الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة تحيي ذكرى شهادة مشكاة آل محمد "عليها السلام"

من دأب الأمم العظيمة تمجيد شخصياتها المتميزة ورموزها وعلمائها على مرّ التاريخ في المحافل والمجالس والمؤتمرات تقديراً لجهودهم الاستثنائية في خدمة شعوبهم وتطورها، فكيف إذا كانت تلك الشخصية هي سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين الزهراء البتول "عليها السلام" التي تمرّ علينا ذكرى شهادتها في هذه الأيام الأليمة، فحريّ بنا أن نقيم لها مآتم العزاء وإحياء تلك الذكرى عبر منابر الهداية والصلاح ونستذكر أمجادها "عليها السلام" ومواقفها وتضحياتها الجسيمة في الحفاظ على الدين الإسلامي وضمان ديمومته، إذ أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة مجالس العزاء والتأبين لإحياء شهادة الصديقة السيدة فاطمة الزهراء "عليها السلام"، والتي استمرت لمدة ثلاث ليالي بمشاركة خطيب المنبر الحسيني فضيلة الشيخ عبد المنير الجابري، حيث استعرض خلال سلسلة محاضراته القيّمة بحثاً عن فضل زيارة السيدة الزهراء وقَبَسات من خطبتها "عليها السلام" التي تسمو بالقيم والفضائل والمُثل التي جسّدتها "عليها السلام" نهجاً وسلوكاً، وما احتوته من معارف الدين وأسس العقيدة وأصول الاعتقاد، كما استفاض من نمير عصمتها الأثر الفكري والعلمي والمعرفي كونها حلقة الوصل بين النبوة والإمامة.

كما أشار فضيلته في جانب آخر من محاضراته إلى الدروس الأخلاقية والتربوية المستخلصة من عفاف الحوراء الأنسية "عليها السلام"، وأبعادها الإنسانية الإيمانية والرسالية والاجتماعية، وأثرها الفاعل في مواجهة التيارات والأفكار والثقافات المنحرفة، مؤكداً على ضرورة اقتداء المرأة المسلمة بالهيبة الفاطمية والتأسي بها.

وأعقب ذلك قراءة القصائد الرثائية بمشاركة مجموعة من الرواديد الحُسينين والتي عبّرت عن عِظم هذه المصيبة التي تجدّدت فيها أحزان أهل البيت "عليهم السلام" ومواليهم وأتباعهم.