مواكب تجدد العهد لسيدها كاظم الغيظ

اتسمت مشاركة المواكب المعزية والخدمية لهذا العام في أيام زيارة الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام والتي تعتبر أكبر زيارة من بعد زيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام والتي يصفها البعض بعاشوراء بغداد, بالوعي والنضج من خلال التنظيم الحاصل من تراكم الخبرات من السنوات الماضية, هذا بالنسبة للمواكب, أما بالنسبة للموالين القادمين من شتى أنحاء العراق فقد تميزوا في تنظيم سيرهم وعدم التزاحم ورعاية الضوابط الشرعية ومحافظتهم على الصلاة في أول الوقت, وان التعاون الملحوظ بين الزائرين وخدمة المواكب كان تعاوناً منقطع النظير وتوجه الجميع لتأدية أية خدمة تسهم في تسهيل الزيارة, ومنها ما لاحظناه خلال تجوالنا بين مواكب العزاء الكاظمي التي تقوم بخدمة زائري الإمام الكاظم عليه السلام, أن مديراً لمدرسة الأهلة يقوم بخدمة متميزة قلّ نظيرها من خلال دفعه لعربة النفايات وشيخ كبير, يقومون بتنظيف الشوارع من رفع مخلفات الأطعمة والأشربة. وتعد مشاركة موكب ديوان الوقف الشيعي في البصرة مشاركة كبيرة ومنقطعة النظير في تفانيهم لتقديم الخدمة في هذا العام من خلال تمركزهم في شارع الإمام علي عليه السلام الذي افتتح إبان زيارة الإمام الكاظم ليكون منفذاً جديداً يسهم في رفع الزخم الحاصل نتيجة الأعداد المليونية من الزائرين المتوجهين إلى مدينة الكاظمية المقدسة, فقد اتسمت مشاركتهم بالتنظيم وبذل الجهود وتقديم الطعام بشكل ينم عن وعي وإدراك, ولم تقتصر مشاركتهم في تقديم الأطعمة والأشربة, بل أن ما جاءوا به من متطوعين من محافظة البصرة هيئة قمر بني هاشم وبالتنسيق مع العتبة الكاظمية المقدسة هو مشهد فريد حيث تحدث لنا المهندس البحري السيد شاكر الحيدري قائلاً: نحن هيئة قمر بني هاشم ومتطوعون من أصحاب الشهادات العليا ومن جميع الطبقات, تطوعنا إلى الخدمة في العتبات المقدسة في النجف وكربلاء وسامراء, إلا أننا وجدنا أفضل خدمة هي في العتبة الكاظمية المقدسة كوننا نعمل للخدمة في قسم النظافة, حيث نتنافس في تنظيف الحمامات وتجهيزها للزائرين الكرام, وهذه نعمة نحسد عليها. وكان لموكب العتبة العلوية المقدسة حضور فاعل في هذه المناسبة إذ قال السيد عيسى الخرسان جرياً على العادة من السنين السابقة نتقدم بالخدمة للزارين الكرام بأنحاء متعددة من تقديم الطعام على ثلاثة أيام, وأن الخدمة في هذا المكان يمثل امتداد وتواصل كخدمة مع خدمة العتبة الكاظمية وباقي العتبات المقدسة وتقوية أواصر المحبة حيث يكون العمل موحد. إن للنظافة وقع في نفوس المسلمين, لأن الدين الحنيف حث عليها, وهذا ما رأيناه في موكب العتبة العباسية (المضيف) من خلال غسل الأواني والخضار بشكل جيد قبل التقديم للزائر, وبهذا الصدد توجهنا بالسؤال إلى الحاج مهدي خليل الهنون رئيس وفد العتبة العباسية فأجابنا مشكوراً: تعلمون أن مضيف العتبة العباسية هو المضيف الأول, وقد اكتسبنا هذه الخبرة من السنوات الماضية ونحن بصدد الحفاظ على هذه الخبرة وتطويرها لأننا بدأنا بداية صحيحة, فنحن وكما ترون نهتم بالجانب الصحي ونهتم أيضاَ بطريقة التقديم اللائقة بالزائر الكريم, حيث أننا نقدم وجبات سريعة لا تحتوي على مخلفات ولا يكون فيها تبذير, ومن الجدير بالذكر أن باقي المواكب الخدمية بدأت تغير أسلوبها في طريقة التقديم والخدمة من خلال تأسيها بمضيف العتبة العباسية المقدسة. وإن ما يميز موكب الطف أهالي بلد هو الحضور الى مدينة الكاظمية المقدسة وتقديم الخدمة لزائري الإمام موسى بن جعفر وتحديهم للظروف الأمنية القاهرة وتحديهم لقوى الظلام والإرهاب, وقال الخادم علي حسين الطائي: جئنا من مدينة بلد مدينة باب الحوائج السيد محمد بن الإمام علي الهادي عليهما السلام مدينة التضحية والبطولة والصمود بعد مواجهتنا لداعش والانتصار عليهم وطردهم إلى مدينة باب الحوائج الكاظمية المقدسة لنقدم ما نستطيع تقديمه في هذه الأيام الأليمة سائلين المولى جل وعلاه أن يتقبل من الجميع.