركة فرقة إنشاد الجوادين بالموشحات الإسلامية وإلقاء الأهازيج والردات الحماسية الرائعة. واختتمت فعاليات المهرجان بتكريم عوائل شهداء العقيدة .. شهداء الحشد الشعبي ، الذين سطروا بدمائهم وجراحهم صفحات مشرقة ملؤها بأوسمة العز والمجد والفخر حين نذروا أنفسهم في سبيل الدفاع عن المقدسات في عراقنا الحبيب. وفي سياق متصل كانت ضمن فعاليات المهرجان افتتاح معرض للصور الفوتوغرافية تحت شعار : "مرجعيتنا.. جهاد لا يتوقف " الذي جسّدَ الانتصارات المتحققة والروح المعنوية للمقاتلين والمجاهدين من أبناء الحشد الشعبي وانتمائهم وولائهم الحقيقي لأرض المقدسات فضلاً عن دور العتبة الكاظمية المقدسة وزياراتها الميدانية لسوح القتال ودعمها لفتوى الجهاد وتواصلها مع القطعات العسكرية، وزيارة عوائل الشهداء والنازحين.