استعدادات مكثفة لعقد المؤتمر العلمي الدولي السادس

تواصل الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة استعداداتها وتحضيراتها المكثفة لعقد المؤتمر العلمي الدولي السادس المؤمل إقامته هذا العام في مطلع شهر رجب الأصب، حيث فرغت اللجان الفرعية التي انبثقت من اللجنة التحضيرية للمؤتمر من إكمال جميع المهام المكلفة بها، وأعدت برنامجاً حافلاً شمل جميع الجوانب الإدارية والفنية والإعلامية وغيرها .. ولأجل الوقوف على أهم تلك الاستعدادات، وما وصلت إليه اللجان من أعمال في هذا السياق؛ أجرينا لقاءات عدة مع أعضاء اللجنة التحضيرية، حيث التقت بكل من: عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر العلمي السادس المهندس(جلال علي محمد) : * كيف يمكن أن يسهم المؤتمر في تنمية روح البحث، ودعم حالة التواصل بين الباحثين، وما هي أهم الأهداف التي يُتأمّل تحقيقها في هذا السياق؟ - من طبيعة المؤتمر هو احتضان الأقلام المبدعة للباحثين ومن مختلف المؤسسات والجامعات من داخل العراق وخارجه وهي فرصة لتلاقح الثقافات وتلاقيها في هذه الرحاب الطاهرة، فكما لا يخفى أن إلقاء البحوث يشهد عادة فتح باب الحوار مع الباحث وطرح بعض التساؤلات هنا وهناك لتغطية كل زوايا البحث، كما أن العتبة المقدسة تتبنى وكعادتها طباعة البحوث المقبولة لتكون متاحة للمهتمين بالفكر والثقافة، ومن أهم شروط المشاركة هي الإضافة المعرفية الجديدة لإغناء المكتبة الإسلامية لتكون مصدرا رصينا للدارسين والباحثين. * برأيكم ما هي دلالة تبني العتبة الكاظمية المقدسة إقامة المؤتمر العلمي هذا العام حول شخصية (علم الهدى) السيد المرتضى (رضوان الله تعالى عليه)؟ - عندما نستعرض تراثنا الإسلامي لابد أن تستوقفنا أسماء شامخة لعلماء ومفكرين عظماء تركوا أثرا لايُمحى على الساحة الفكرية والمعرفية، حتى تفاخرت بها أجيالنا وتوارثت علومهم إلى يومنا هذا، ومنهم علم الهدى الشريف المرتضى الذي قال فيه الثعالبي في تتمة يتيمة الدهر:(قد انتهت الرئاسة اليوم ببغداد إلى المرتضى في المجد والشرف والعلم والأدب والفضل والكرم، وله شعر في نهاية الحسن). لقد بلغت تصانيف الشريف المرتضى ورسائله ومؤلفاته مئة وسبعة عشر مصنفا، إذ طرق بفكره الوقاد أبواب العلوم المختلفة كالفقه والكلام والتفسير واللغة والشعر والفلك والحساب وغيرها، فكان بحق علماً في حياته، وقدوة بعد مماته يستحق منا أن نستذكره في الذكرى الألفية لوفاته من خلال هذا المؤتمر العلمي، وحسبنا أن نختار هذه الشخصية الفذة التي أغنت تراثنا المعرفي وما زال أثرها حيا في عصرنا الحاضر عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر العلمي السادس الشيخ (عماد موسى الكاظمي): * باعتباركم رئيس لجنة تسلّم البحوث وبيان مطابقتها لشروط المشاركة، ما تقييمكم للبحوث المقدمة إلى الآن؟ - لا يخفى عليكم أن المشاركين في مؤتمر العتبة الكاظمية المقدسة هم من مختلف الجامعات العراقية، وقد وصلت إليهم مطوية المؤتمر واطلعوا على شروط المشاركة، فالبحوث التي تم تسلُّمها موافقة لشروط المشاركة، وتم تدقيقها من قبل لجنة تسلّم البحوث في العتبة المقدسة لترسل بعد ذلك إلى اللجنة العلمية لتقييمها، وأود أن أُبين أننا قد وضعنا في هذا العام شرطاً جديداً وهو قبول البحوث التي تكون درجتها (70%) فما فوق؛ وذلك للارتقاء بالمستوى العلمي للمؤتمر.. * ما هي أهم المحاور التي تناولتها البحوث المشاركة؟ - لقد تمت الكتابة في جميع محاور المؤتمر، ولكن كانت نسبة المشاركة أعلى في محور الأدب واللغة، ثم ما يتعلق بعلوم القرآن الكريم، وقد تناول الباحثون جوانب متعددة لمؤلفات السيد المرتضى (قدس سره الشريف) بالبحث، والدراسة، والتحليل.. * حبذا لو تطلعونا على آخر استعدادات اللجة التحضيرية لعقد المؤتمر في موعده المحدد؟ - إن اللجنة التحضيرية للمؤتمر قد انبثقت منها لجان متعددة فرعية، وكل لجنة من هذه اللجان تقوم بالأعمال المتعلقة بها على أتم وجه، فلجنتنا لجنة تسلّم البحوث قد أتمت تسلم جميع بحوث المؤتمر، ومراجعتها، ومراسلة الباحثين في ذلك، وجميع تلك البحوث موافقة لشروط المشاركة وتم إرسالها إلى اللجنة العلمية. * هل من كلمة أخيرة.. - شكراً لكم، أود ذكر أن لعلمائنا الأعلام حقٌّ علينا، ويجب على الجامعات والمراكز البحثية الاعتناء بذلك إحياءً لعلومهم وتراثهم اللذين نفتخر بهما، ويمكن ذلك من خلال خطوات متعددة منها: ـ إقامة المؤتمرات العلمية لهذه الشخصيات. ـ رصد جائزة سنوية باسم تلك الشخصيات لأفضل البحوث. ـ تسمية إحدى الجامعات أو الكليات بأسمائهم وكذلك القاعات. ـ أن تكون بحوث التخرج تسلط الضوء على تلك الشخصيات، فضلاً عن رسائل وأطاريح الدراسات العليا. ـ طباعة مؤلفات أولئك الأعلام عن طريق تلك المراكز .. وغير ذلك فنتمنى أن نرى لهذه المقترحات سبيلاً للعمل بها؛ لإظهار كنوز أعلامنا، ونتمنى للإخوة الباحثين في المؤتمر التوفيق والتسديد لخدمة العلم . عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر العلمي السادس الشيخ (عدي الكاظمي): * ما أهم المؤسسات والشخصيات العلمية والأكاديمية التي وُجّهت لها دعوة المشاركة والكتابة في المؤتمر؟ وكيف كانت الاستجابة؟ - لقد دأبت العتبة الكاظمية المقدسة في مؤتمرها السنوي الدولي على الاهتمام بإرسال الدعوات لطيف واسع من الكتاب والباحثين وهذا ما حرصنا عليه في النسخة السادسة من المؤتمر العلمي لهذا العام، فقد قمنا برسم خطة لتوزيع الدعوات والتعريف بالمؤتمر وموضوعه الذي سيتمحور حول شخصية السيد علم الهدى الشريف المرتضى "قدس سره الشريف" وقد اشتملت الخطة الإعلامية للتعريف بالمؤتمر على التواصل مع الجامعات والكليات والمعاهد العلمية والأدبية كافة، فكانت نقطة البداية في محافظة بغداد ثم التوجه نحو محافظات الوسط والجنوب، كما لم نغفل عن تقديم الدعوات إلى المؤسسات العلمية والثقافية التي تعنى بكتابة الأبحاث العلمية بالإضافة إلى الشخصيات العلمية البارزة من داخل العراق وخارجه، فكانت والحمد لله الاستجابة واسعة وخاصة من مكاتب المراجع العظام والتي رحبت وباركت هذه الخطوات العلمية التي من شأنها إثراء المكتبة الثقافية بالبحوث العلمية والإسهام بالإثراء المعرفي لهذا المجتمع. في السياق ذاته وتزامناً مع انطلاق اعمال المؤتمر العلمي الدولي السادس الذي اعتادت العتبة الكاظمية المقدسة على إقامته في كل عام في شهر رجب الأصب؛ تقيم العتبة الكاظمية المقدسة مهرجانها الشعري السنوي الرابع تحت شعار(الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه). ولتسليط الضوء على موضوع ومحور المهرجان والاستعدادات لإقامته التقتينا برئيس اللجنة المنظمة للمهرجان الشعري الشاعر (رياض عبد الغني) حيث تحدث قائلاً : - بتكليف من اللجنة التحضيرية للمؤتمر العلمي الدولي السادس انبثقت اللجة المنظمة للمهرجان الشعري السنوي الرابع، وهي تضم خمسة أعضاء برئاستي، حيث تم اختيارهم من مختلف أقسام العتبة المقدسة (قسم الشؤون الفكرية والثقافية، والعلاقات العامة، وقسم الإعلام) وفق احتياجات اللجنة المنظمة ونشاطاتها، ومهمة هؤلاء الأعضاء هو التحضير والاستعداد لإقامة هذا المهرجان الذي من المؤمل إقامته في شهر رجب الأصب من هذا العام، أما عن عنوان المهرجان وموضوعه فقد تم اختيار ذكرى مرور (100) عام على صدور فتوى الجهاد التي أطلقها مراجع الدين في الكاظمية والنجف الأشرف للتصدي للاحتلال البريطاني عام (1914) موضوعاً للمهرجان وارتباط الحركة الجهادية بإعلان فتوى الجهاد الكفائي التي أصدرها سماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف) ونداءه المبارك للشعب العراقي الكريم بالتصدي لكيان (داعش) المجرم. أما بالنسبة لمهام اللجنة المنظمة فهي تضطلع بمهمة تهيئة المستلزمات الأولية لإقامة المهرجان، حيث تولّى أحد الإخوة من أعضاء اللجنة عمل تصاميم الإعلانات التي تم نشرها في مختلف المحافظات، هدفها التعريف بالمهرجان وأهدافه، حيث شملت هذه الحملة طباعة (الفلكسات والفولدرات والبوسترات)، كما تولى عضو آخر توزيع الدعوات والإعلانات فضلاً عن قيام اللجنة باستقبال الشعراء والأدباء الوافدين إلى العتبة المقدسة للمشاركة في هذا المهرجان، وفيما يخص لجنة فحص النصوص الشعرية فستضم أعضاء من داخل العتبة وخارجها مهمتها تقييم تلك النصوص وبيان صلاحيتها للإلقاء وجودتها من مختلف الجوانب. وفي الختام نسأل الله تبارك وتعالى التوفيق والسداد والعون لأداء هذه المهمة المباركة وأن تكون المشاركة فاعلة وكبيرة بالشكل الذي ينسجم مع الذكرى والفكرة التي سيقام المهرجان من أجلهما.