مؤتمر يجمع أمناء العتبات المقدسة في حرم الإمامين الكاظمين الجوادين "عليه السلام"
استضافت دوحة الهداية والجود والعلم والكرم رحاب الإمامين موسى بن جعفر الكاظم، ومحمد بن علي الجواد "عليهما السلام" أعمال مؤتمر الأمناء العامين للعتبات المقدسة العلوية والحسينية والكاظمية والعسكرية والعباسية الذي أقيم تحت شعار: (التكاملُ في خدمةِ العتباتِ المقدَّسةِ.. خدمةُ الدِّينِ والإنسانِ).
استهل المؤتمر بتلاوة آيات من الذكر الحكيم أعقبها قراءة سورة الفاتحة المباركة أهدى ثوابها إلى أرواح المتوفين من خدّام العتبات المقدسة وشهدائنا الأبرار، بعدها ألقى الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة خادم الإمامين الكاظمين الجوادين الدكتور حيدر عبد الأمير مهدي، كلمة بهذه المناسبة مرحباً بالسادة الحضور الذين اجتمعوا تحت لواء الإمامين الكاظمين الجوادين "عليهما السلام" ورحابهما الطاهرة، لحضور هذا المؤتمر المبارك مؤكداً في كلمته: (لا يخفى عليكم أنَّ اجتماعَنا المباركَ هذا يأتي امتدادًا لرسالةٍ إيمانيّةٍ كُبرى حملتْها العتباتُ المقدَّسةُ على عاتقِها، بوصفِها مراكزَ إشعاعٍ رُوحيٍّ وفِكريٍّ وإنسانيّ، تتجلّى فيها معاني الوحدةِ والتكاملِ والتعاونِ في خدمةِ الزائرينَ، وصيانةِ الإرثِ الدينيِّ والحضاريِّ لأهلِ بيتِ النبوّةِ ومعدنِ الرسالةِ.
وأوضح: إنَّ هذهِ المؤتمراتِ المباركةَ عبرَ دَوْراتِها المتعاقبةِ ما هيَ إلّا تأكيدٌ على أنَّ العملَ المشتركَ بينَ العتباتِ ليسَ مجرّدَ تعاونٍ إداريٍّ أو تنظيميٍّ، بل هو تحالفُ قلوبٍ ونوايا تسعى لتحقيقِ أهدافٍ إلهيّةٍ ساميةٍ، تُجسِّدُ في الواقعِ روحَ الولاءِ، وحكمةَ الإدارةِ، وصدقَ الخدمةِ لزائري أئمّةِ الهدى "عليهم السلام".
وأشار الأمين العام: فما عادتِ العتباتُ المقدَّسةُ – ومنذُ أكثرَ من عقدَيْنِ من الزمانِ – محطّاتٍ للزيارةِ فقط لكونِها مراكزَ دينيّةً تستقطبُ الزائرينَ من جميعِ البلدانِ في العالمِ، بل أصبحتْ مَنبعاً للإشعاعِ المعرِفيِّ، ولها دورٌ محوريٌّ في مواجهةِ التحدّياتِ الفكريّةِ والثقافيّةِ المعاصرةِ، لتعزِّزَ الوعيَ الدينيَّ والمعرفيَّ، وتُسهِمَ في مواجهةِ الغزوِ الثقافيِّ وتحصينِ المجتمعِ، والارتقاءِ بالإنسانِ نحوَ مَدارجِ الكمالِ، عملًا بوصايا النبيِّ المختارِ وآلِهِ الأطهارِ "صلواتُ اللهِ عليهم أجمعين"، وتوجيهاتِ المرجعيّةِ الدينيّةِ العُليا المتمثِّلةِ بسماحةِ آيةِ اللهِ العظمى السيِّد عليِّ الحسينيِّ السّيستانيِّ "دامَ ظلُّه الوارف".
وأضاف: إنَّ العتبةَ الكاظميّةَ المقدَّسةَ – وهي تحتضنُ هذا المؤتمرَ الكريمَ تحتَ شعارِ (التكاملُ في خدمةِ العتباتِ المقدَّسةِ.. خدمةُ الدِّينِ والإنسانِ) – تُعبِّرُ عن اعتزازِها الكبيرِ بهذا اللقاءِ الأخويِّ، الَّذي يُرسِّخُ التواصلَ بينَ العاملينَ في ميادينِ العتباتِ، ويُعمِّقُ روحَ التشاورِ والتكاملِ والتخطيطِ المشتركِ لمستقبلٍ أفضلَ يليقُ بمكانةِ هذهِ المشاهدِ المُشرَّفةِ.
وتضمّنت جلسة المؤتمر مناقشة عدّة محاور من أهمها: دور العتبات المقدسة في المجتمع الإنساني، والارتقاء بجودة الخدمات المقدّمة إلى الزائرين، وترسيخ قواعد التعاون والتكامل بين العتبات المقدسة، وتنمية قدرات الخدم، فضلاً عن مناقشة تحديات توافر الموارد المالية، والسعي إلى استكمال المشاريع المباركة ووضع الخطط المتكاملة ليتمّ تطبيقها عن طريق التعاون المشترك بين العتبات المقدسة لتقديم أفضل الخدمات لزائري المراقد والعتبات المقدسة.
واختتم المؤتمر أعماله بالتأكيد على ضرورة تعزيز الأواصر بين جميع العتبات المقدسة بما يسهم في صناعة الإنسان الرسالي، المستنير بتعاليم ديننا الإسلامي، والمسترشد بنهج أهل بيت النبوة "عليهم السلام".











