العتبة الكاظمية المقدسة تعلن موعد الحداد لذكرى استشهاد الإمام موسى بن جعفر الكاظم"عليه السلام"

لوحة جديدة رسمتها رحاب الإمامين موسى والجواد "عليهما السلام" وهي تؤمّ القلوب الموالية المؤمنة لتجسد في طياتها مشاهد الحزن والآلم والأسى لفقد الإمام المسموم المظلوم والمعذب في قعر السجون الإمام موسى بن جعفر الكاظم "عليه السلام"، لتعود بهم الذكرى إلى شذرات حياته الشريفة ومناقبه وصبره وكبريائه وتقواه، إذ شهدت رحاب الصحن الكاظمي الشريف ليلة الأحد 22 رجب الأصب 1436هـ، والموافق 10 أيار 2015مراسم استبدال رايتي قبتي الإمامين الجوادين "عليهما السلام" برايات الحزن السوداء في مراسم مهيبة جرت وسط حضور وكيل المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني "دام ظله الوارف" في مدينة الكاظمية المقدسة سماحة الشيخ حسين آل ياسين ومعالي رئيس ديوان الوقف الشيعي سماحة السيد علاء الموسوي والأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة أ. د جمال عبد الرسول الدباغ، والسادة أعضاء مجلس الإدارة ورؤساء الأقسام والشعب ، وممثلي العتبات المقدسة، وعدد من الشخصيات الدينية والسياسية والاجتماعية وجمع غفير من وجهاء وشيوخ مدينة الكاظمية المقدسة ومسؤولي دوائرها الأمنية والخدمية وزائري الإمامين الجوادين "عليهما السلام". استهلت المراسم بتلاوة مباركة من الذكر الحكيم شنف بها قارئ العتبة السيد عبد الكريم قاسم أسماع الحاضرين، تلتها مشاركة لموكب السادة والمشايخ الفضلاء في الحوزة العلمية الشريفة ومواكب مدينة الكاظمية المقدسة وهي تعلن حدادها لذلك المصاب الجلل الذي فجر المآقي وأفجع القلوب، بعدها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة ألقاها أمينها العام أ . د جمال الدباغ وبيّن فيها قائلاً: " إننا إذ نحيي ذكرى إستشهاد مولانا كاظم الغيظ "عليه السلام" يستوجب منا ذلك أن نستلهم منه كل معاني الخير والصلاح, ونتأمل فيه لغة المحبة والتسامح وحب الخير للجميع , فمن الواجب أن تشيع بيننا جميعاً لغة المحبة والتسامح ونجعل من سيرة العبد الصالح مفتاحاً للتوغل إلى قلوب الآخرين , كما يجب أن نتعلم منه معنى الصمود والإرادة والتصدي للظلم والعدوان, خصوصاً ونحن نعيش مرحلة الصراع والتحدي مع الأعداء فينبغي أن نجعل من هذه الزيارة المليونية والمسيرة الجماهيرية الزاحفة إلى مرقدي الإمامين الجوادين "عليه السلام" عنواناً للتحدي والإصرار على مواجهة أعداء الله والوطن والمقدسات . وأضاف قائلاً: لقد تظافرت جهود كثيرة من أجل خدمة الزائرين القاديمين حيث اشترك ديوان الوقف الشيعي والعتبات المقدسة والمؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والمواكب الحسينية والأهالي، وهناك من هذه السنة مشروع التبليغ الديني الذي تقوم به العتبات المقدسة مجتمعة بإشراف المرجعية الدينية العليا المتمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني "دام ظله الوارف" وسيغطي المشروع مدينة الكاظمية المقدسة وأنحاء بغداد. كلّ الإجلال والتقدير لأتباع أهل البيت الأطهار "عليهم السلام" وهم يبذلون الغالي والنفيس لإحياء ذكرى استشهاد مولانا الإمام موسى بن جعفر الكاظم "عليه السلام" جعله الله في ميزان حسناتهم، كما ندعو العلي القدير ان بنصر المجاهدين في الحشد الشعبي وقواتنا الأمنية وأن يرحم شهدائنا ويعجل بشفاء جرحى ويجعل هذا البلد أمناً ". وكانت هناك كلمة لديوان الوقف الشيعي ألقاها سماحة السيد علاء الموسوي تحدث فيها قائلاً: "أن هذه المناسبة الأليمة دعت الملايين من المؤمنين إلى التوجه لمدينة الكاظمية المقدسة لتجدد العهد والولاء لراهب آل محمد الإمام موسى الكاظم "عليه السلام" الذي ضرب أروع الأمثلة في كظم الغيظ، فأصبح علماً من أعلام الصبر في تاريخ الإسلام، وقدوة للصالحين، فنستذكر في هذه الأيام سيرته العطرة التي تفيض حباً وسلاماً وأخلاقاً وفضائل، ونسأل الله أن يتم هذه المناسبة بالخير والسلام على الجميع وأن يرد كيد الكائدين الإرهابيين إلى نحورهم. بعدها ارتقى المنصة سماحة السيد جعفر المشعشعي وألقى محاضرة دينية بهذه المناسبة جاء فيها: يوم جديد تسجل فيه ملحمة جديدة من الملاحم التي سطرها شعبنا المظلوم المجاهد الصابر ليعبر عن ولائه الصادق لأهل البيت "عليهم السلام" وهم يتحدون كلّ الأعمال الإرهابية لأجل إحياء المناسبة العظيمة وذكرى استشهاد قاضي الحاجات موسى بن جعفر "عليه السلام"، الذي برهن ظلامته من زاوية أخرى، ألا وهي انتصار الصبر على الأغلال في بغداد وانتصار السجين على السجان، كما انتصر الدم على السيف في ثورة جده الإمام الحسين "عليه السلام " في كربلاء. وأشار سماحته في حديثه إلى ضرورة وجود التناغم والانسجام بين التيارات السياسية والعقائدية والفكرية والانتماءات الدينية، وتفويت الفرصة على كلّ من يستهدف نسيج شعبنا الجريح، وأن تكون هذه الزيارات المليونية منطلقاً لوحدة الأمة. وتخللت المراسم إلقاء قصيدة رثائية بعنوان "شهيد السجون موسى بن جعفر" لشاعر أهل البيت الأستاذ مهدي جناح الكاظمي عنوان ومنها هذه الأبيات: لا السجنُ يحجبهُ ولا السجانُ نارُ الكليم ونورهُ صنوانُ من قبل إيجاد الوجود ولم يزل نوراً به يتوضأ القرآنُ موسى بن مدرسةِ الخليقةِ جعفرٍ ناءت بشكرِ صنيعهِ الأزمانُ بعدها استمع المشاركون في مراسم العزاء لمقطع صوتي من قصيدة "جبريل ينعاه" للرادود الحسيني الحاج جليل الكربلائي، واختتمها الرادود كرار الكاظمي بالقصائد والمراثي العزائية .