كلمة اللجنة التحضيرية للمؤتمر العلمي الدولي السنوي الثالث عشر

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على أفضلِ الأنامِ، وكمالِ الأنبياءِ والختام، محمدٍ المصطفى رسولِ السلامِ والإسلام، وعلى آلِ بيتهِ أنوارِ العرشِ الكرام، ومناهلِ النورِ، ومعاقلِ العزِّ والفخر، لا سيما نورَيِ اللهِ في الأرضِ والسماء، ووساطةِ فيضهِ إلى العالَمِ في الورى، عليٍّ أميرِ المؤمنين، وفاطمةَ الزهراء، خيرِ مَنْ مشى بعدَ الخاتمِ فوقَ الثرى، سلامُ اللهِ عليهِما ما طلعَتْ شمسٌ، وما غابَ قمر.
السلامُ عليكَ يا مولاي يا موسى بنَ جعفرٍ الكاظمَ ورحمة الله وبركاته..
السلامُ عليكَ يا مولاي يا محمدَ بنَ عليٍّ الجوادَ ورحمة الله وبركاته ..
السادةُ الحضورُ الكرامُ السلامُ عليكُمْ ورحمةُ اللهِ وبركاته ..
إننا إذ نقفُ اليومَ في رحابِ هذهِ البقعةِ الطيبةِ المباركةِ، وفي أيامِ المولدِ النبويِّ الشريفِ لخاتَمِ الأنبياءِ والمرسلينَ (صلى الله عليه وآله وسلم)، وعلى أبوابِ افتتاحِ مؤتمَرِنا العلميِّ الدَّوْلِيِّ السنويِّ الثالثَ عشر، والذي توسَّم عنوانُهُ (عليٌّ وفاطمةُ وساطَةُ فيضٍ بينَ الحقِّ والخلقِ)، ونحنُ نستشعرُ مواقِفَ الفخرِ والإباءِ، ومواطنِ العلمِ والنورِ التي مَنَّ اللهُ بها علينا، وخاصةً هذهِ الأمةُ المرحومَةُ بهذينِ المخلوقينِ العظيمينِ اللذينِ مهما أردنا الاقترابَ من معرفتِهِما كَلَّتِ الأقلامُ والألسنُ عن ذلك.
نعم أيها السادةُ إنَّهما عليٌّ وفاطمةُ إنهما (نفسه وبضعته) فهما كمالُ الإنسانِ، والإنسانُ الكامل.
لقدِ ﭐبتدأَتْ خطواتُ هذا المؤتمرُ العلميُّ المباركُ منذُ شهورٍ عدَّةٍ في الاستعدادِ له، كما هو الحالُ في المؤتمراتِ السنويةِ الاثني عشرَ السابقةِ، في ﭐستنهاضِ الأقلامِ البحثيةِ، والأفكارِ والعقولِ في الكتابةِ عن سيدِ الوصيينَ وسيدةِ نساءِ العالمينَ (عليهما السلام)، فكانَتِ اللجنةُ التحضيريةُ للمؤتمرِ المباركِ تسعى في استيعابِ جميعِ المحاورِ التي لم يُكْتَب فيها، أو كانت الكتاباتُ البحثيةُ فيها نادرةً وقليلةً، فضلًا عن حاجةِ المجتمعِ اليومَ إليها، فانتُقِيَتِ المحاورُ بعدَ سلسلةِ محاوراتٍ فكانَتِ النتيجةُ انْ تبلورَتْ محاوِرُهُ عَنِ المجتمعِ وبناءِ الأسرةِ وفنِّ القيادةِ والمعارضةِ السلميةِ والنزاهةِ ومكافحةِ الفسادِ وحقوقِ الإنسانِ للمرأةِ والطفلِ والشبابِ، ودورِ المرأةِ في بناءِ العقيدةِ والأخلاقِ، فضلًا عن دراساتٍ في نهجِ البلاغةِ والإعلامِ والتعايشِ السلميِّ وتحقيقِ المخطوطاتِ؛ محاولةً في إثارةِ العقولِ والأقلامِ لاستخراجِ دفائنِ المعارفِ والعلوم؛ إثباتًا لعنوانِ مؤتمرِنا العمليِّ (علي وفاطمة عليهما السلام وساطة فيض بين الحق والخلق).

فكانتِ النتائجُ بفضل الله تعالى كبيرةً، حيثُ تسلمَتِ اللجنةُ الخاصةُ٨ بتسلُّم البحوثِ (153) بحثًا, وبعد العرض الأول على هذه اللجنة المؤلَّفة من خمسة أفاضل لم يتم قبولُ (42) بحثًا؛ لعدمِ مطابقَتِها للمحاورِ الخاصةِ بالمؤتمرِ، أو شروطِ المشاركةِ، أو المنهجِ العلميِّ العام, ثم أُرْسِلَتِ البحوثُ المطابقةُ للمحاورِ إلى لجنةٍ علميةٍ من أساتذةٍ كرامٍ وأفاضِلَ في الجامعات العراقية وغيرها، فكانَ المقبولُ منها (82) بحثًا حاصلُ على درجة ( 70) أو أكثر وهي درجة قبول البحث في مؤتمرنا.
ختامًا ..
كُلُّ الشكرِ والتقديرِ لمَنْ كتبَ وساهمَ ولو بسطر في رحاب علي وفاطمة (صلوات الله عليهما) ..
وللأساتذةِ الأفاضلِ في اللجنةِ العلميةِ الذينَ بذلوا جهودًا كبيرةً في ذلك .. ولإخوتي في اللجنةِ التحضيريةِ الرئيسةِ، واللجانِ الفرعيةِ، والأقسامِ الساندةِ للعتبةِ المقدسةِ في سبيلِ إنجاحِ هذا المؤتمرِ السنويِّ الذي نرجو له دوامَ إشعاعِهِ الفكريِّ من رحابِ الإمامينِ الكاظمينِ الجوادينِ (عليهما السلام) ... إذ أن الإرث المعرفي الذي تركه أهل البيت عليهم السلام هو بحق طوق نجاة لهذه البشرية جمعاء إذا ما تدبرنا في هذه الكنوز المعرفية وابتعدنا عن التحزب والعصبية وتخلصنا عن ضيق الأفق وانحصار الافكار في فلك المادية العمياء، فمن أهم وظائف الباحث والأستاذ والمعلم هو إيصال محاسن كلامهم عليهم السلام إلى الأذهان والعقول التي حرمت هذا النور.. قال الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام: (رحم الله عبدا أحيا أمرنا) فقيل له: وكيف يحيي أمركم؟ قال عليه السلام: (يتعلم علومنا ويعلمها الناس، فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا).
أختم كلامي بقولٍ أوجهُهُ إلى مقامِ سيدِنا ومولانا إمامِنا صاحبِ الأمرِ نيابةً عن جميعِ الحضورِ الكرامِ، وخدمِ العتبةِ الكاظميةِ المقدسةِ بهذهِ الآيةِ المباركةِ ﴿يَٰا أيُّهَا ٱلْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا ٱلضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَٰعَةٍۢ مُّزْجَاةٍۢ فَأَوْفِ لَنَا ٱلْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَآ إِنَّ ٱللَّهَ يَجْزِى ٱلْمُتَصَدِّقِينَ﴾.

 

اللجنة التحضيرية

للمؤتمر العلمي الدولي السنوي الثالث عشر