رحاب الإمامين الجوادين عليهما السلام تشهد انطلاق فعاليات المؤتمر العلمي الدولي السادس

باتت العتبة الكاظمية المقدسة منبعاً للحكمة والرشاد ورافداً مهماً من روافد الحضارة الإنسانية، وحاضرة للعلم والفكر والمعرفة ومحط أنظار العلماء والفقهاء والأدباء حيث حرصت أمانتها العامة والقائمون على إدارتها على حفظ هذا الموروث الزاخر من خلال ترسيخ نهجها ، والسعي الدائم في إيصال رسالتها الإنسانية للعالم أجمع وتطوير مشروعها العلمي والفكري وتنمية روح البحث العلمي والتواصل مع المدارس العلمية والمؤسسات الدينية والأكاديمية والجامعات العراقية، فقد شهدت رحاب الصحن الكاظمي الشريف مساء الخميس 23/4/2015م انطلاق فعاليات افتتاح المؤتمر العلمي السنوي الدولي السادس تحت شعار: "العلماء باقون ما بقي الدهر" بمناسبة الذكرى الألفية لوفاة علم الهدى السيد المرتضى، بحضور وكيل المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيدعلي الحسيني السيستاني في مدينة الكاظمية المقدسة سماحة الشيخ حسين آل ياسين، ومعالي رئيس ديوان الوقف الشيعي سماحة السيد علاء الموسوي، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور حسين الشهرستاني، ووزير السياحة والآثار الأستاذ عادل فهد الشرشاب، والأمين العام لمجلس لرئاسة مجلس الوزراء الأستاذ حامد خلف، وعددٍ كبيرٍ من الشخصيات والرموز الدينية والثقافية والسياسية والأكاديمية ورؤساء الجامعات العراقية فضلاً عن الوفود المشاركة في هذا المهرجان من داخل العراق وخارجه. استُهل حفل الافتتاح بذكر الله وتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم شنف بها أسماع الحاضرين قارئ العتبة السيد عبد الكريم قاسم وقراءة سورة الفاتحة المباركة ترحماً على أرواح شهداء العراق والاستماع لإنشودة العتبة المقدسة، ومشاهدة تقرير تلفزيوني استعرض خلاله دور اللجنة التحضيرية واللجان الفرعية واستعداداتها لإقامة هذا المؤتمر السنوي. بعدها ألقيت كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة بين خلالها أمينها العام أ.د جمال الدباغ قائلاً: " أُقيمَ المؤتمرُ هذا العام بمناسبَةِ الذكرى الألفيةِ لوفاةِ الشريفِ المرتضى "قدس سره"، عَلَمِ الهُدى، ذي المجدين، الذي فاقَ ذكره في الآفاق، والذي قيل في حَقِّهِ: ((إمامُ أئمةِ العراقِ بينَ الاختلافِ والافتراق، إليه فزعَ علماؤُها، وأخذَ عنهُ عظماؤُها، صاحبُ مدارسِها، وجامِعُ شاردِها وآنِسِها، ممَنْ سارتْ أخبارُه، وعُرِفَتْ بها أشعارُه، وحمدتْ في ذاتِ اللهِ مآثِرُهُ وآثارُه)) وأضاف: حَرِيٌّ بنا أنْ نسلِّطَ الضوءَ على أولئكَ العلماءِ العظامِ في تأريخِنا الإسلاميِّ، ففاقَ ذِكْرُهُ في الفقهِ والأصول، والعقيدَةِ والكلام، والقرآنِ والأدب.. فكانَ للعتبةِ الكاظميةِ المقدسةِ شَرَفُ المشاركةِ بإيصالِ تلكَ العلومِ إلى الباحثينَ وطلابِ العلمِ، من خلالِ البحوثِ والدراساتِ التي تَضَمَّنَتْها بحوثُ هذا المؤتمر. إنَّ ﭐجتماعَنا اليومَ في هذهِ البقعةِ المقدسةِ هو ﭐمتدادٌ لإحياءِ سيرةِ الأئمةِ "عليهم السلام" بالعلمِ والفكرْ، وما في ذلكَ من أبلغِ الأثرِ في إحياءِ علماءِ أُمَّتِنا، فكانَتْ مشاركةً كريمةً وثريَّةً بالنتاجِ العلميِّ والفكريْ، فنشكرُ الباحثينَ الكرامَ جهودَهُمْ، والسادةَ أعضاءَ اللجنةِ العلمية، واللجانَ الأُخرى، بما بذلوهُ من أجلِ القيامِ بهذا المؤتمرْ، وأسألُهُ تعالى أنْ يتقبَّلَ أعمالَهُمْ بأحسنِ قبولِهْ، ويرزُقَهُمْ شفاعةَ النبيِّ وآلِهِ "عليهم السلام"، إنَّهُ سميعٌ مجيب" أعقبتها كلمة رئيس ديوان الوقف الشيعي حيث ارتقى المنصة سماحة السيد علاء الموسوي الذي تطرق فيها إلى السيرة المباركة لعلم الهدى الشريف المرتضى ونسبه الشريف، وعلو مرتبته بين الأشراف والنقباء، وما اشتهر به من مكانة علمية وأدبية وكرامة، فضلاً عن حوزته على أعلى مراتب شهادة أهل العلوم والمعارف، مستشهداً بمجموعة من الأبيات الشعرية وما قيل في حقه. واختتم سماحة الموسوي حديثه قائلاً "من دواعي السرور والفخر أن تقيم العتبة الكاظمية المقدسة مثل هكذا مؤتمرات، لتؤكد دورها البارز على الساحة العلمية والفكرية والإسلامية باحتفائها بعلمائنا الأعلام ونتاجاتهم المعرفية التي توهجت بأنوارها حتى يومنا هذا، ونسأل الله تبارك وتعالى للأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة دوام النجاح والتوفيق في عطائها الفكري والإنساني" . وكانت هناك كلمة بهذه المناسبة لوزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور حسين الشهرستاني قائلا فيها: " مبادرة مباركة من الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة أن تجمعنا في هذا الحفل الكريم، لنستذكر علماً من أعلام العراق، الذي عاش وترعرع في بغداد ليقدم فيها للبشرية جمعاء أصناف العلوم، حيث كانت داره مدرسة عظيمة وجامعة كبيرة تخرج منها كبار العلماء والفقهاء. وتابع حديثه قائلاً "ينبغي على المؤسسات الأكاديمية والجامعات والمراكز البحثية والحوزات العلمية أن توحد جهودها وتكاتف في الوقت الراهن في الحفاظ على التراث الإسلامي، ونشر العلوم والمعارف، والتصدي للأفكار والثقافات المنحرفة التي حاول أن يغلغلها الإرهاب التكفيري بين الأوساط الاجتماعية، فعلينا مسؤولية كبيرة بعد هزيمة الإرهاب هو استئصال الأفكار المنحرف وأعمال التخريب والعنف وكلّ ما يسيء إلى ديننا وأئمتنا وأعلامنا ومعتقداتنا . " . تبعتها كلمة اللجنة التحضيرية للمؤتمر العلمي السنوي الدولي السادس والتي ألقاها سماحة الشيخ عدي حاتم الكاظمي قائلاً: " يشرِّفُنا أنْ نلتقيَ في كُلَّ عامٍ في رحابِ الإمامينِ الكاظمينِ الجوادينِ"عليهما السلام"، لنشتركَ في نشرِ معارفِ الفكرِ الإسلاميِّ، موضحاً أن في عامِنا هذا فقد عُقِدَ المؤتمرُ بمناسبةِ مرورِ ألفِ عامٍ على وفاةِ عَلَمٍ من أعلامِ المسلمينَ ومفكِّرِيها، السيدِ الشريفِ المرتضى "قدس سره"، الذي كانَ لَهُ الحظُّ الأوفرُ في ميادينِ العلمِ والمعرفةِ فما زالتْ آراؤُهُ وأفكارُهُ العلميةُ مدارَ البحثِ والدراساتِ، فاشتركَ الباحثونَ ببحوثِهِمُ العلميةِ في هذا المؤتمرِ التخصصيِّ، فكانت عددُ البحوثِ التي تم تسلُّمُها خلالَ المدَّةِ المقرَّرَةِ (ستينَ60) بحثاً، بمشاركةِ (10) عشرةِ جامعاتٍ من العراقِ وخارجِهِ، فضلًا عن المراكزِ العلميةِ، فوَصَلَتْ إلينا بحوث للمشاركةِ من الجزائرِ، ومصرَ، والمملكةِ العربيةِ السعوديةِ، والجمهوريةِ الإسلاميةِ في إيران، وبعدَ عرضِها على اللجانِ المختصَّةِ واللجنةِ العلميةِ، ووفقاً لمعاييرِ قَبُولِ البحوثِ العلميةِ المعتمدةِ في الجامعاتِ، وتَمَّ قبولُ (37) بحثاً في محاورَ متعددةٍ، وكان الحدُّ الأدنى لدرجةِ القبولِ سبعينَ بالمئة". كما شهد الحفل إلقاء قصيدة رائعة بهذه المناسبة المباركة أجاد فيها الشاعر الأستاذ رياض عبد الغني الكاظمي مطلعها : حديثُكَ مقروءٌ على شفةِ الدهرِ يرتّلُ سفراً من مآثرِكَ الغُرِّ وصوتك ماضٍ لم يزلْ يخرقُ المدى على ما بآذانِ الزمانِ من الوقْرِ واختتمها بتاريخ شعري قائلاً: مضتْ ألفُكَ الأولى وتمضـي وراءها ألوفٌ ومنك الفضلُ متّصلُ البرِّ لألفكَ أرخنا أيا علمَ الهدى وإرثكَ لن يُمحى بألفٍ ولا دهرِ 1436هـ وكان مسك ختام حفل الافتتاح تكريم عددٍ من الشخصيات والجامعات وأعضاء اللجنة العلمية للمؤتمر.