الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة تقيم احتفالها بعيد البيعة والولاء الغدير الأغر
لمناسبة حلول عيد الغدير الأغر، يوم تجديد البيعة التي عقد لواءها النبي الأكرم محمد "صلى الله عليه وآله" بيده لعلي بن أبي طالب "عليه السلام" يوم الثامن عشر من ذي الحجة في العام العاشر من الهجرة، ليسقي الوالهين من سلسبيل خيره وهدي نعمائه، ويفتح بمروره في كل عام العشق لمحمد النبي ولعلي الوصي وللأئمة من بعده "عليهم السلام" وإعلان العهد والولاء لصاحب الغدير وخليفة رسول ربّ العالمين على جميعِ المسلمين أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" بكل ألوان الولاء، ومن جنة الإمام موسى الكاظم وحفيده الإمام محمد الجواد "عليهما السلام"، شاركت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة الأمة الإسلامية أفراحها من خلال إقامة حفلها المركزي البهيج في رحاب الصحن الكاظمي الشريف، بحضور وفود العتبات المقدسة والمزارات الشريفة، والعديد من الشخصيات الحكومية والدينية والاجتماعية وجمع غفير من زائري الإمامين الجوادين "عليهما السلام".
استهل الحفل بتلاوة آيٍ من الذكر الحكيم شنف بها القارئ محمد الربيعاوي مسامع الحاضرين، بعدها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وألقاها فضيلة الشيخ عماد الكاظمي بيّن فيها قائلاً: الحمد لله الذي جمعنا في هذا المكان المشرف، لنحتفي بيوم عيد الغدير الأغر، عيد الله الأكبر، الذي نستلهم منه معاني الإيمان والولاء والوفاء.
وأوضح فضيلته: جانباً آخر يرتبط بمسؤوليتنا نحن تجاه الغدير، وهذه البيعة المباركة، وهذا الميثاق الرباني، وهو البعد العملي ليوم الغدير في واقع الأمة مستشهداً بقوله الله تعالى في كتابه العزيز: (يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)، هذا النداء الإلهي موجه لكل مؤمن، وكل من يقرأ القرآن أو يستمع إليه، ويستشعر به فعليه أن يجيب بلسانه وقلبه: "لبّيك اللهم لبّيك".
هذه الآية الكريمة تدعونا إلى نصرة الله، ويوم الغدير، لأن فيها تتجلى إرادته في استمرار الرسالة، من خلال وصيّ نبيه وخليفة دينه، أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام".
وإن تثبيت الأقدام في العقيدة هو الأساس، وهو ثمرة النصرة الحقيقية، واليوم نحن مطالبون بهذه النصرة، لا فقط في يوم الغدير، بل في كل يوم، لكن في هذا اليوم بالذات، علينا أن نؤكد هذا الالتزام، وأن نُعبر عنه بوضوح وثبات من خلال التمسك بتعاليم الشريعة المقدسة، وتكوين مجتمع مؤمن قادر على مواجهة أعداء الدين، مجتمع يُلبي نداء الله بقوله وفعله: "لبّيك اللهم لبّيك".
وأضاف فضيلته: لقد مرّت علينا قبل أيام ذكرى فتوى الدفاع الكفائي التاريخية، التي أطلقها سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني "دام ظله الوارف"، وكيف رأينا أبناء هذا الوطن يستجيبون للنداء، ويتركون الأهل والمال من أجل الدفاع عن الدين والمقدسات، فكانت تلك المواقف من أبرز صور نصرة الله في عصرنا.
واليوم أيضاً، نرى أحرار العالم ومؤمني هذه الأمة، يلبّون نداء النصرة، في مواجهة الطغيان والاحتلال، نصرةً للقضية الفلسطينية، ضد الك#ي#ان الص::هيو::ني الغاصب، الذي ما زال يمثل رأس حربة العدوان على قيم السماء والإنسانية..
وشهد الحفل مشاركات إنشادية وشعرية متميزة، حيث أبدعت فرقة إنشاد الجوادين بقصيدة بعنوان (ولايتي حيدرية)، صدحت فيها القلوب حباً وانتماءً صادقاً، تلتها مشاركة للشاعر حاتم صبري الكاظمي عبّر فيها عن أسمى مشاعر العشق والوفاء للإمام علي "عليه السلام"، لتبقى هذه المناسبة المباركة منبراً سنوياً لتجديد العهد، ورفع رايات الإخلاص لوصيّ النبي وربيب الرسالة.