خفقت رايات الحزن من جديد لتتقد معها نيران الأسى واللوعة في قلوب الموالين لذكرى استشهاد حجة الرحمن، وركن المؤمنين، الإمام الحسن العسكري "عليه السلام"، وإحياءً لهذه المناسبة الأليمة، أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة برنامجاً عزائياً خاصاً في رحاب الصحن الكاظمي بمشاركة خطيب المنبر الحسيني فضيلة الشيخ جعفر الوائلي، الذي أفاض في بحثه حول السيرة المباركة للإمام العسكري "عليه السلام" وانطباعات شخصيته ودوره في حمل مشعل القيادة الربّانية للحفاظ على معالم رسالة الإسلام المحمدي الأصيل.

كما أشار فضيلته إلى مآثره "عليه السلام" الإنسانية العظيمة وامتداده لشخوص أبائه وأجداده الطاهرين الذين ملؤوا الدنيا بفضائلهم ومناقبهم، فضلاً عن دوره ونشاطه القيادي والتوجيهي بصفته القائد لمواليه والمشرف على رعاية مصالحهم والقائم بالدفاع عن قضاياهم.

وتطرق إلى مدرسته الحافلة بالعلوم الإنسانية، فضلاً عن الإشارة إلى كيفية مواجهته للمواقف السياسية آنذاك حتى تم اغتياله من قبل السلطة العباسية الحاكمة بعد محاربة ضارية والتضييق عليه وعلى أتباعه "عليه السلام".

وأوضح فضيلة الشيخ الوائلي بعض المفاهيم الأخلاقية والتربوية التي يحتاجها مجتمعنا في الوقت الحاضر مشدّداً على أهمية تطبيقها لنيل رضا الله تعالى وشفاعة محمد وآله الأطهار.

كما تخللت المناسبة الأليمة إلقاء القصائد والمراثي باستضافة الرواديد الحُسينيين كل من: السيد علي الكيشوان، وهاشم الساعدي، وماهر الكربلائي، ومعتز الكاظمي، وحضور جموع المؤمنين ممن توافدوا لتقديم العزاء إلى الإمامين الجوادين، والإمامين العسكريين في سامراء "عليهم السلام" بهذا المصاب الجلل.