الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه

أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة صباح السبت 2/5/2015م في مضيف الإمامين الجوادين "عليهما السلام" ندوتها العلمية تحت شعار: " الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه" بالذكرى المئوية لانطلاق حركة الجهاد من مدينة الكاظمية المقدسة عام 1914م وفتوى الجهاد الكفائي لسماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني "دام ظله الوارف"، بحضور الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة أ. د جمال عبد الرسول الدباغ وأعضاء مجلس الإدارة، وعدد من الشخصيات الدينية والاجتماعية والعلمية وأساتذة الجامعات والأكاديميين، استهلت بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم عطر بها قارئ العتبة الكاظمية المقدسة الحاج منير عاشور أسماع الحاضرين، بعدها ألقى أ. د جمال عبد الرسول الدباغ الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة كلمة بهذه المناسبة تحدث فيها قائلاً: " إن تلك الفتاوى العظيمة التي أطلقها العلماء ولبّى العراقيون نداءها قبل مئة عامٍ قد عادت اليوم من خلال فتوى مرجع الأمة سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني"دام ظله الوارف" ضد أعداء العراق والمقدسات، فكانت الحالة نفسها من روح العزيمة في تلبية نداء الجهاد، فرأينا تلك المواقف الفريدة في تلبية النداء للدفاع عن الوطن وأهله، وهذا يدل على وحدة المنهج للمرجعية الدينية في التعامل مع مثل هذه الحوادث، بل إنها وحدة الإيمان والتسليم من المؤمنين لمرجعيتهم، فخرج العراقيون رغم جراحهم ليسطروا أروع ملاحم الفداء، وليبهروا العالم والقوى الاستكبارية والمتكالبة على العراق، بأنا أمة تأبى الضيم والخنوع والإذلال.. وأضاف قائلاً: إن هاتين الصورتين لتأريخنا تجسد لوحةً من لوحات التأريخ المشرق في الدفاع والثبات، لذلك قامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة هذه الندوة الفكرية، واستضافت أساتذة أكفاء مختصين في الشريعة والتأريخ، ليسلطوا الضوء على هذه المناسبة، ولتبقى تلك المواقف حيّة في قلوب المؤمنين، لا يخمد لهيبها مع تقادم الأيام والأعوام، لأنها مشعل هدايةٍ ونهج صوابٍ، في تحقيق الخير والسلام ، واستعادة الحقوق المسلوبة.", وشهدت الندوة العلمية عرضاً مسرحياً بعنوان " لقاء الأبرار" استعرضت مضمونها فتوى الجهاد ونفحات من بطولات الحشد الشعبي، بعدها عُرِض فلم وثائقي بعنوان " المرجعية تأريخ وانتصار" من إنتاج تلفزيون الجوادين، ثم بدأت الجلسة العلمية برئاسة الدكتور إسماعيل الجابري والمهندس جلال علي محمد مقرراً، وقدم الجابري نبذة مختصرة عن تاريخ الجهاد في العراق وفتوى المرجعية عام 1914 والتصدي للمعتدين على أرض العراق، وما شكلته هذه الفتوى من قرار مصيري في حياة الأمة، وارتباطها الوثيق بفتوى الجهاد الكفائي التي أطلقها المرجع الأعلى آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني "دام ظله الوارف" في مواجهة الهجمة الشرسة التي يتعرض لها بلدنا وشعبنا ومقدساتنا من قبل الإرهاب التكفيري. تخللت الندوة العلمية ثلاث محاور أولها "المحور الديني" الذي أجاد فيه سماحة السيد محمد حسين العميدي مسؤول معتمدي المرجع الديني الأعلى سماحة السيد علي الحسيني السيستاني "دام ظله الوارف" وبيّن من خلاله تعريف مفهوم الجهاد، ودور المرجعية في إفتاء الجهاد، وحيثيات الفتوى فضلاً عن جوانبها المتعددة التي حفظت نسيج المجتمع العراقي، وأما المحور الثاني "التأريخي" فكان للأستاذ الدكتور علاء حسين الرهيمي/ كلية التربية للبنات/ جامعة الكوفة الذي وضح فيه مضامين وأسباب الغزو البريطاني، والنتائج والدروس المستنبطة من الفتوى الجهادية في سياق تاريخي، أما المحور الأخير "التاريخي السياسي" للأستاذ الدكتور إبراهيم سعد البيضاني/ كلية الآداب الجامعة المستنصرية، أشار فيه إلى قيمة فتوى الجهاد وأثرها المجتمع، مؤكداً أن ما شهدته الأمة خلال المائة العام المنصرمة مهمة جداً بأحداثها وتداعياتها اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً. وفي اختتام الندوة قدم الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة شهادات تقديرية ودروعاً للباحثين تثميناً لجهودهم المبذولة في إثراء الجلسة بما قدموه من أوراق بحثية.