الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة تنظّم مسيرة طلابية تضامنية لنصرة شعبنا الفلسطيني في غزة الجريحة
بتوجيه من قبل الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة، خادم الإمامين الكاظمين الجوادين الدكتور حيدر حسن الشمّري، نظّمت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وبالتعاون مع مؤسسة الفكر الحُسيني للتنمية والتطوير، وبالتنسيق مع عدد من الجامعات العراقية (بغداد، المستنصرية،التكنولوجية، التقنية الوسطى، ديالى) مسيرة طلابية حاشدة تزامناً مع ذكرى شهادة مولاتنا الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء "عليها السلام" ونصرة شعبنا الفلسطيني المظلوم تحت شعار: (من بضعة النبوة .. نستمد البطولة والجهاد والقوة)، بمشاركة مجموعة كبيرة من خدّام الإمامين الكاظمين "عليهما السلام" وبحضور نخبة من الأساتذة والشخصيات العلمية والأكاديمية، وكوكبة من الملاكات الإدارية والطلبة في الجامعات حيث انطلقت من شارع باب المراد متجهة صوب الصحن الكاظمي الشريف، صدحت حناجر المشاركين بالهتافات التي تدعو إلى استنهاض الضمير الإنساني العالمي، والتنديد بالعدوان الصهيوني، ودعوتهم إلى إيقاف جرائم الحرب ضد الإنسانية التي يشنها جيش الاحتلال في قطاع غزة الجريحة التي راح ضحيتها آلاف الشهداء والجرحى من الشعب الفلسطيني، فضلاً عن انتهاك حرماته ومقدساته وفرض الحصار وتجويع شعب غزة المظلوم.
واختتمت المسيرة بوقفة احتجاجية في رحاب الصحن الكاظمي الشريف ألقى خلالها المستشار الديني والثقافي للعتبة الكاظمية المقدسة فضيلة الشيخ عماد الكاظمي كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة جاء فيها قائلاً: (نجتمع اليوم في رحاب العتبة الكاظمية المقدسة لنجدد عهدنا وولاءنا بأهل بيت رسول الله "صلى الله عليه وآله"، الذين أمرنا الله تعالى بمودتهم حيث قال عز وجل: (قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)، فمودتهم هو الحبل المتين الذين يجب أنْ نتمسك به؛ للنجاة من كُلِّ ضلال يواجه الإنسان في الحياة، فهم أهل بيت النبوة، وموضع الرسالة، ومختلف الملائكة، وهم كفسينة نوح مَنْ ركبها نجا ومَنْ تخلف عنها غرق وهوى ..
نجتمع بذكر شهادة مولاتنا الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء "عليها السلام" التي هي بضعة النبي الأكرم "صلى الله عليه وآله"، وزوج أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وأم الأئمة "عليهم السلام"، فأي منزلة عظيمة لها في الإسلام، إذ هي حلقة وصل بين النبوة والإمامة .. بل هي أمُّ أبيها وبضعته، وهي التي يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها، وهي الصديقة والبتول والراضية المرضية، هذه الصفات التي تجلت في شخصيتها المباركة، والتي ٱنبثقت من القرآن الكريم بما يدلُّ على وجودها الأكمل في هذا العالم، فكانت كما أرادها الله تعالى قدوة وأسوة..
إنَّ وقفة الزهراء "عليها السلام" في الدفاع عن تعاليم الشريعة المقدسة هي نهضتها المباركة في سبيل الدفاع عن المقدسات، وقفت تصرخ بالأمة (أنَّ اللهَ جعلَ الإيمانَ تطهيرًا لكم من الشرك)، فهي تذكِّرهم بأهم أصل من أصول الدين، وعظمة العقيدة وأثرها في بناء الفرد، وعظمة العقيدة في بناء الأمة، وآثار ذلك في تهذيب الإنسان من عبودية غير الله تعالى مهما كان ذلك الغير .. ثم صرخت بالأمة (أنَّ اللهَ جعلَ لكم الصلاةَ تنزيهًا لكم عن الكِبْر) وهي تذكِّرهم بأهم فرع من فروع الدين وهي (الصلاة) وعظمتها في بناء الإنسان والأمة .. إلى آخر ما كان من نهضتها المباركة .. إنَّ هذه المواقف العظيمة من السيدة الزهراء "عليها السلام" في الدفاع عن الإسلام إنما هي دروس كبيرة للمسلمين في بذل قصارى جهودهم للتأسي بها، والدفاع عن الإسلام ومقدساتها أينما كانت ..
لا يخفى عليكم ما تمرُّ به الأمة الإسلامية اليوم من حملة صهيونية عالمية ضد مقدساتنا في فلسطين، هذه الأرض التي ٱغْتُصِبَت منذ عقود من الزمن من قبل الكيان الصهيوني المحتل، وعانى أهلُها تلك المعاناة الكبيرة من قبل ذلك الكيان على مدى عقود من الزمن، حيث هجَّر أهلها، وصادر أراضيها، وٱستبدل مواطنيها باليهود الذين أتى بهم ليؤسس كيانًا مزعوماً لهم، ولكن كُلَّ تلك المحاولات البائسة اليائسة لم تُطْفِىء جذوة الجهاد والمطالبة بالحقوق المغتصبة لأهلها، وكانت آخرها تلك الملحمة الكبيرة لـ(طوفان الأقصى)، والتي كانت هي الأقسى على ذلك الكيان الغاصب من شعب ثائر مجاهد، فصار يقابل إخوتنا في قطاع غزة بطائرته ومدافعه وقنابله، ويقتل المدنيين من الشيوخ والنساء والأطفال، ويهدَّم الدور والمستشفيات والمؤسسات، ظنًّا منه أنه سيقضي على تلك الجذوة في الجهاد والدفاع عن المقدسات، بل ومن أغرب هذه الحملة الوحشية وقوف بعض الدول الكبرى معه وتقديم العون له في قتل الأبرياء ومساعدته على الاحتلال.
بوركت جهودُكُم وأصواتُكُم ونداءاتُكُم وصرخَتُكُم من أجل المقدسات .. بوركت ٱستجابَتُكُم لنداء الإسلام في الدفاع عن المقدسات .. بوركت وقفَتُكُم في دعم المجاهدين الفلسطينيين عن المقدسات .. بوركت أرض العراق ومقدساته التي ستبقى تنجب الأغيار على المقدسات .. وأسأله تعالى أنْ يعجل الفرج والنصر لإمام المسلمين صاحب العصر والزمان (عليه السلام)؛ ليملأ الأرض قسطًا وعدلًا بعد ما ملئت ظلمًا وجورًا.
ختامًا كل الشكر والتقدير للجامعات والكليات وأساتذتهم وللطلبة المشاركين بهذه المسيرة الكبرى والشكر الجزيل للأساتذة القائمين على هذه المسيرة بجهودهم الكبيرة من أجل نجاحها والشكر موصول لإخوتي في العتبة الكاظمية المقدسة على جهودهم الكبيرة المبذولة من أجل ذلك .. والشكر موصول لكُلِّ العاملين والمشاركين والداعمين والساندين لها .. وأسأله تعالى أنْ يتقبلها منهم بأحسن قبوله.