رحاب الصحن الكاظمي الشريف تحتضن افتتاح مؤتمر العمارة الإسلامية الدولي الأول

يعتبر التراث المعماري الإسلامي سجلاً لإبداع الأمة، ورمزاً من رموز عبقريتها، وذاكرةً حافظةً لقيمها، ومقوماً من مقومات هويتها الحضارية، ويُعد التراث المعماري علامة مضيئة وثمرة مشعة لهذا الإبداع الذي أسهمت به الحضارة الإسلامية في إغناء الحضارات الإنسانية وإثرائها، وبرعاية مباركة من قبل رئيس ديوان الوقف الشيعي الدكتور حيدر حسن الشمّري، أقامت كلية الإمام الكاظم "عليه السلام" للعلوم الإسلامية الجامعة، مؤتمر العمارة الإسلامية الدولي الأول في قاعة سيدنا الحمزة بن عبد المطلب "عليه السلام" في رحاب الصحن الكاظمي الشريف بعنوان: (العتبات المقدسة ومحيطها الحضري بين الأصالة والتجديد)، بحضور ممثلي العتبات المقدسة والمزارات الشريفة، وعددٍ من عمداء الجامعات والكليات، ونخبة من الأساتذة والأكاديميين.

وشهد المؤتمر إلقاء كلمات عدّة قدّمت الشكر والامتنان إلى الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة لرعايتها واستضافتها للندوات والمؤتمرات واهتمامها بالتراث الإسلامي، كما بيّنت أن العمارة الإسلامية للعتبات المقدسة والمزارات الشريفة هي رمز لهويتها الدينية وخصوصيتها منذ القرن الأول الهجري، وهي تندرج بعنوان ما تتسم به من معالم هندسية وجمالية ورمزية على مستوى الزخارف والنقوش التي تزين قبابها ومآذنها وإيواناتها وأروقتها ومشربياتها وأبوابها وجدرانها حتى أصبح يطلق على العتبة بالروضة كونها تسرُ النظر وتأسر القلوب، بل أضحت امتداداً تاريخيا لتراث الأئمة الأطهار "عليهم السلام"، ومن هنا تكمن أهميتها القصوى في حياتنا وتبرز القيمة العُليا لمعالمها العمرانية الرفيعة، وهي نقطة الانطلاق لإقامة المؤتمر النوعي التخصصي الأول والذي يسعى في المقام الأول الحفاظ على الأصالة والطراز المعماري وهو ما أولاه رئيس ديوان الوقف الشيعي الدكتور حيدر الشمّري من أهمية في الرعاية والتوجيه وهذا ما وضعته كلية الإمام الكاظم "عليه السلام" نصب أعينها من متابعة حثيثة ومستلزمات انعقاد هذا المُلتقى المبارك.  

بعدها بدأت أعمال الجلسة العلمية الأولى للمؤتمر التي تناولت في محورها الأول الفكر المعماري الإسلامي في العتبات المقدسة، والجوانب الفكرية والفلسفية في عمارة العتبات المقدسة وطرازها المعماري، والمحور الثاني استعرض الفضاء الحضري المحيط بالعتبات المقدسة، والجوانب الفكرية والفلسفية لمرتكزات الحفاظ على هوية المحيط الحضري، أما المحور الثالث فشهد موضوعات عن مقومات الاستدامة للعتبات المقدسة في العراق، وطرح مقومات الاستدامة في أصول إعادة إحياء وتأهيل واقع عمارة العتبات المقدسة، وضمان تنظيم مدخلات التطور التكنولوجي المعاصر في العتبات المقدسة ومحيطها الحضري (الدينية والاجتماعية والبيئية والحضرية). واختتم المؤتمر في يومه الأول بمداخلات وأسئلة السادة الحاضرين أثرتها من حيث الطرح والحوار وتم توزيع الدروع التذكارية والشهادات التقديرية على المشاركين.