العتبة الكاظمية المقدسة تقيم حفلها المركزي بذكرى ولادة الهادي البشير وحفيده الإمام الصادق "عليه السلام"

احتفاءً بالذكرى العطرة لولادة نبي الرحمة وشفيع الأمّة محمد بن عبد الله "صلى الله عليه وآله" وحفيده عالم آل محمد الإمام جعفر الصادق "عليه السلام" ووسط غمرة الأفراح التي تعيشها الأمة الإسلامية بهذه الولادات الميمونة، أقامت العتبة الكاظمية المقدسة وبرعاية أمنيها العام أ. د "جمال الدباغ" حفلاً مركزياً بهيجاً، بحضور أعضاء مجلس الإدارة وعدد من الشخصيات الدينية والاجتماعية واللجنة الشعبية للاحتفالات الدينية في مدينة الأعظمية وثلة من خّدَمَة العتبة المقدسة، استهل الحفل بتلاوة آيات بينات من كتاب الله العزيز شنف بها القارئ الحاج "همام عدنان" أسماع الحاضرين تلتها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وألقاها أمينها العام أ. د جمال الدباغ وجاء فيها : " إن احتفاءنا بمولد الحبيب المرسل وحفيده الصادق صلوات الله عليهم ينبغي أن يكون إحتفاءً بالمثل العليا والصفات الحميدة وأن يكون تأسيساً والتزاماً حقيقياً بهما في كل ميادين الحياة كما أن ذكراهما العطرة ينبغي أن تشد عزائمنا في الحفاظ على ديننا وعقيدتنا من الهجمة البربرية الشرسة غير المسبوقة التي يتعرض لها عالمنا الإسلامي من تنكيل في مفاهيم الإسلام الحقيقي وتشويه لمعالمه بأفكار تكفيرية هدامة تدعي الإسلام والإسلام منها براء. إن الواجب الشرعي والوطني يستدعي مؤازرتنا لمقاتلينا الأبطال في جبهات القتال وهم يخوضون المعارك الشجاعة ضد التكفيريين والدواعش من خلال الدعم المادي والمعنوي لهم ولأسرهم. كما أن الواجب الشرعي يحتم علينا مؤازرة المرجعية الرشيدة المتمثلة بسماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد السيستاني "دام ظله الوارف" والاقتداء بنصائحه الدائمة للتصدي للانحراف وضرورة بناء الدولة العراقية الجديدة بناءً سليماً والقضاء على كلّ مظاهر الفساد المالي والإداري والتعاون في عبور المرحلة الراهنة الصعبة من خلال ترشيد الاستهلاك وتجنب مظاهر البذخ والإسراف، واستثمار كلّ الموارد الطبيعية التي التي يكتنز بها بلدنا العزيز بدلاً من الاعتماد على الموارد النفطية وحدها . يجب أن نجعل من مجتمعنا مجتمعاً منتجاً لا مجتمعاً مستهلكاً وأن نكون بمستوى التحديات المصيرية المعاصرة من خلال التسلح بالإيمان والتقوى وبث روح المحبة والمؤاخاة بين أبناء الوطن الواحد . داعين المولى القدير أن يحفظكم جميعاً وأن ينصر جيشنا وقوات الحشد الشعبي في ساحات القتال وأن نحتفي بالنصر قريباً، وأن يجعل هذا البلد آمناً إنه سميع مجيب ". بعدها ارتقى المنصة سماحة الشيخ "عدي الكاظمي " ليلقي محاضرة قيمة بهذه المناسبة بيّن فيها: أوصاف الرسول الأكرم "صلى الله عليه وآله" مستشهداً بسلسلة من الأحاديث الشريفة، وتناول المقامات المحاطة بشخصه العظيم ودعوته هي دعوة للحياة، وأشار إلى أنه "صلى الله عليه وآله" هو مصداق للرحمة الإلهية فهو رحمة للعالمين كما في قوله تعالى : " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ " ومن المقامات الأخرى التي حاز عليها ونال شرفها رسول الله هو الرؤوف الرحيم، وأول المسلمين مستشهداً بقوله تعالى " لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ "، كما أكد على وجوب التخلق بخلقه والتأسي بآدبه الرفيع وأن نمثله خير تمثيل لإحياء شريعته. وشهد الحفل مشاركة رائعة من قبل المداح والمنشد الدولي السيد "كريم الموسوي" من جمهورية إيران الإسلامية حيث صدح صوته بقراءة الموشحات الدينية التي ترنمت حباً وولاءً بآل بيت النبوة "عليهم السلام" . بعدها تألق الشاعر الأستاذ "رياض عبد الغني الكاظمي" بقصيدة رائعة عنوانها " يا سفير السماء " تناول فيها محطات من الولادة الكريمة ومنها هذه الأبيات: أيّ نور زهتْ به بطحاهُ فيضُ قدس سبحانَ من سوّاهُ كفلته أصلاب طُهرٍ فكانتْ كزجاج المصباحِ ترعى ضياهُ عانقته الدنيا بلهفة هيمٍ لاح في افق يأسها الأمواهُ يا سفير السماء زادُكَ بحرٌ لم تزل تمخرُ القرونُ مداهُ كل يوم قديمُهُ في جديدٍ ينقضي كل سالفٍ ما عداهُ وكان مسك ختام الحفل مشاركة رائعة لفرقة إنشاد الجوادين بمجموعة من الأناشيد الدينية أضفت روح الفرح والبهجة ورسمت البسمة على شفاه الحاضرين الموالين من زائري الإمامين الجوادين"عليهما السلام" .