إشراقة علمية في مكتبة الكاظمية العامة احتفاءً باليوم الوطني للقرآن الكريم

احتفاءً باليوم الوطني للقرآن الكريم، وتكريماً لهذا النور الإلهي الذي أضاء دروب الإنسانية بالهداية والمعرفة، نظّمت مكتبة الكاظمية العامة، التابعة لمحافظة بغداد، وبالتعاون مع الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة/ مكتبة الجوادين العامة، ومركز الكاظمية لإحياء التراث في العتبة المقدسة، ندوةً علمية ومعرضاً للكتاب والوثائق.

في رحاب هذه الفعالية، ألقى فضيلة الشيخ منير الكاظمي، محاضرةً قيّمة استعرض فيها مكانة القرآن الكريم في حياة الأمة باعتباره مصدراً للحكمة والتشريع ومنبعاً للقيم الأخلاقية والإنسانية التي تبني المجتمعات وترتقي بها. كما أشار فضيلته إلى دور المكتبات في صون الإرث العلمي، وحفظ المؤلفات الخاصة بالدراسات القرآنية، ودورها المحوري في نشر علومه، وتيسير سبل الوصول إلى كنوزه المعرفية للأجيال المتعاقبة.

وفي زاوية أخرى من هذه الفعالية المباركة، أقام مركز الكاظمية لإحياء التراث معرضاً مصوراً لمجموعة نادرة من مخطوطات القرآن الكريم النفيسة، المحفوظة في خزانة العتبة الكاظمية المقدسة التي خطّتها أنامل الكُتّاب والعلماء الأوائل بمدادٍ ممزوجٍ بالإيمان والورع، وكان المعرض بمثابة نافذة مشرقة على تاريخ مجيد، حيث تلاقت روائع الفن الإسلامي مع روح التدبر والتأمل في معاني القرآن الكريم، مجسدةً تناغم الجمال مع قدسية الكلمات الإلهية.

إذ حملت هذه الفعالية رسالةً عميقةً إلى الحاضرين، أكدت على ضرورة الحفاظ على التراث القرآني وصونه من الاندثار، ونشر علومه بين أبناء الأمة، وهذا الهدف النبيل هو ما تسعى إليه الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة من خلال مشاريعها القرآنية الرائدة التي تهدف إلى إحياء هذا الإرث العظيم وتعزيزه.

وقد تفاعل الحضور مع ما طرح من أفكار ورؤى، متبادلين النقاشات المستفيضة حول سبل تعزيز الاهتمام بالمخطوطات القرآنية، وتوسيع آفاق البحث العلمي في هذا المجال، ليظل القرآن الكريم مصدراً للإلهام والمعرفة ونوراً يضيء حاضر الأمة ومستقبلها.