العتبة الكاظمية المقدسة تحتفي بذكرى ولادة الإمامين الهمامين الباقر والهادي "عليهما السلام"

ضمن سعيها الدوؤب والشعور بالمسؤولية تجاه المناسبات الدينية، أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة حفلاً إيمانياً بهيجاً بمناسبة ولادة باقر العلوم المحمدية الإمام محمد بن علي الباقر، والبدر اللامع عاشر الأئمة الهداة علي بن محمد الهادي "عليهما السلام" في رحاب الصحن الكاظمي الشريف بحضور الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة أ.د جمال عبد الرسول الدباغ وأعضاء مجلس الإدارة وخَدَمَة الإمامين الجوادين"عليهما السلام"، وجمع غفير من زائري الإمامين الجوادين"عليهما السلام"، استهل الحفل بتلاوة معطرة من كتاب الله العزيز عطر بها قارئ العتبة السيد عبد الكريم قاسم أسماع الحاضرين، تلتها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة ألقاها أمينها العام أ. د جمال الدباغ وجاء فيها: " لقد عمل أئمتنا "عليهم السلام" بمبدأ الإخلاص والأمانة وصدق الحديث ووضع هذه المبادئ فوق كل الاعتبارات من خلال أنموذج رائع لسمات قادة الأمة وأئمتها وأن يرسموا مناهج التربية الصحيحة لأبنائها. وأضاف قائلاً: لقد استلهم علماؤنا الأعلام (فهم ورثة الأنبياء) وعلى مر التأريخ الدروس والعبر من أئمة الهدى "عليهم السلام" واقتفوا خطاهم في التعامل مع متغيرات الأحداث وخطورتها بكل وعيٍ وحكمةٍ جاعلين مصلحة الأمة المسلمة وكرامتها فوق كل الاعتبارات , فعندما تستوجب المرحلة النهوض بأعباء الجهاد تجدهم أول المتصدين والحاثين يرادف ذلك التوجيه والنصح لأبناء الأمة ولمن يتحملون زمام المسؤولية. ولقد كانت المرجعية الرشيدة المتمثلة بمساحة السيد علي السيستاني "دام ظله الوارف" مثالاً رائعاً لريادة الشعب العراقي وهو يخوض مرحلة الصراع مع أعداء الله من التكفيريين والمؤازرين لهم على المستوى الإقليمي والدولي, واستطاع بما أوتي من الحكمة البالغة والرأي السديد أن يكون صمام الأمان للحفاظ على وحدة العراقيين أمام الخطر المشترك وان يتأهل وبجدارةٍ لأن يكون أباً باراً لجميع العراقيين. ينبغي أن نستثمر هاتين الولادتين الميمونتين في زيادة الحث على الاقتداء بنهج الأئمة المعصومين "عليهم السلام" وخطهم الرسالي والالتزام بالإيمان الحقيقي وأن يكون الجهاد في ساحات المعارك خالصاً في سبيل الله ودفاعاً عن الوطن العزيز والالتزام بتوجيهات المرجعية الرشيدة, كما ندعو الى المزيد من الجهاد في سبيل الله وبذل الغالي والنفيس تلبية لفتوى المرجعية الرشيدة , وأن ترعى عوائل الشهداء فهم أمانة في أعناقنا سائلين المولى القدير أن ينصر قوات الحشد الشعبي وقواتنا المسلحة وأن يتغمد شهداءنا بالرحمة ويسكنهم فسيح الجنات ويعجل بشفاء الجرحى.. " بعدها ارتقى المنصة الخطيب الحسيني سماحة الشيخ منير الكاظمي ليلقي في محاضرته القيّمة الضوء على شذرات من حياة الإمام الباقر ومسيرته الحافلة المعطاء متحدثاً عن هذه الشخصية التي توافرت كل المقومات والمؤهلات للزعامة والإمامة والقيادة والريادة حتى اضحى محط ثناء العلماء والفقهاء والفضلاء، مستشهداً بفضائله بلسان الدهر والعلماء الذين ملأت أسماؤهم ونتاجاتهم الآفاق. كما تناول جزءاً من حياة الإمام الهادي الذي تصدى للإمامة وهو في سن مبكر، ودوره الفاعل والذي تجسد بمدرسته الشريفة التي تخرج منها عدد كبير من العلماء والفقهاء، فضلاً عن دوره في المجادلات والمناظرات ومواجهته للمدارس الكلامية المنحرفة، والدفاع عن حقوق أهل بيت النبوة "عليهم السلام"، وتطرق إلى الإرث الفكري والحضاري الزاخر الذي تركه "عليه السلام" لأمة جده رسول الله "صلى الله عليه وآله" والتي لها أثر بالغ في نفوس المسلمين لما تحمله من قيمٍ ومعانٍ سامية. وشهد الحفل مشاركة لشاعر أهل البيت السيد نبيل أبو العيس بمجموعة قصائد رائعة ومنها هذه الأبيات: بحق الإمام الباقر "عليه السلام": المجدُ سجَّلَ في طليعةِ سفرهِ ... بحروفِ نورٍ باقرَ النُجباءِ آلاءُ ربي نورُ خامسِ كوكبِ ... تُنْجى الأنامُ بهذهِ الالاءِ وبحق الإمام الهادي"عليه السلام": رَغمَ الأسىَ والغَمِ والأشجانِ ... نَشوانَ جِئتُ مُهنئاً إخواني فرحاً بميلادِ الهُدى لأبنِ الهُدى ... بِعليٍ الهادي إلى الإيمانِ بعدها صدحت حناجر فرقة إنشاد الجوادين بمجموعة من الموشحات والأناشيد الإسلامية وكان مسك ختامها بمشاركة الرادود الحسيني علي نجم بالردات الحسينية التي أضفى من خلالها روح البهجة والفرح والسرور في نفوس الحاضرين.