العتبة الكاظمية المقدسة تحتفي بولادة سيد البلغاء وحفيده الإمام الجواد "عليهما السلام"

اجتمعت قلوب المحبين والموالين في رحاب الإمامين الجوادين "عليهما السلام" لتشارك في الحفل البهيج الذي أقامته الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة مساء السبت 2/5/2015 في رحاب الصحن الكاظمي الشريف بذكرى ولادة أمير المؤمنين ومولى الموحدين وحامل لواء المسلمين علي بن أبي طالب وحفيده الإمام باب المراد محمد الجواد "عليهما السلام"، بحضور الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة أ. د جمال الدباغ وأعضاء مجلس الإدارة وعدد من الشخصيات الاجتماعية وجمع غفير من زائري الإمامين الكاظمين"عليهما السلام" التي جاءت لتتشرَّف بإحياء هذه المناسبة المباركة، استهل الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم شنّف بها القارئ الحاج منير عاشور أسماع الحاضرين، تلتها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة ألقاها أمينها العام أ . د جمال الدباغ تحدث فيها قائلاً: "عجزت الدنيا عن تعداد فضائل وخصال الإمام علي "عليه السلام" واستيعاب شمائله التي اكتسحت الدهور والأجيال, وإن الأمة التي تجاهلت فضله قد فاتها من الخير الكثير ولقد أساءت لنفسها بتجاوز قدره وعظيم منزلته فما سبرت أغواره ولا بلغت أخطاره فلقد (كان فضله على الأمة كفضل شهر رمضان على باقي الشهور). وأضاف: من هذا الشعاع الممتد عبر أثير الدهور انبثق نور حفيده تاسع الأئمة الأطهار"عليهم السلام" مولانا الذي شرَّفنا الله بخدمة ترابه الإمام محمد الجواد "عليه السلام", فلقد قال عنه والده الرضا "عليه السلام" (لم يولد في الإسلام مولود أعظم بركة على شيعتنا منه)، انبثق هذا الشعاع حاملا معه معجزة الإمامة المبكرة والنبوغ لصبي لم يتجاوز التاسعة من العمر وقيل السابعة. إن الاحتفاء بمولد أمير المؤمنين علي وولادة حفيده أبي جعفر محمد الجواد "عليهما السلام"، إنما هو احتفاء بالولاية الحقة، واعتصام بالحق المبين واحتفاء بكل معاني الخير والفضيلة ومكارم الأخلاق وينبغي أن يكون الالتزام بحب الأئمة الأطهار"عليهم السلام" مترجَماً بالتأسي بهم والسير على خطاهم في رسم الأبعاد الحقيقية للنهج الرسالي التي يكون عليه أتباع أهل البيت وما عاهدوا عليه أنفسهم". بعدها ارتقى المنصة سماحة الشيخ حيدر النصراوي ليلقي محاضرته الدينية بهذه المناسبة مستعرضاً فيها شمائل سيرة أمير المؤمنين الشريفة وسر شخصيته، ومنهج عدالته، وشهادات من ارتبط به وبفكره الإنساني مستشهداً ببعض الروايات التي وردت في كتاب علي في عيون معاصرة. وشهد الحفل مشاركة للشاعر نزار الطالقاني بقصيدة رائعة عنوانها "محراب العشق" ومنها هذه الأبيات: القلبُ في محرابِ عشقكَ راهبُ وصلاته في الحبِ فرضٌ واجبُ والله لو أنكرتَ صدقَ مودتي عن حُبك المعطار ما أنا تائب فأنا متيمُك الذي في هجرهِ يكويه شوقٌ بالصبابةِ لاهبُ وكان لفرقة إنشاد الجوادين أداء متميز بهذه المناسبة المباركة بمجموعة من الموشحات الدينية، كما تألق الرادود الحسيني مصطفى الكناني بقصائده الجميلة، ليرسم الفرحة والبهجة والسرور في نفوس الحاضرين، وكان لعريف الحفل الرادود عبد العظيم الحسناوي إطلالة متميزة اتحفنا خلالها بأبيات الشعر الولائية التي صدحت بها حنجرته حباً وولاءً لأئمتنا الأطهار "عليهم السلام" واختتم الحفل الكريم بالدعاء إلى مجاهدي الحشد الشعبي بالعزيمة والثبات وتحقيق النصر المؤزر، وقراءة سورة الفاتحة ترحماً على أرواح شهدائنا الأبرار.