الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة .. تحتفي بعيد الولاية الأعظم الغدير الأغر

لمناسبة حلول عيد الغدير الأغر، يوم تجديد البيعة التي عقد لواءها النبي الأكرم محمد "صلى الله عليه وآله" بيده لعلي بن أبي طالب "عليه السلام" يوم الثامن عشر من ذي الحجة عام 10هـ، ليسقي الوالهين من سلسبيل خيره وهدي نعمائه، ويفتح بمروره في كل عام العشق لمحمد النبي ولعلي الوصي وللأئمة من بعده "عليهم السلام" وإعلان العهد والولاء لصاحب الغدير وخليفة رسول ربّ العالمين على جميعِ المسلمين أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" بكل ألوان الولاء، فمن جنة الإمام الكاظم وحفيده الإمام الجواد "عليهما السلام"، شاركت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة الأمة الإسلامية أفراحها من خلال إقامة حفلها المركزي البهيج في رحاب الصحن الكاظمي الشريف، بحضور وفود العتبات المقدسة والمزارات الشريفة، والعديد من الشخصيات الحكومية والدينية والاجتماعية وجمع غفير من زائري الإمامين الجوادين "عليهما السلام".

استهل الحفل بتلاوة آيٍ من الذكر الحكيم شنف بها القارئ السيد عبد الكريم قاسم مسامع الحاضرين، بعدها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وألقاها عضو مجلس الإدارة المهندس جلال علي محمد بيّن فيها قائلاً: (من المؤكد أن لخطبة الغدير مكانة خاصة في السنة النبوية الشريفة لما حَوَته من مضامين وما رافَقَ الحدث من أجواء خاصة والتي اشتملت على مفاهيم عدة أعلنها النبي الاعظم محمد "صلى الله عليه وآله وسلم" في يوم غدير خم أمام آلاف المسلمين في حجة الوداع ومنها:

1- استمرار خط النبوة وعدم ضياع ثمرات جهد النبي "صلى الله عليه وآله" خلال ثلاث وعشرين عاماً في إبلاغ الرسالة الإلهية وبناء الأمة وجهاد أعدائها، وذلك بتعيين من يتولى حمل الأمانة وإدامة المسيرة النبوية.

2- بيان النبي "صلى الله عليه وآله" أن مسؤولية حفظ الإسلام وأمته تقع على عاتق خلفاء النبوة الذين اختارهم الله تعالى.

3- تعيين الخليفة تعييناً إلهيا وفق ما جرى في بعثة الأنبياء وخلفائهم من الاوصياء في سائر الأمم وبيان رقي أي أمة من خلال تعيين خليفة لقيادتها.

4- إتمام الحجة البالغة على الجميع من خلال إعلان رسول الله محمد "صلى الله عليه وآله وسلم" خليفة له على الملأ ووجوب اتباعه عندما قال: (اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله).

هذه الأهداف السامية جعلت من يوم الغدير انعطافة تاريخية لارتباطها بأصل من أصول الدين وهي الإمامة ولعل ذلك هو الذي جعل عيد الغدير من أعظم الأعياد إذ قال رسول الله محمد "صلى الله عليه وآله وسلم": (يوم غدير خمّ أفضل أعياد أمتي، وهو اليوم الذي أمرني الله تعالى بنصب أخي علي بن أبي طالب علماً لأمتي يهتدون به من بعدي، وهو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين، وأتمّ على أمتي فيه النعمة، ورضي لهم الإسلام ديناً).. كما قرن الله عز وجل اليوم الذي يئس منه الكافرون باليوم الذي أكمل فيه تعالى الدين، وأتم فيه النعمة ورضي فيه الإسلام دينا وهو يوم الغدير.. وأمر بعدم الخشية من الكافرين بل الخشية فقط من الله تعالى.. قال تعالى (الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ.. الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا).. ومما تقدم سنعرف مدى عظمة هذا اليوم وضرورة الاحتفاء به وإعطائه ما يستحق من مساحات في نفوسنا وضمائرنا وعقيدتنا وأهمية أن نربي أجيالنا على ذلك).

وكانت هناك مشاركة لموكب خدام الإمامين الجوادين "عليهما السلام" بمسيرة ولائية بمشاركة الخدم من أقسام وشعب مختلفة لتجديد البيعة صدحت فيها حناجرهم بالأهازيج والردات العلوية، وكان للشعر نصيب في الحفل المبارك حيث شارك الشاعر رسول العلياوي بقصيدة ولائية مطلعها:

العدلُ والانصاف فيكَ تجسدا *** وأفضت من كفيكَ أمواج الندا

 وكان لفرقة إنشاد الجوادين مشاركة في الحفل البهيج حيث صدحت بها الحناجر حبا وولاءً لأمير المؤمنين "عليه السلام" بأنشودة عنونها: (بَلّغ أمر الرحمن)، والتي حازت على المركز الأول في مهرجان (أنت العلي) الإنشادي الأول المُقام في العتبة العلوية المقدسة، أعقبها مشاركة للشاعر أبو يقين الصالحي بمجموعة من روائع الأبيات الشعرية بحب أمير المؤمنين "عليه السلام"، واختتم الحفل بالأهازيج والردات الولائية إذ أجاد فيها المنشد مصطفى المنشداوي وأضفى خلالها روح الفرح والبهجة والسرور في نفوس المؤمنين من زائري الإمامين الجوادين "عليهما السلام".