العتبة الكاظمية المقدسة تحتفي بولادات سفراء الخلود وسفن النجاة

وسط غمرة الأفراح التي تعيشها أمتنا الإسلامية بحلول شهر شعبان المبارك، وذكرى ولادات الأنوار العلوية والسلالة المحمدية، ابن بنت الرسول الإمام أبي عبد الله الحسين وأخيه أبي الفضل العباس والإمام علي بن الحسين السجاد وأخيه علي الأكبر "عليهم السلام"، إذ شهدت رحاب الصحن الكاظمي الشريف مساء الأحد 5 شعبان 1436هـ، الموافق 24 آيار 2015م حفلاً مركزياً بهيجاً، بحضور الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة أ. د جمال عبد الرسول الدباغ وأعضاء مجلس الإدارة وشخصيات دينية واجتماعية، استهل الحفل بتلاوة مباركة من الذكر الحكيم شنف بها قارئ العتبة الحاج منير عاشور أسماع الحاضرين، تلتها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وألقاها أمينها العام أ. د جمال الدباغ بيّن فيها قائلاً: "نحن إذ نغترف غُرفة من ضفاف مجد هذه الكواكب المضيئة في سماء الإسلام علينا أن نضع أمامنا صوراً رائعة يحتذى بها في مسيرة الحياة تقتبس من النفوس المضيئة بنور النبوة والإمامة، تلك النفوس التي انصهرت في حب الله مخلصة بعظمته وجلاله، موقنة أن الاستشهاد في سبيل الله يعني الانبعاث من جديد وإن من سار في ركب الإمام الحسين "عليه السلام" فقد استشهد وأدرك الفتح وإن من كان مع الحسين "عليه السلام" فإنه كمن يولد مرتين، لقد وجد "عليه السلام" كُلَّ شيء ولم يفقد مع الله شيئاً، في الوقت الذي فقد فيه أعداؤه كل شيء تلك الحقيقة التي يجب أن يتعظ بها الجميع، ولقد أيقن أحباء الإمام الحسين "عليه السلام" بالأمس البعيد وفي وقتنا الحاضر كل ذلك فهم يبذلون الغالي والنفيس في سبيل الله لا تأخذهم في الله لومة لائم، فهاهم أبطال الحشد الشعبي والمخلصون من قواتنا الأمنية يحذون حذو الشهداء السعداء من أصحاب أبي عبد الله "عليه السلام" وهم يرددون صيحته الخالدة فوق سواتر الميدان (هيهات منا الذلة) وها هن الحرائر الزينبيات يقدمن فلذات أكبادهن قرابين على مذبح الشهادة وهن يزغردن زغاريد النصر خلف قوافل الشهداء تلبية لنداء المرجعية الرشيدة في الدفاع عن البلاد والعباد وصيانةً للعرض والمقدسات. وأضاف قائلاً : إذ لا يشغلنا الدفاع المقدس والجهاد الأصغر عن الجهاد الأكبر في تنقية الذات والابتعاد عن المحرمات وكبح الشهوات والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتحلي بمكارم الأخلاق أسوةً بمن نحتفي بولاداتهم الشعبانية صلوات الله وسلامه عليهم". بعدها ارتقى المنصة سماحة الشيخ "عماد الكاظمي " وألقى محاضرة دينية قيّمة بهذه المناسبة مبيناً فيها: عندما نستذكر أسماء أصحاب الولادات الشعبانية تذهب بنا الذاكرة إلى يوم الطف الخالد وما سطره من معاني التضحية والشموخ والعزة والإباء والكرامة. مضيفاً: أن الاحتفاء بمناسبات أهل البيت "عليهم السلام" هي من نعم الله، بل هي أحدى المحطات التي تذكرنا بالله عز وجل، لأنهم الامتداد الحقيقي للرسول الأكرم "صلى الله عليه وآله"، مستشهداً بقوله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" . كما أكد سماحته على ضرورة مضاعفة الجهود في تقديم الخدمة لآل بيت النبوة "عليهم السلام" التي لا تستطيع أن تحددنا بمكان وزمان، فعلينا مسؤولية كبيرة تجاههم "عليهم السلام" فيجب أن نوفق بعظيم شرفها. وكان لشاعر العتبة الكاظمية المقدسة الأستاذ "رياض عبد الغني الكاظمي" مشاركة بقصيدة رائعة عنوانها: " ألا من ناصر " ومنها هذه الأبيات: فأقبلْ على أمّةٍ أصبحتْ على هوّةٍ جرفُها هائرُ فأنتَ لها الأمل المرتجى وأنت لكسرٍ بها جابرُ تقدّس شعبانُ من موعدٍ به وُلدَ الوَترُ والثائرُ بعدها تألقت فرقة إنشاد الجوادين بمجموعة من الأناشيد الدينية وكان مسك ختام الحفل مشاركة للرادود كرار الكاظمي التي أضفت روح الفرح والبهجة ورسمت البسمة على شفاه الحاضرين الموالين من زائري الإمامين الجوادين"عليهما السلام".