الأسبوع الجعفري يشهد ندوة علمية بعنوان: التعايش السلمي عند الإمام جعفر الصادق "عليه السلام"

تزامناً مع ذكرى استشهاد الإمام جعفر بن محمد الصادق "عليه السلام"، وتحت شعار: (السلام عليك يا عميد الصادقين)، انطلقت فعاليات الأسبوع الجعفري الذي تقيمه الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة، برعاية مباركة من قبل خادم الإمامين الكاظمين الجوادين الدكتور حيدر حسن الشمّري، مستهلةً أولى فقراتها بسلسلة من الندوات العلمية وعلى مدى أربعة أيام، استضافتها قاعة الحمزة بن عبد المطلب "عليه السلام" في رحاب الصحن الكاظمي الشريف، بحضور نخبة من الشخصيات العلمية والأكاديمية وكوكبة من خدّام العتبة المقدسة.

وفي أولى الندوات قدّم خلالها الباحث الدكتور ثائر البصيصي قراءة علمية ومعرفية عميقة بعنوان: (التعايش السلمي عند الإمام جعفر الصادق "عليه السلام")، وأشار إلى المكانة الفكرية الرفيعة للإمام الصادق "عليه السلام"، ودوره الرائد في ترسيخ مفاهيم التعدد والتسامح، في مرحلة كانت تموج بالاضطرابات السياسية والاجتماعية.

وسلّط الباحث الضوء على فلسفة الإمام الصادق "عليه السلام" في إدارة الاختلاف، والتأكيد على مبدأ احترام الإنسان، من خلال منهج واضح في الحوار الهادئ والانفتاح على الآخر، كما أبرز البحث كيف أن مدرسة الإمام الصادق "عليه السلام" لم تكن مقتصرة الحدود، بل كانت جامعة لطلاب العلم من شتى المشارب، حتى أصبح (عليه السلام) أنموذجاً حياً في بناء مجتمع يقوم على قيم الاعتدال والسلم الأهلي.

كما أوضح الدكتور البصيصي التحديات التي واجهها الإمام "عليه السلام" في سبيل ترسيخ هذه القيم، حيث تعمّق في التحليل التاريخي لبيئته السياسية والاجتماعية، مبيناً كيف واجه حملات التشويه والاستبعاد بأسلوب يرتقي إلى أعلى مراتب الحكمة والوعي الحضاري.

وقد شهد هذا الطرح العلمي إشادة كبيرة من الحضور، الذين عبّروا عن إعجابهم بالأسلوب التحليلي الرصين، والقدرة على الربط بين معطيات الماضي وإشكاليات الحاضر، في وقت تتعاظم فيه الحاجة لاستحضار النماذج الملهمة التي تدعو إلى التعايش ونبذ الانقسام.

وتأتي هذه الندوة العلمية ضمن سلسلة فعاليات الأسبوع الجعفري التي تسعى من خلاله الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة إلى إحياء فكر الإمام الصادق "عليه السلام" من خلال دراسات وندوات تثقيفية، تسلّط الضوء على إرثه الحضاري العظيم، وتقدّم سيرته المباركة كمصدر متجدد للوعي والنهضة.