العتبة الكاظمية المقدسة تعقد ندوتها العلمية الخاصة بالشباب
ان الاهتمام بشريحة الشباب والمشكلات التي تواجههم مسؤولية الجميع,إذ لابد من ان نمعن النظر لكل من عصفت به الحياة واستسلم لدوامتها, ويجب معالجة الظواهر الاجتماعية الخطيرة التي اجتاحت مجتمعنا, ولكي نعد الشباب الإعداد الجيد لخدمة المجتمع والإنسانية والاعتناء بالمستوى الخلقي والتربوي الذي كلفنا به الله عز وجل, وللوقوف على أهم القضايا والمشكلات التي تواجههم والتي تحتاج الى جهود مكثفة ووقفة تأملية للتعرف على أسبابها ونتائجها وإيجاد الحلول المناسبة لها, وانطلاقأ من هذه المسؤوليه أهتمامها البالغ بتوعيت المجتمع, عقدت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة ندوتها العلمية الشهرية تحت شعار ( شبابنا ... الثمرة الموعودة لمستقبل مشرق ), بحضور الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة الحاج (فاضل الانباري) وسماحة الشيخ (مكي شطيط الطائي) عضو مجلس الادارة ورئيس قسم الثقافة والإعلام والعديد من الشخصيات الدينية والعلمية والثقافية والأكاديمية من الطلبة الجامعيين والتي أقيمت في قاعة الحمزة بن عبد المطلب (ع) للمؤتمرات.
حيث استهلت الندوة بتلاوة آيٍ من الذكر الحكيم شنف بها أسماع الحضور القارئ (بلاسم جليل) .
بعدها تحدث رئيس الجلسة (الدكتور عبد الزهرة آل ماجد) قائلاً: (إن اغلى استثمار للحياة هو استثمار الانسان واغلى استثمار للانسان هم شريحة الشباب, فهناك هجمة اعلامية شرسة مخطط لها تستهدف ابعاد الشباب عن الخط الاسلامي النهجوي الرسالي الذي سطره الائمة الاطهار(ع), كما تطرق الى افتقار المناهج الدراسية لمناسك الحياة الصحيحة ومهاراتها واكد في حديثه على ان الشباب في حالة خطرة جداً تستوجب على جميع المؤسسات الدينية والاجتماعية والتربوية انقاذ هذا الجيل من السلوكيات الخاطئة والمنحرفة).
ثم جاء دور الباحث الدكتور(حسن علوان) الذي أثنى في حديثه قبل الخوض في حيثيات بحثه على مبادرة الأمانة العامة للعتبة التي وضعت إصبعها على الجرح من خلال اختيار هذا الموضوع الخاص بالشباب، وذكر ان الاسلام الحنيف ركز على اهمية الشباب والاحتفاء بهذه الشريحة ثم بين المخاطر المحيقة بترويج المخدرات وتعاطيها والادمان على الادوية المخدرة بكافة أنواعها كما أكد على أهمية دور المؤسسات التربوية في تنشئة الشباب تنشئة واعيةً مؤمنة في طاعة الله, كما تطرق لمفهوم الصحه في المنظور الاسلامي فالصحة تعني اعلى درجات المعافاة فالإيمان يعزز من صحة الشباب والمجتمع وايضاً تناول في بحثه موضوع الطلاق وزيادة حالته والذي وصفه بالوباء الذي يسري سريان النار في الهشيم, كما اكد على الاهتمام بالنسيج الاجتماعي والأسري فديننا دين مسؤولية تجاه النفس والاسرة والمجتمع. ثم اعقبه البحث الثاني لسماحة (للشيخ إبراهيم النصيراوي ) الذي كان بعنوان (الشباب بين تكاملين) والذي أكد فيه على الدور المهم لمسألة التكامل الثقافي والتدين الواقعي وتأثيره على الشباب،فالمراحل التي يمر بها الشاب من القوة والانفتاح والطموح ومرحلة بناء المستقبل تحتاج الى تركيز وتكثيف للجهود للبحث عن المشكلة وتركيز الخطاب وإيجاد الحلول للمشكلات, فذكر ان الانسان يتحرك الحركات الأينية والكيفية والجوهرية فالحركة الاولى الانتقال من مكان لمكان والثانية التحول من مرحلة الى مرحلة والثالثة وهي الأهم هي حركة النفس والروح في صميم ذاتها وجوهرها, اي كيف يحصل الانسان على التكامل الثقافي والديني فالبعض ينظر إلى ان الدين يبعد الشباب عن العلم والفكر والثقافة والمؤسسة الدينية تدعو الى التزمت بحصر الشباب ببودقة لاتفسح المجال لأي حركة في المجتمع والحياة, لذلك قال إن التكامل الثقافي ليس بمعزل عن الدين, واشار الى ضرورت الدخول في عمق الثقافة لتكون ثقافتنا عن وعي, وأن الكثير من مشاكل ان ثقافة الشباب تنطلق من منطلقات سمعية وغير واعية حيث يبذل الوقت للاستماع لغير النافع ولايستطيع ان يفكر في مصادر المعرفة, فيجب على الشباب تسليط الضوء على العلم الصحيح النافع, فالثقافة والدين هما الطريق الى الكمال, فعندما يكون الدين بجانب الثقافة ينتج دين وثقافة رصينة وضمان من الانحراف الفكري الذي ينتج عنه انحراف سلوكيأ،كما حذر الشباب من التيارات التي تحاول تشويه ثقافة الإسلام والتي تنشر حرية الثقافة المطلقة في الفكر والسلوك .
هذا وقد شهدت فقرات الجلسة مداخلات من قبل الدكتورة شروق كاظم ، والست منتهى السهلاني تخص الموضوع ومداخلات أخرى للحاضرين اثرت الندوة العلمية من حيث الطرح والحوار، كما نبه رئيس الجلسة من جانبه إلى انتشار ظاهرة المدارس الأجنبية وسلبياتها على المجتمع, ومن الجدير بالذكر ان الندوة العلمية لهذا الشهر قد شهدت حضوراً نوعياً وكمياً متميزاً حيث اكتظت قاعة الحمزة بن عبد المطلب(ع) بحشود الحاضرين. واختتمت الندوة التي قدم لها عريف الحفل الأستاذ عامر الانباري ، بتوزيع الهدايا من بركات الإمامين الجوادين (عليهما السلام ) وكتب الشكر والتقدير على رئيس الجلسة الدكتور عبد الزهرة آل ماجد ومقررها الاستاذ صلاح حسن عبود والمحاضرين الكريمين من قبل الامين العام للعتبة الكاظمية المقدسة الحاج فاضل الانباري وسماحة الشيخ مكي شطيط الطائي .