الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة تحتفي بذكرى ولادة أميرة الطهر والعفاف السيدة زينب "عليها السلام"

إحياءً لذكرى ولادة وارثة معالي أهل الكساء، وعلوم أهل العباء، وعبادة قطب التوحيد والإيمان والولاء، حليفة التهجد والذكر والدعاء، عقيلة بني هاشم السيدة زينب بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب "عليهما السلام" التي ضربت لنا أروع الأمثلة في العفة والحشمة والوقار حتى أصبحت نبراساً لكل امرأة مسلمة ترنو بطرفها نحو الكمال وتوطن نفسها على الامتثال لتعاليم الله وسنة نبيه "صلّى الله عليه وآله وسلم"، تلك الولادة العطرة التي ملأت سماء الإسلام بالفرح والسرور والغبطة، وبرعاية مباركة من قبل خادم الإمامين الكاظمين الجوادين الدكتور حيدر عبد الأمير مهدي، أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة حفلاً بهذه المناسبة المباركة في رحاب الصحن الكاظمي الشريف، بحضور الشخصيات الاجتماعية، وجمع غفير من زائري الإمامين الكاظمين "عليهما السلام".

استهل الحفل بتلاوة من الذكر الحكيم لقارئ العتبة المقدسة الخادم حسين مع الله، أعقبها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة، وألقاها عضو مجلس الإدارة الدكتور إيهاب ناجي عباس الذي قدّم في مطلعها التهاني والتبريكات بهذه المناسبة الميمونة، مؤكداً في كلمته: (أن في مدرسةِ العَقيلةِ زينبَ "عليها السَّلام" نتعلّمُ أنّ الرّسالةَ لا تنحصرُ في ساحاتِ القتالِ، بل تمتدُّ إلى ميادينِ الكلمةِ والموقِفِ، وأنَّ الدِّفاعَ عن الحقِّ لا يكونُ بالسَّيفِ وحدَه، بل بالصَّبرِ والبَيانِ والثَّباتِ على القِيَمِ والمبادئِ.. بعد أن وقفتْ "عليها السَّلام" في وجهِ الطُّغيانِ بصَلابَةِ الإيمانِ، فحوَّلتْ مَأساةَ كربلاءَ إلى مدرسةٍ خالدةٍ تُنيرُ دُروبَ الأحرارِ على ممرِّ الأزمانِ.

وإنَّ العتبةَ الكاظميّةَ المُقدَّسةَ، وهي تُحيي هذه الذِّكرى العَطرةَ، تَستلهمُ من نَهجِ العَقيلةِ زينبَ "عليها السَّلام" روحَ العطاءِ والتَّضحيةِ، وتُؤكِّدُ استمرارَها في خدمةِ الدِّينِ والمجتمعِ، عَبرَ مَشاريعِها العلميّةِ والثقافيّةِ والاجتماعيّةِ الّتي تُعبِّرُ عن رسالةِ الأئمّةِ الأطهارِ "عليهمُ السَّلام" في بناءِ الإنسانِ وإحياءِ القِيَمِ.. إذ عَلَّمَتْنا "عليها السَّلام" أنَّ الكلمةَ المُخلِصَةَ يُمكنُ أنْ تُغيِّرَ مَجرى التَّاريخِ، فقد واجهتِ الظُّلمَ بالبَيانِ، والبَاطلَ بالحُجَّةِ، فَلْنَستفِدْ من هذا الدَّرسِ في تَعزيزِ خِطابِنا الإسلاميِّ المُعتدِلِ الّذي يقومُ على الحِكمةِ والموعظةِ الحَسنةِ، ويُحافِظُ على وَحدةِ الأُمّةِ وكَرامتِها).

تلتها مشاركة كل من: الشاعر كرار المولى الكاظمي، والشاعر رسول العلياوي بقراءة قصائد زينبية غرّاء، بعدها أجادت فرقة إنشاد الجوادين بأنشودة عنوانها: (عقيلة الشهداء)، واختتم الحفل الذي تولى عرافته الخادم عبد العظيم الحسناوي بتألق المُنشد علي ماهر الذي أتحف الحضور بالأناشيد والأهازيج الجميلة التي ترنّمت بروائع الكلمات معبّراً عن الولاء المُطلق لصاحبة الذكرى "عليها السلام" ليرسم الفرحة والبهجة والسرور في نفوس الحاضرين.