مع تواصل مسيرة الملايين من محبي آل بيت النبوة "عليهم السلام" الوافدين من كل حدب وصوب نحو مدينة الكاظمية المقدسة لإحياء شعائر زيارة استشهاد الإمام موسى بن جعفر الكاظم "عليه السلام"، وفي هذا الإطارأعدت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة مجالس العزاء والتأبين ضمن منهاج حافل بالنشاطات الدينية والثقافية لإحياء هذه المناسبة الأليمة ابتداءً من يوم الاثنين22ـ 25 رجب الأصب 1436 هـ والموافق 11ـ14 آيار 2015م، وارتقى فيها المنبر الحسيني كل من سماحة السيد جعفر المشعشعي والسيد عادل أبو رغيف والشيخ مهند الحلي حيث ألقوا سلسلة من المحاضرات الدينية مبيّنين فيها السيرة الشريفة للإمام الكاظم "عليه السلام" الذي استطاع أن يرسخ المفاهيم الرسالية التي حملها كآبائه الأطهار ونشرها عبر مدرسته العظيمة ، ودورها الكبير في بناء المجتمع، كما استعرضوا فيها الدروس والعبر والتضحيات الجليلة التي قدمها الإمام "عليه السلام" لهذه الأمة وهو يعيش في صميم ضمائرها الحية ويتنفس من صدورها النقية ويتدفق في قلوبها الطاهرة بعظمته وعنفوانه المتجدد وسماحته ورحمته وعطفه ومآثره العظيمة ومناقبه الجليلة. وأشاروا إلى المؤمنين بضرورة التحلِّي بأخلاقه وأن يتخذوا من سيرته الوضاءة منهجاً عملياً في حياتهم،مستشهدين ببعض رواياته وأقواله"عليه السلام"، كما حثوا في محاضراتهم على بعض القضايا الاجتماعية والأخلاقية والسلوكية التي أصبح اليوم مجتمعنا الإسلامي بأمس الحاجة إليها، وسلطوا الضوء على السلوكيات المنحرفة التي تصيب فئة الشباب, منها سماع الغناء ومظاهر الاستخفاف بالعبادة و التبرج والفجور, وأكدوا على ضرورة اهتمامهم بتهذيب أنفسهم وسلوكياتهم وتمسكهم بنهج الإمامين الكاظمين"عليهما السلام". كما تطرقوا إلى فتوى المرجعية العليا المتمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني "دام ظله الوارف" التي أعلن فيها "الجهاد الكفائي" وبيّنوا فيها إنها خير ما ينبه الغافلين عن عدوهم من التكفيريين الإرهابيين، ووجوب تلبية النداء المقدس لأجل الدفاع عن مدننا وحماية مقدساتنا، واختتمت تلك المجالس بالدعاء لأولئك المؤمنين المجاهدين الصابرين المرابطين في ساحات البطولة والوغى والرحمة والرضوان لشهدائنا الأبرار وولجرحانا بالشفاء العاجل . كما شهدت مجالس العزاء مشاركة مجموعة من رواديد العتبة الكاظمية المقدسة بالقصائد والمراثي حيث صدحت حناجرهم بالحب والولاء لإمام الهدى موسى بن جعفر "عليه السلام"