أسس إدارة الدولة في عهد أمير المؤمنين "عليه السلام" لمالك الأشتر

تزامناً مع الذكرى العطرة لولادة يعسوب الدين وقائد الغر المحجلين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب "عليه السلام"، أقام المجلس الثقافي لمكتبة الجوادين "عليهما السلام" العامة في الصحن الكاظمي الشريف، الندوة الثقافية الشهرية الرابعة والسبعين، يوم الخميس 7/5/2015، وقدم فيها أ.م. د نوري كاظم الساعدي بحثاً قيمّاً بعنوان: ( أسس إدارة الدولة في عهد أمير المؤمنين "عليه السلام" لمالك الأشتر ) وترأس جلستها سماحة الشيخ عماد الكاظمي، وبحضور الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة أ.د جمال عبد الرسول الدباغ وعدد من أعضاء مجلس إدارة العتبة وعدد من الشخصيات الدينية والعلمية والثقافية والأكاديمية حيث استهلت الندوة بتلاوة آياتٍ من كتاب الله العزيز عطّر بها القارئ عبد الكريم قاسم أسماع الحاضرين، بعدها بدأت المحاضرة واستعرض فيها الباحث مفهوم إدارة الدولة المسؤولة عن حقوق رعيتها، وهي من تتولى توزيع الموارد وتخطط لمستقبل البلاد السياسي والاجتماعي والاقتصادي، حتى تحقيق العدالة الاجتماعية، فلا بد من وجود قوانين تنظم شؤون الحياة، وأشار إلى موضوع التخطيط لمستقبل البلاد الذي يعدّ من أهم واجبات الدولة الإسلامية، من هنا كان عهد الإمام علي "علي السلام" لمالك الأشتر، الذي رسم من خلاله أنموذجاً متقدماً لتخطيط الدولة، وتوجيه معطيات النظام الاجتماعي، والذي يهيئ الفرد في النهوض بدوره الإنساني في التآزر، والانعتاق من الرق والعبودية الإنسان والاتجاه إلى عبودية الخالق عزّ وجلّ. كما بيّن الباحث أهمية العهد الذي يتضمن مجموعة من الأسس المهمة في إدارة الدولة وتتجاوز حدود الزمان والمكان، فأجملها: بشروط المستشار، واختيار الوزير، ومواصلة بناء الدولة، واختيار أفراد المؤسسة العسكرية، واختيار القضاة، وشروط تعيين الإداريين، وشروط العمل الاقتصادي، واختيار الكتّاب، وشروط عمل التجار والصناعيين، والرعاية الاجتماعية، وشروط إبرام المعاهدات، في هذه الوصايا العامة التي ذكرها أمير المؤمنين ويجب اتخاذها دليل عمل للمجتمع الإنساني، فهي تعلم الإنسان نحو الخلق الكريم، والأدب الرفيع علاوة على حُسن سياسة الناس، وإقامة العدالة الاجتماعية. وكان مسك ختام المحاضرة فتح باب الحوار والمناقشة وطرح بعض المداخلات من قبل السادة الحضور والوقوف على جوانب مهمة في وصايا أمير المؤمنين "عليه السلام" لمالك الأشتر وكانت رؤاهم ذات فائدة كبيرة لأنها أتت من وجهات نظر علمية وثقافية متنوعة أثرت هذا البحث القيّم .