توظيف أبعاد المنهج الإصلاحي للإمام موسى بن جعفر "عليه السلام" في صياغة سياسات مواجهة الفساد

أقيمت على قاعة سيد الشهداء الحمزة بن عبد المطلب "عليه السلام" في رحاب الصحن الكاظمي الشريف صباح الثلاثاء 5/5/2015م الندوة العلمية التي أقامتها هيئة النزاهة بالتعاون مع العتبة الكاظمية المقدسة بعنوان : " توظيف أبعاد المنهج الإصلاحي للإمام موسى بن جعفر "عليه السلام" في صياغة سياسات مواجهة الفساد"، بحضور الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة أ . د جمال عبد الرسول الدباغ، وأعضاء مجلس الإدارة وعدد من الشخصيات الدينية والاجتماعية ونخبة من من موظفي هيئة النزاهة وخَدَمَة الإمامين الجوادين، استهلت الندوة بتلاوة آيٍ من الذكر الحكيم شنف بها قارئ العتبة الحاج منير عاشور أسماع الحاضرين بعدها ارتقى المنصة الأمين العام للعتبة الكاظمية أ . د جمال الدباغ وألقى كلمة بهذه المناسبة جاء فيها: دأبت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة على التعاون مع مختلف المؤسسات والجهات في إقامة المؤتمرات والندوات العلمية، ومن الواضح أن الهدف من هذا التعاون هو المشاركة في الجهود العلمية والإصلاحية التي يراد من خلالها تطوير المجتمع، والنهوض به. وأضاف: أن هيئة النزاهة لها جهود كبيرة وتقع على عاتقها مسؤوليات تجاه المجتمع العراقي، الذي يعاني من ظواهر كثيرة ألحقت به ضررا كبيراً بهذا المجتمع، فلا بد أن نتعاون جميعاً كلٌّ من موقعه بما يستطيع أن يقدم. وأشار إلى أن عملية الإصلاح واجب مفروض على الجميع، ألا وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهذا الواجب عندما نقصر به يعد تقصيراً بحق أنفسنا أولا: والمجتمع ثانياً، فالإمام موسى الكاظم "عليه السلام" هو أحد أعلام هذه الأمة وهو امتداد للرسالة النبوية، ومن المؤكد أن في حياة الأنبياء والأئمة والعظماء دروساً كثيرة يمكن أن نستفيد منها، لأننا إذا أردنا أن نمضي قدماً في الحياة فعلينا أن نسير سيرة صالحة حسنة، فالعودة والاستفادة من تراث الأمة شيء أساسي ومهم، وأتمنى أن تكون هناك معطيات تأخذ طريقها إلى الواقع، فمن السهل أن نعقد الندوات ونقدم التوصيات،ولكن الأهم أن تتحول هذه التوصيات إلى واقع. بعدها ألقى معاون مدير البحوث والدرسات الأستاذ "صبري جعفر الساعدي" كلمة هيئة النزاهة مبيناً : نحن من هذه البقعة الطاهرة نستذكر السيرة العطرة للإمام موسى بن جعفر الكاظم "عليه السلام" وتسليط الضوء على أحد جوانبها المضيئة ألا وهو الفكر الإصلاحي، والاستفادة منها في نشر مفهوم ثقافة النزاهة والإصلاح، ونرى مشاركة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة في أعمال هذه الندوة هو تعزيز دور المؤسسة الدينية التي تحشد الجميع للوقوف على تشخيص مواطن الخلل، ومظاهر الفساد، والعمل على بلورة المعارف المتجددة لمنعها ومكافحتها والوقاية منها، ولا بد أن نسعى لاستيعاب وفهم البيئات المجتمعية، ونوظف الإمكانات المتاحة لمنع مظاهر الفساد. بعدها بدأت أعمال الندوة العلمية التي ترأس إدارتها محمد اصبع المسعودي، والأستاذ علي محسن داود مقرراً، ثم استمع الحضور إلى الباحث سماحة السيد الشيخ عدي حاتم الكاظمي الذي قدم خلالها بحثاً بعنوان: " الإمام موسى بن جعفر "عليه السلام" دور إصلاحي مستمد من النبوة " وسلط الضوء في مباحثه على دور النبوة بالدعوة للإصلاح من خلال اتباع المنهج القرآني، كما أوضح منهاج النبوة الصادقة التي دعت إلى تحرير الإنسان، والإيمان بالله عز وجل والعمل على إصلاح المجتمع، كما بيّن مهام الإمامة التي تأتي بعد مقام النبوة ودورها في إكمال مسيرة الإصلاح، وموقف الإمام موسى بن جعفر "عليه السلام" على الصعيد النظري ودوره الإصلاحي من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومضامينه العالية في الأخلاق ومعاشرة الناس، والمعاملة الحسنة، والنهي عن الطمع والفساد واتباع الشهوات، أما على الصعيد العملي فكان "عليه السلام" يتفقد الرعية، يوصل الخيرات وعطاياه إلى الناس، مؤكداً على التفاعل والتفعيل لوصايا الإمام "عليه السلام" في المجتمع. كما قدم الباحث الأستاذ محمد إصبع المسعودي ورقة عمل بعنوان : الإدارة الاستراتيجية لمكافحة الفساد إنموذج مقترح" مبيناً أن الحديث في الأوساط الاجتماعية والثقافية يدور غالباً حول أنواع الفساد وحجمه وآثاره، واختلاف وجهات النظر في طرق معالجته، مما يتطلب اعتماد أنموذج واضح يتضمن التشخيص والمعالجة ثم التقييم وفق خطوات علمية تتناسب مع البيئة العراقية، وصياغة وتنفيذ استراتيجات وسياسات مواجهة الفساد اعتماداً على التسلسل المنطقي في الإدارة الاستراتيجية . وشهدت الندوة العلمية مداخلات من قبل السادة الحاضرين أثرت الندوة العلمية من حيث الطرح والحوار. واختتمت بعدد من التوصيات : ـ تشخيص القيادة المسؤولة عن مواجهة الفساد في جمهورية العراق وتوفير متطلبات نجاحها. ـ إعتماد أنموذج للإدارة الإستراتيجية لمكافحة الفساد يراعى فيه الجوانب العلمية والمعرفية وفقاً لمتطلبات البيئة العراقية المحلية والدولية. ـالاستفادة من تجارب مواجهة الفساد في تاريخنا الإسلامي لتكون حافزاً في تحدي الصعوبات ومناراً فكرياً لمعالجة المشكلات.