مراسم استبدال الرايات بمناسبة ذكرى استشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب "عليه السلام"

إحياءً للذكرى السنوية والفاجعة الأليمة لاستشهاد إمام الموحدين وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب "عليه السلام"، وتجديداً للعهد والولاء للرسول الأكرم وآله الأطهار، أقيمت في ليلة التاسع عشر من شهر رمضان المبارك مراسم استبدال الرايات الخضراء التي تخفق فوق القبتين الشامختين للإمامين الجوادين "عليهما السلام" برايات الحزن السوداء في رحاب الصحن الكاظمي الشريف ، وجرت بحضور الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة أ. د "جمال الدباغ" والسادة أعضاء مجلس الإدارة ورؤساء الأقسام وخَدَمَة الإمامين الجوادين وبمشاركة جمع غفير من الزائرين الكرام. استهلت بتلاوة معطرة من الذكر الحكيم شنّف بها القارئ المصري الشيخ " أحمد عبد الحي " أسماع الحاضرين بعدها ألقى أ. د "جمال الدباغ" كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة تحدث فيها قائلاً: " نجتمع اليوم وإياكم على ثرى القداسة وفي رحاب الطهر والكرامة لرفع رايات الحزن والحداد فوق قبتي الإمامين الجوادين "عليهما السلام"، رايات الأسى التي تصطبغ بدماء الشهادة وتبتل بدموع اليتامى وهم يصطرخون على أبواب كافلهم يوم امتدت إليه يد أشقى الأشقياء مرتكبا جريمة العصور باغتيال حبيب رسول الله "صلى الله عليه وآله" بضربة غدر اهتزت من هولها السموات العلى وهتف حزنا جبرائيل في عنان السماء مناديا: " تهدمت والله أركان الهدى وانفصمت العروة الوثقى قتل الإمام المرتضى قتل ابن عم المصطفى قتل اتقى الأتقياء قتله أشقى الأشقياء ". وأضاف قائلاً: إن الإمام علي "عليه السلام" لم يكن يوما ببعيد عن الأمة وإن فارقها باستشهاده فهو يعيش في صميم ضمائرها الحية ويتنفس في صدورها النقية ويتدفق في قلوبها الطاهرة بعظمته وعنفوانه المتجدد وعدالته وسماحته ورحمته وعطفه، وإننا إذ نقف اليوم وقفة حزن وحداد لاستشهاده "عليه السلام" نعلن استنكارنا لكل مظاهر الظلم والفساد والطغيان كما نستنهض ونناشد معها الضمير العالمي لاستنكار كل ذلك والتصدي للظلم والقتل والاستبداد، وندعو كل مؤسسات المجتمع الدولي والعالمي أن يكون لها دور في التصدي للدول الداعمة للإرهاب والساندة له، وان ما ترتكبه المجاميع الظلامية وغيرها من المنظمات الإرهابية في عالمنا الإسلامي بشكل عام وفي بلدنا العزيز بشكل خاص ليس بالشيء الهين، وإنما هو استخفاف بقيمة الإنسان وكرامته من خلال ممارسات القتل والإبادة الجماعية والتهجير ألقسري. إننا نقف اليوم صفا واحدا مع مرجعيتنا الرشيدة المتمثلة بآية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني "دام ظله الوارف" رافعين رايات الجهاد مع قواتنا المسلحة حتى النصر المؤزر على مجاميع الإرهاب والتكفير وندعو أبناء شعبنا بالثبات والصلابة، كما ندعو أبنائنا بالتمسك بدينهم ومعتقداتهم والإيمان بالله سبحانه وتعالى فهو ثقتنا بالأمور كلها والتمسك بالعترة الطاهرة من آل بيت رسول الله، سائلين المولى عز وجل أن يحفظ شعبنا ويسدد مرجعيتنا الرشيدة وان ينصرنا على عدونا انه سميع مجيب". بعدها ارتقى المنصة سماحة الشيخ "حبيب الكاظمي" وألقى محاضرة دينية بهذا المصاب الجلل رفع فيها أحر التعازي إلى مقام الإمامين الجوادين باستشهاد جدهما أمير المؤمنين "عليهم السلام" وبيّن في حديثه إلى أهمية هذه المناسبة الأليمة وإن ما يقام من شعائر ومراسم ورفع لرايات السواد والحِداد إيذانا بالحزن والأسى هو انعكاس لما يقام من عزاء في عالم العرش استدلالا بقول جبرائيل "عليه السلام" عندما قال (تهدمت والله أركان الهدى..)، ووصفها سماحته بانها مناسبة متجددة كتجدد ليالي القدر. وأشار إلى خُلق التلميذ الأول أمير المؤمنين "عليه السلام" مع أستاذه الأول رسول الله "صلى الله عليه وآله" بانه إمام ارتقى صهوات المجد واجتمعت فيه مقومات الصلاح والإصلاح، مؤكداً بضرورة التأسي بسيرته الشريفة المباركة، لأنه عنوان لدستور شاملٍ لكل المعاني السامية.. كما تخلل الحفل التأبيني مشاركة شعرية حيث ألقى الشاعر الحسيني " مهدي جناح الكاظمي" قصيدة رثائية بعنوان "جراحات القرآن" رسم فيها صورة رائعة عبرت عن مدى الحزن والألم الذي أصاب نفوس موالي أهل البيت بفقدان الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" الذي كان نبراسا يستضاء به في ميادين الكرم والشجاعة والبلاغة والعلم والمعرفة ومنها هذه الأبيات: والشمس لا عجبٌ إذا هي أذعنتْ لك حينَ مالت للغروب ردَدتها يا طاعم المسكين قُرص رغيفــــهِ وعلى الطوى غُرَّ السنين طويتها لو كان قرص الشمس كنت وهبتهُ أو كانت الدنيا فأنت وهبتها خَطَبتك فاتنــــة الرجال وعندمــــا عَرَضَتْ عليك لُبابها طَلَّقتها بعدها أستمع الحاضرون إلى مقطع صوتي تسجيلي لقصيدة "راية علي الكرار حامي الحمية" للرادود الحسيني حمزة الصغير "طاب ثراه" كما شهد الحفل التأبيني إنشاد بعض المراثي بمشاركة الرادود الحسيني "كرار الكاظمي" حتى أستمرت فقرات منهاجه بقراءة القصة الكاملة لواقعة استشهاد أمير المؤمنين "عليه السلام" من قبل الحاج " نعيم السعدي" .