دور فعال لقسم الشؤون الفكرية والثقافة في إحياء الزيارة المليونية

شاءت العناية الإلهية والمنح الربانية أن تخلق من بعض مجريات الزمن نفحات قدس تبعث على التأمل، وترتفع للناظر في علياء المجد، وهي بعدُ تدوي كصرخة في وجه الباطل وثورة تمرد على واقع ممتهن، وبعد هذا وذاك تغدو تراثاً زاخراً لا ينساه الدهر عبر حقبه وعصوره بل يتّقد ويتجدد ما غَرُبت شمس وتنفس صباح، يأبى إلا أن يكون سجلاً ينظمها ويحفظها على جبينه، نعني بذلك ذكرى شهادة العبد الصالح موسى بن جعفر"عليه السلام" والتي كانت قبل نيف وألف ومئتين وخمسين سنة وفي هاتيك البقع المظلمة التي ضيّق فيها هارون على كاظم العترة "عليه السلام". وانطلاقاً من مبدأ الإحياء الواعي لهذه المناسبة الثرّة، عمل جميع الخَدَم الذين نالوا حظوة عظيمة بتشرفهم بالخدمة في رحاب صاحب الذكرى "عليه السلام" وبكل أهبةً واستعداد وكلٌ حسب موقعه على تقديم أفضل الخدمات لزائري مرقد الإمامين الجوادين "عليهما السلام"، فقد كان لقسم الشؤون الفكرية والثقافية ــ وبجميع شعبه ووحداته ومفاصله ــ نشاطات متميزة وفعاليات متنوعة تتزامن مع متطلبات المناسبة الثرّة، ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، ولأجل الوقوف على طبيعة تلك النشاطات أجرى موقع العتبة الإلكتروني لقاءً مع مسؤول قسم الشؤون الفكرية الثقافية سماحة الشيخ عدي حاتم الكاظمي، حيث بيّن تلك المهام قائلاً: شعبة الإصدارات الثقافية والإعلامية شملت مهام شعبة الإصدارات الثقافية والإعلامية خلال أيام الزيارة المليونية القيام بجملة من النشاطات توزعت بين الانتهاء من إصدار العتبة الأول مجلة منبر الجوادين التي شغلت ذكرى استشهاد الإمام الكاظم "عليه السلام" الحيز الأكبر من صفحاتها، وإصدار مطوية تتضمن زيارة الامام الكاظم(عليه السلام) وبعض التوجيهات والإرشادات التي تخص الزائرين الكرام، والمهام الأخرى التي تم انجازها وبشكل مميز كإجراء التغطية الإعلامية بالتعاون مع شعبة تقنية المعلومات والتي شملت اللقاءات مع أغلب رؤوساء أقسام العتبة الكاظمية المقدسة، والجهات الساندة لخدمة الإمامين الجوادين "عليهم السلام" من المتطوعين، وتحرير الأخبار والتقارير والنشاطات الخاصة بها، وإرسالها إلى الموقع الالكتروني للعتبة لنشرها، حيث جرى العمل بشكل متواصل ومتابعتها بشكل مستمر، كما شارك عددٌ من منتسبي الشعبة بإسناد إخوتهم من قسم الشؤون الخدمية داخل الحرم الشريف لتنظيم انسيابية دخول وخروج الزائرين إليه. كما انبرت وحدة الإصدارات النسوية بتقديم خدماتها للزائرات الكريمات التي لم تقتصر على الخدمات الفكرية أو الثقافية أو التبليغية بل كانت أوسع من ذلك،حيث أنجزت أسرة مجلة (زهور الجوادين) الصادرة عن هذه الوحدة خطة عمل تليق بهذه الذكرى المفجعة، إذ تكفلت المجلة باستعراض شيئاً من سيرة ومسيرة العبد الصالح موسى بن جعفر "عليه السلام" بغية استلهام الدروس والعبر من خلال بعض المقالات التي أعدت لهذا الغرض وبعض الأبواب الثابتة والمتحركة، فضلاً عن التغطية الإعلامية لمراسم الزيارة المليونية وما يرافقها من نشاطات وفعاليات خاصة بالنساء، كما أصدرت الوحدة مطوية (نداء الجوادين) تحت عنوان (زيارة الإمام الكاظم "عليه السلام" دلالات وتوجيهات) تضمنت أهم الوصايا والتوجيهات الخاصة بالنساء و بعض الآداب العامة التي يجب مراعاتها عند التشرف بزيارة سابع أنوار الهدى الإمام موسى بن جعفر"عليه السلام" ، كما كان لخادمات قسم الشؤون الفكرية والثقافية خدمات تبليغية متميزة، منها على سبيل المثال لا الحصر تعليم الزائرات قراءة سورة الفاتحة وتصحيحها خصوصاً لكبيرات السن منهن، وقراءة بعض التوجيهات الدينية الموجهة إلى الزائرات الكريمات والتي تضمنت مواضيع متنوعة تدور في فلك علوم الفقه والعقائد والأخلاق، وسيرة أهل البيت الميامين "عليهم السلام" ، وعرض ومناقشة بعض المسائل الابتلائية للنساء طبقاً لفتاوى المرجع الديني الأعلى سماحة السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله)، وأيضاً كان لخادمات القسم نشاط خَدَمي وأمني عندما شاركن بخدمة زائرات الإمامين والوقوف بجنب أخواتهن الخادمات في شعبة الرقابة النسوية ومساندتهن بأعمال التفتيش والعمل في مراكز تسليم الأمانات الخاصة بالنساء. شعبة البحوث والدراسات كان لهذه الشعبة مهام متنوعة خلال الزيارة المباركة منها إصدار مطويات تحت عنوان (نداء الجوادين)، بالإضافة إلى المشاركة في وإجراء لقاءات مع أصحاب المواكب المشاركين في خدمة الزائرين لمرقدي الإمامين الجوادين "عليهما السلام" ولمدة ثلاثة أيام، إضافة إلى تهيئة شذرات من التراث الكلامي الثرّ للإمام الكاظم"عليه السلام" وأقواله الشريفة وأحاديثه المنيفة ووصاياه السديدة وإرسالها إلى شعبة التصاميم والطباعة الرقمية ، والجدير بالذكر إن بعض منتسبي الشعبة كانوا قد التحقوا بمنتسبي قسم الشؤون الخدمية لتنظيم حركة الزائرين الكرام داخل الحرم المطهر. دار القرآن الكريم الذين صدحت أصواتهم الولائية وترنمت بذكر الرحمن، إذ تمحورت مهامهم بتلاوة القرآن الكريم في ذكرى شهادة عِدل القرآن الإمام موسى بن جعفر "عليه السلام" وقراءة الأدعية المأثورة والزيارات المخصوصة. مكتبة القرآن الكريم كان للمكتبة القرآنية جهد جهيد في توزيع المصاحف وكتب الأدعية والزيارات وترتيبها في أماكنها المخصصة، وملاحظتها داخل الحرم والصحن المشرفين، وأيضاً عملوا على توزيع محامل الكتب وتقسيمها داخل الصحن الشريف. شعبة التصاميم استنفر الخدم العاملين في هذه الشعبة جهودهم وقبل حلول الزيارة المليونيةعلى إعداد وتهيئة التصاميم التي تحاكي قصة استشهاد الإمام الكاظم "عليه السلام" ، إذ تم وضع آلية لطباعة تصاميم الفلكسات والإعلانات والبوسترات والتي تشمل أحاديث للإمام "عليه السلام" وتوجيهات وإرشادات دينية لتوعية الزائرين وبث الثقافة بين أوساطهم، كذلك عملوا على إصدار لوحات الدلالة للطرق المؤدية إلى الصحن الشريف ومداخل الأبواب (دخول وخروج) الزائرين وخاصة بعد فتح أبواب جديدة ومنافذ أوسع لتسهيل انسيابية السير للزائرين، بعد أن تم الإخراج الفني في شعبة التصاميم وإرسالها إلى وحدة الطابعة الرقمية ومنها ترسل إلى قسم العلاقات ليقوموا بإجراء اللازم. الطابعة الرقمية كان لها نشاط متميز من خلال طباعة نماذج لافتات لأقوال الإمام الكاظم "عليه السلام" وغيرها من العبارات والتي توزعت على أكثر من 586 لوحة ولافتة وبواقع (2000) متر مربع، وتم تجهيز جميع تلك اللافتات بحلقات حديدية لتثبيتها وإرسالها إلى قسم العلاقات العامة لأجل توزيعها على المواكب والحسينيات والمؤسسات الدينية وتثبيتها في الشوارع ومداخل المدينة المقدسة. فجزى الباري العاملين وجميع الخدم المخلصين خير الجزاء، وأخذ بسواعدهم إلى مزيد من التوفيق والتسديد، وأن يجعل سبحانه هذا العمل لهم زاداً في رحلة الطريق الطويل وذخراً يوم تفنى فيه الذخائر، وهنيئا لهم هذه الخدمة المتميزة والتي لا ينالها إلا ذو حظ عظيم.