الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة تحتفي بذكرى ولادة أمير المؤمنين وحفيده الإمام الجواد "عليهما السلام"

تزّينت أجواء الصحن الكاظمي الشريف ابتهاجاً بولادة فريدة من نوعها عطرت جبهة التاريخ ألا وهي ولادة وصي رسول الله، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وذكرى ولادة حفيده تاسع الأئمة الهداة الإمام بن علي محمد الجواد "عليهما السلام"، إذ أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وبرعاية كريمة من قبل أمينها العام خادم الإمامين الكاظمين الجوادين الدكتور حيدر حسن الشمّري حفلها المركزي البهيج احتفاءً بهاتين المناسبتين المباركتين، بحضور عدد من الشخصيات الدينية والاجتماعية وجمع غفير من زائري الإمامين الجوادين "عليهما السلام" الذين جاءوا للتشرّف بإحياء هذا الحفل المبارك مؤكدين التزامهم بالنهج الرسالي والارتباط الوثيق بأهل بيت النبوة "عليهم السلام".

استهل الحفل بتلاوة آيٍ من كتاب الله العزيز شنّف بها أسماع الحاضرين خادم العتبة المقدسة القارئ قاسم الزاملي، تلتها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وألقاها أمينها العام قدم فيها التهاني والتبريكات إلى الأمة الإسلامية بهذه المناسبتين المباركتين، وبيّن قائلاً: (إن خصائص أمير المؤمنين "عليه السلام" وتميّزه بإيمانه العميق وجهاده المستميت منذ صدر الإسلام وحتى آخر عمره، والعدالة الأصيلة التي حيّرت حتى أعداءه وآمن بها لا المسلمون فقط .. بل المنصفون في العالم من غير المسلمين، حتى أصبحوا يفتخرون بكلمته التي أوصى بها مالكَ الأشتر "رضوان الله عليه" عندما ولّاه مِصراً (الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق) إذ أصدرت الأمم المتحدة في العام 2002 تقريراً باللغة الإنكليزية بمائة وستين صفحة أعده برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الخاص بحقوق الإنسان، حيث تم فيه اتخاذ الإمام عليّ ( عليه السلام ) من قِبَل المجتمع الدولي شخصيةً متميزة، ومثلاً أعلى في إشاعة العدالة والرأي الآخر واحترام حقوق الناس جميعاً مسلمين وغير مسلمين وتأسيس الدولة على أسس التسامح والخير والتعددية.

واستعرض في حديثة عن إمامنا الجواد "عليه السلام" بأنه كان ظاهرة مميّزة في تصدّيه وهو حدث السّن لإمامة الأمة الشرعيّة وارتقائه معارج العلم وهو فتى يرجع إليه كبار العلماء يسألونه ويستفتونه.. ولم يجاره في سنه المبكرة للإمامة سوى حفيده الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف.. فقد كان أفضل وأكمل إنسان في عصره علماً وعملاً وأخلاقاً، وأدهش العلماء الكبار وأفحمهم وهو حدث صغير السّن، وتسلّم مسؤولية الإمامة وهو لا يتعدّى السنة التاسعة من عمره الشريف.. وقد حمل "عليه السلام" على عاتقه هداية المجتمع بأساليب تربوية شتى ومنها توجيه الأحاديث والوصايا إلى الناس كقوله عليه السلام: (من أصغى الى ناطق فقد عبده، فإن كان الناطق عن الله فقد عبد الله، وإن كان الناطق ينطق عن لسان أبليس فقد عبد أبليس)..

وشهد الحفل إطلالة متميزة للشاعر مرتضى الذهيباوي، وكان لفرقة إنشاد الجوادين أداء متميز بهذه المناسبة في قصيدة بعنوان: (ولد ولي الله الأعظم)، كما تخلل الحفل تكريم رئيس هيئة المواكب الحسينية في العراق الحاج صلاح بنانة وذلك تقديراً لمسيرته في خدمة الهيئات والمواكب الحسينية، ومشاركة للطفل محمد ثامر الفضيل من قضاء سهل نينوى، واختتم الحفل بتألق الرادود الحُسيني عبد الرحمن النصيري بروائع الكلمات والأهازيج الجميلة معبّراً عن الولاء المُطلق لصاحبي الذكرى "عليهما السلام" ليزرع الفرحة والبهجة والسرور في نفوس الحاضرين.