الصحن الكاظمي الشريف يشهد حركة دؤوبة للإرشاد والتبليغ الديني

على الرغم من النجاحات التي حققتها الزيارة الأليمة لذكرى استشهاد شباب الأئمة ونور الله في أرضه الإمام محمد بن علي الجواد "عليه السلام" في الأصعدة كافة، إلا أنه كانت هناك تجربة جديدة للعتبة الكاظمية المقدسة للإرشاد والتبليغ الديني، حيث استضافت العتبة المقدسة كوكبة من السادة الاجلاء والمشايخ الفضلاء من طلبة العلوم الدينية في حوزة النجف الأشرف بالتعاون مع وكيل المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني "دام ظله الوارف" في مدينة الكاظمية المقدسة سماحة الشيخ "حسين آل ياسين"، الذين تطوعوا للمشاركة في خدمة زائري الإمامين الجوادين "عليهما السلام"، فكان لهم دور كبير وحضور فاعل في إرشاد أعداد غفيرة من الموالين الوافدين لإحياء هذه المناسبة التي أفجعت قلوب المؤمنين، وذلك بتخصيص لهم أماكن داخل الصحن الكاظمي الشريف لتقديم نشاطاتهم وخدماتهم في مجال التبليغ والاستفتاءات الشرعية، حيث كان لهذه المبادرة الطيبة الأثر البالغ في النفوس, ولاقت ترحيباً وإقبالاً شديداً من لدنّ الزائرين، وعن هذه التجربة أجرينا لقاءات مع السادة والمشايخ لمعرفة نتائج هذه التجربة المباركة. كان أولها مع سماحة الشيخ أنور الفوادي ليتحدث قائلاً: قبل أن يكون هذا العمل تطوعاً، هو واجب شرعي على عاتق طلبة العلوم الدينية، مستشهداً بقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب "عليه السلام" (زكاة العلم إنفاقه)، فضلاً عن شعورنا بالمسؤولية تجاه مجتمعنا من أتباع أهل البيت ونستطيع أن نصفها فرصة ثمينة تم اغتنامها لأجل تأدية واجبنا تجاه زائري الإمامين الكاظمين"عليهما السلام"، حيث تواصلنا معهم من خلال الإجابة على أسئلتهم واستفساراتهم فيما يخص العبادات والمعاملات والعقائد والأخلاق . وتحدث سماحة السيد محمد عامر أبو الهيل قائلاً: هذه المبادرة مصداق لنشر علوم وفكر أهل البيت "عليهم السلام" والإجابة على بعض المسائل الشرعية والفقهية، مستشهداً بقوله تعالى: " وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ" ،نشكر الله تعالى على هذه النعمة المباركة التي أتاحتها لنا الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة، أيدها الله بتوفيقاته، التي هيأت الفرصة والأجواء لنتشرف بخدمة الزائرين الكرام. كما كان لسماحة الشيخ الدكتور حسام العبيدي كلمة بهذه المناسبة تحدث فيها قائلاً: أعظم الله أجورنا وأجوركم بمصاب الإمام محمد بن علي الجواد"عليه السلام"، إنه لمشروع موفق أطلقته العتبة الكاظمية المقدسة وبذلت قصارى جهدها في سبيل إنجاح وتطوير عملية التوجيه والإرشاد الديني في العتبة الكاظمية المقدسة، كما سُعدنا عندما التقينا بإخواننا وأخواتنا من المؤمنين والمؤمنات، ووجدنا إقبالاً كبيراً منهم للسؤال في شؤون شريعتهم وعقيدتهم الإسلامية، فكان العنصر النسوي هو بأمس الحاجة إلى تلك التوجيهات ونوعز ذلك بإنها قليلة الحظ في تواصلها المعرفي مع المؤسسات الدينية. وأضاف قائلاً: أن أكثر المسائل التي وردتنا تخص العبادات والمعاملات فضلاً عن بعض المسائل الاجتماعية والتربوية وما يخص مسائل الزواج والطلاق فقد استطعنا المساهمة بإصلاح ذات البين بفضل الله وبركات الإمامين الجوادين "عليهما السلام"، كما نشد على أيدي القائمين على هذه المبادرة الكريمة ونغبطهم على هذه الجهود فهنيئاً لهم هذا الأجر العظيم، ونتمنى منهم أن تعمم التجربة ليس بأوقات الزيارت المليونية فقط، بل حتى أيام الزيارة الاعتيادية . ولقاء آخر مع سماحة الشيخ مصطفى الفرهود قال فيه: إنها مبادرة مثمرة، فريدة بموضوعيتها، فإن تواجد المؤمنين ورغبتهم في الاسئلة والاستفسارات ووعيهم العالي قد أعطانا دافعاً معنوياً قوبلت بجهود واستقبال رائع من قبل طلبة العلوم الدينية المتواجدين لخدمتهم، وإن شاء الله تعالى أن تكلل هذه العملية بالنجاح ودوام التوفيق. وكانت لنا وقفة مع سماحة الشيخ رزاق الشويلي تحدث إلينا قائلاً: قضينا أوقاتاً طيبة مع الإخوة من المؤمنين والمؤمنات ونحن بجوار وحضرت الإمامين الجوادين " عليهما السلام"، وهذا شرف لنا أن نكون بين أهلنا من محبي أهل البيت "عليهم السلام"، في الوقت ذاته أشيد بالجهود المباركة وأتوجه بالشكر والثناء والاحترام لكل من ساهم في تهيئة الأجواء إلينا كمبلغين ومرشدين. وكان مسك الختام لقاءنا مع الشيخ "رياض الحمداني" الذي تحدث قائلاً: وجدنا عند بعض السائلين من الزائرين الكرام الرقي بالمستوى الثقافي والفقهي، وشريحة قد يتغلب عليها الطابع المعرفي فمن هذا النوع قد أثلج صدورنا عندما يتوجه بسؤال إلينا ونجيبه بأحكام الشريعة السمحاء، لا يسعنا الا أن نقول اللهم احفظ جميع الزائرين بحق محمد وآله الأطهار، ونتقدم بأحر التعازي إلى مقام الإمام صاحب العصر والزمان "عجل الله فرجه" وإلى مقام مرجعنا المفدى سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني" دام ظله الوارف" وإلى خَدَمَة العتبة الكاظمية المقدسة، ونتمنى أن نقدم هذه الخدمة الجليلة بكل ما بوسعنا وما يوجهنا به وكيل المرجعية المباركة في مدينة الكاظمية المقدسة سماحة الشيخ حسين آل ياسين بالمناسبات التي تشهدها هذه المدينة المقدسة .