موكب خدّام العتبة الكاظمية يقدّم الضيافة للزائرين احتفاءً بالولادات الشعبانية

العطاء شجرة وارفة، جذورها ممتدة في تاريخ أهل البيت الأطهار "عليهم السلام"، وساقها ينضح بالكرم، وأغصانها تظلل السائرين على نهج السخاء، فليس العطاء مجرد سلوك طارئ أو تصرّف عابر، بل هو إرث خالد خطّه الأئمة الأطهار "عليهم السلام"، الذين أسسوا لمنظومة من القيم الإنسانية الرفيعة، جعلت الكرم منهاجاً، والبذل مبدأً، والخدمة شرفاً.

وانطلاقًا من هذا النهج المبارك، حرص موكب خدّام العتبة الكاظمية المقدسة، وبرعاية كريمة من الأمين العام، خادم الإمامين الكاظمين الجوادين الدكتور حيدر حسن الشمّري، على استقبال وفود الزائرين الكرام الذين توافدوا ليحيوا ذكرى ولادات الأنوار العلوية والسلالة المحمدية في شهر شعبان المعظم، ابن بنت الرسول الإمام أبي عبد الله الحسين وأخيه المولى أبي الفضل العباس، والإمام علي بن الحسين السجاد وأخيه شبيه رسول الله علي الأكبر "عليهم السلام"، وحفيدهم إمام العصر والزمان، الحجة المهدي المنتظر "عليهم السلام".

في هذا اللوحة الإيمانية المتجذرة في القلوب، كانت أيادي الخدّام تعمل بلا كلل، تحمل بين أناملها أطباق الكرم، وتسقي العابرين من كوثر العطاء، بروحٍ ولائية ثابتة، ونفوسٍ تتوق لنيل شرف الخدمة في أعتاب الإمامين الكاظمين الجوادين "عليهما السلام"، فكل تفاصيل الضيافة هنا ليست مجرد مأكلٍ أو مشرب، بل هي رسالة حبّ ووفاء نابعة من من قلوب مخلصة، وتُقدّم بإحساس صادق، ليتجلّى المشهد بروعته، حيث يجتمع الولاء مع الكرم، والإخلاص مع العطاء، في منظر مهيب من البذل الذي لا يعرف حداً ولا ينتظر رداً.

فكل يد تمتد لخدمة الزائرين الكرام، هي امتداد لذلك النبع الصافي الذي يجود بالقيم المحمدية والعلوية والحسنية التي أضاءت دروب الإنسانية، وما يقدّمه موكب خدّام العتبة الكاظمية المقدسة هو عهد متجدد بأن خدمة زائري أهل البيت "عليهم السلام" شرف لا يضاهيه شرف.