العتبة الكاظمية المقدسة تحتفي بعوائل شهداء الحشد الشعبي

إكراماً للدماء الطاهرة التي نزفت من أجل العراق، وتقديراً لشهداء العقيدة والوطن السائرين في دروب التضحية والولاء والفداء، الذين عقدوا العزم لبذل أرواحهم ومهجهم لإعلاء كلمة الحق ونيل عظيم شرف الدنيا وسعادة الآخرة ، ملبين للنداء المقدس الذي أطلقته المرجعية العليا المتمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني "دام ظله الوارف" في الجهاد الكفائي والدفاع عن العراق ومقدساته من دنس أعداء الله والإنسانية الإرهاب التكفيري. ومن منطلق الشعور بالمسؤولية تجاه هؤلاء المؤمنين وعوائلهم، أقامت الأمانتان العامتان للعتبتين المقدستين الكاظمية والعباسية عصر الاربعاء 10رجب الأصب 1436هـ الموافق 29/4/2015م في رحاب الصحن الكاظمي الشريف، حفل تكريم عوائل شهداء الحشد الشعبي في بغداد بحضور وكيل المرجعية العليا في مدينة الكاظمية المقدسة سماحة الشيخ حسين آل ياسين ورئيس ديوان الوقف الشيعي سماحة السيد علاء الموسوي ونائب الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة السيد محمد الحيدري وأعضاء مجلس الإدارة وممثلي العتبة العباسية المقدسة ونخبة من السادة والمشايخ الفضلاء معتمدي المرجعية الرشيدة وعدد من الشخصيات الاجتماعية ومجاهدي الحشد الشعبي. استهل الحفل بتلاوة من الذكر الحكيم عطر بها مسامع الحاضرين الحاج "همام عدنان" بعدها ألقى سماحة الشيخ حسين آل ياسين كلمة المرجعية العليا المتمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني قائلاً: " نقف بين أيدي الأمهات الرواحم والزوجات السواكن والآباء المعظمين والأطفال الأيتام بين آمالهم وآلامهم، نقف عبيداً لإحسان شهدائهم، فإن كان المعلم حرفاً يستحق الاتباع والعبودية بمعنى الطاعة، فكيف بهؤلاء الأبطال الذين قد علمونا دروساً في الذود عن الدين والقيم والوطن والمقدسات، ودروساً في نسيان كلّ الآلام والحرمان الذي يعانون منه، عندما هبوا مسرعين مبادرين متقربين إلى الله سبحانه وتعالى، مقتدين بالصالحين من محمد وآله الطاهرين، على بصيرة من أمرهم عندما لبّوا نداء نائب الإمام المنتظر "عجل الله فرجه الشريف" فتوى سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني "دام ظله الوارف" ، والتي أيدها جميع مراجعنا في النجف الأشرف، لبّوها وهم يرون أنفسهم مقصربن في حق الدين والأوطان وكلهم نداء لواعية الإمام الحسين "عليه السلام"، ونحن تحت ظلال الإمامين الهمامين الجوادين "عليهما السلام" نهنئ هؤلاء الأبطال المتميزين في إقامتهم لشعائر الله في ساحات القتال ذوداً عن مبادئهم وطاعة لمرجعيتهم.. وأضاف: من هذا المكان المقدس يشرفني أن أنقل لعوائل الشهداء سلام المرجع الأعلى السيد السيستاني "دام ظله الوارف"، ودعاءه لكم وافتخاره واعتزازه بكم. وكان هناك كلمة للعتبة العباسية المقدسة ألقاها سماحة السيد عدنان جلوخان الموسوي قائلاً: السلام على الشهداء وذويهم ممن ضحوا بالغالي والنفيس في سبيل أن نحيا بعز وكرامة، لمن سالت دماؤهم وروّت هذه الأرض الطاهرة وأبت أن تدنسها الأرجاس الذين أرادوا النيل من شعبنا وبلادنا. بعدها أشار إلى قوله عز وجلّ " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ " وبيّن من خلاله نصران ، نصر من العبد إلى الله تبارك وتعالى حينما يقدم الإنسان أعظم ما يملكه وهو النفس لائذاً ومضحياً بها في سبيل الله، متأسياً بدروس طف كربلاء. ونصر آخر من الله إلى عبده، ومن مصاديق هذا النصر إن الإنسان قد سلك أقرب الطرق إلى جنة الفردوس في نيل الشهادة وهو طريق الإمام الحسين"عليه السلام"، وكذلك من مصاديق كرم الله ورحمته على عبده الشهيد هو أن يجعل له حياة الروح والجسد والذكر الطيب، فنحن مدينون لشهدائنا بكلّ ما نملك ويجب أن نأتي سعياً على رؤوسنا قبل أقدامنا لخدمة عوائلهم الكريمة وتخليداً لذكراهم العطرة. واستمع الحاضرون إلى كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة التي القاها سماحة الشيخ عماد الكاظمي قائلاً: يشرفنا أن نلتقي في رحاب العتبة الكاظمية المقدسة لتكريم عوائل شهداء الحشد الشعبي، فعلينا أن نسأل لو أردنا أن نتعرف على الشهداء ومكانتهم ومنزلتهم ومقامهم عند الله فعلينا بكتابه تبارك وتعالى، مستشهداً بالآية الكريمة " وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ، فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ " والتي بيّنت المواضع الخمس لمنازل الشهداء، فضلاً عما ورد عن النبي الأكرم وآله الأطهار في حق الشهادة والشهيد. كما أكد في قوله نحن أمام مسؤوليتين كبيرتين، الأولى مسؤولية جميع المؤسسات الرسمية والمدنية أن ترعى الشريحة من ذوي الشهداء وأن ترعى شؤونهم وتضعها في أولويات اهتمامها. والأخرى مسؤولية الأمهات الكريمات والزوجات الفاضلات في تربية أولادهن على خصال أهل بيت النبوة "عليهم السلام". واختتم الحفل بتكريم عوائل الشهداء وتوزيع الهدايا لهم من بركات الإمامين الجوادين وأبي الفضل العباس "عليهم السلام" .