العتبة الكاظمية المقدسة تقيم حفلاً بهيجاً إحياء لذكرى ولادة الزهراء "عليها السلام"

تيمناً بالذكرى المباركة لولادة بضعة الرسول الطاهرة السيدة فاطمة الزهراء وابتهاجاً بهذه المناسبة العطرة أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة عصر الخميس 9/4/2015م حفلاً مركزياً بهيجاً في رحاب الصحن الكاظمي الشريف، بحضور نائب الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة السيد محمد الحيدري وأعضاء مجلس الإدارة وجمع غفير من زائري الإمامين الكاظمين"عليهما السلام" التي جاءت لتتشرَّف بإحياء هذه المناسبة المباركة. استهل الحفل بتلاوة آيات بينات من كتاب الله الكريم شنّف بها القارئ السيد عبد الكريم قاسم أسماع الحاضرين، تلتها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة ألقاها نائب أمينها العام السيد محمد الحيدري وجاء فيها: " إن وقوفنا اليوم عند شطآن ساحل بحر عظمة سيدة نساء العالمين فاطمة "عليها السلام" يزيدنا عزما وإرادة للركوب في سفينة النجاة والخوض في غمار الجهاد والكفاح حاملين معنا عظمة وسر فاطمة الزهراء "عليها السلام" في رحلة الصراع مع طواغيت العصر , فلن تستطيع المرأة المسلمة المجاهدة الموالية لآل بيت رسول الله "عليهم السلام" أن تخوض هذه المحنة وكل تلك الصعاب دون أن تتسلح بسلاح فاطمة الزهراء "عليها السلام" وتتخذها منهجاً وقدوة حسنة . لقد أنبتت أزاهير سيدة النساء في نماذج رسالية عظيمة من النساء المؤمنات والأمهات الصالحات من اللواتي قرّت بهن عيون العراقيين الشرفاء , وكيف استطعن أن يلقنّ الأعداء من الدواعش التكفيريين درساً قاسياً وبليغاً والحقن بهم شر الهزيمة أمام الشجعان من أبنائهن من قوات الحشد الشعبي وقواتنا الأمنية البطلة. لقد بذلت النساء العراقيات الصالحات أعز ما يمتلكن من فلذات أكبادهن من القرابين على مذبح الشهادة وهن يزغردن زغاريد النصر لقوافل الشهداء غير مباليات فلقد عرفن جيداً كيف يكون الانتصار على طريق الحق. ودعا في حديثه : على المؤسسا الحكومية المعنية أن تنظر بعين الاهتمام بمصائر عوائل الشهداء وضحايا العدوان التكفيري وتضمن لهم ولأيتامهم العيش الرغيد وتحرص على بذل المزيد من الدعم لقطعات الحشد الشعبي والقوات المسلحة لتحقيق المزيد من الإنتصارات . كما نحث أبنائنا على الالتزام الدائم بتوجيهات المرجعية الرشيدة المتمثلة بسماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف) والتقيد بفتاواه التي تحرم التعرض إلى دماء العراقيين الأبرياء أو المساس بالمال العام وحقوق وكرامة المواطنين في المناطق الساخنة .." بعدها ارتقى المنصة سماحة الشيخ عماد الكاظمي ليلقي محاضرة دينية بهذه المناسبة تطرق فيها إلى محطات في سيرة السيدة الزهراء "عليها السلام"، وذكرها الشامخ في كتاب الله عز وجل مستشهداً بقوله تعالى "إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ، فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ، إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ"، كما استعرض فيها جملة من فضائلها ومناقبها وحكمها وعبادتها وجهادها ، وبيّن ما ورد في حديث رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" : (يا فاطمة إن الله ليغضب لغضبك ويرضى لرضاك). كما أشار سماحته في حديثه: أن النبي كان يتعامل مع ابنته فاطمة وأهل بيته "عليهم السلام" تعاملاً عقائدياً أراد من خلاله أن يوصل رسالته الإنسانية السامية للأمة الإسلامية بالاقتداء والولاء والسير على نهجهم القويم. كما تخلل الحفل مشاركة لخادم الجوادين الشاعر نزار الطالقاني بقصيدة ولائية رائعة عنوانها "وليدة المجد" ومنها هذه الأبيات: لِدَّةٌ للخلودِ أمُّ أبيها قد أقرت بفضلها الأنبياء كوثر لنبيِّ، زوجُ علي وبنوها الأئمة الشفعاءُ هي أصل الحياةِ دون مراءٍ وهي سرُّ الوجود ألفٌ وياءُ وشمل الحفل فعالية لفرقة الجوادين الإنشادية بالموشحات والأناشيد الإسلامية، تبعتها مشاركة للرادود الحسيني كرار الكاظمي بالاهازيج والرّدات لترسم الفرحة والبهجة والسرور في نفوس الحاضرين، وكان لعريف الحفل عبد العظيم الحسناوي دور مميز لاستعراض فقرات الحفل المبارك التي تخللتها الأحاديث الشريفة والأبيات الشعرية بحق صاحب الذكرى "عليها السلام" .