رحاب الصحن الكاظمي الشريف تشهد مُلتقى الطوائف والأديان

لأجل إدامة روابط المنظومة القيمية والاجتماعية والثقافية والدينية التي يرتبط بها أبناء المجتمع العراقي، وإشاعة مفاهيم التسامح والاعتدال والانطلاق بركب الحياة الإنسانية الى الأمام وفق مبدأ التوافق والانسجام، وبرعاية مباركة من قبل الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة خادم الإمامين الكاظمين الجوادين الدكتور حيدر حسن الشمّري، انطلق في رحاب الصحن الكاظمي الشريف مُلتقى الطوائف والأديان الذي أقيم ضمن فعاليات مهرجان ربيع الولادة الرابع تحت شعار: (على صراطِ أحمدٍ)، بمشاركة كوكبة من علماء الدين الأفاضل.

وشهد المُلتقى كلمة للأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة ألقاها نائب أمينها العام المهندس سعد محمد حسن بيّن خلالها قائلاً: (أنه ليوم مبارك أن نلتقي في رحاب هذه البيوت الطاهرة لنحتفي بذكرى ولادة سيد الكائنات وأشرف المخلوقات النبي الهادي المصطفى محمد "صلى الله عليه وآله وسلم" وحفيده الإمام جعفر الصادق "عليه السلام"، ولادة ما أعظمها إذ عم الوجود نورها فأخرجت بها البشرية من الظلمات بكل أشكالها إلى نور العلم والهداية والصراط المستقيم.

وأن البشرية اليوم والمسلمين عليهم أن يلجأوا إلى ذلك المنهج الإنساني العظيم الذي آتى به النبي الخاتم "صلى الله عليه وآله وسلم" بعد أن فشلت جميع المناهج الوضعية التي أدعت صلاح الإنسان وتربيته وعلينا نعي خطورة مخططات أعداء الإسلام الذين عملوا على اتجاهات متعددة ومختلفة للتفرقة وتمزيق الأمة.  

أكد في حديثه إن الديانات السماوية عامة تدعو إلى الحوار واحترام مبادئ العدل والمساوات بين الناس واحترام خصوصية كل دين ومذهب ضمن المجتمع الواحد، وضرورة الحفاظ على الثوابت والمشتركات بين الأديان والطوائف بما يخدم الأمن والسلم الأهلي، والوقوف ضدّ مشاريع التقسيم وإفشال جميع المخطّطات التي يريدها أعداء العراق والإنسانية، ونشر أفكار الوئام والإيمان بالتقارب والتعايش السلمي ونبذ الطائفية والعنصرية بجميع صورها وأشكالها.

وشدد في حديثه على ضرورة الرجوع لكتاب الله وسنّة نبيّه وأهل بيته "عليهم السلام" لحلّ جميع الإشكالات، واستثمار الخطب الدينية والتثقيفية التي تحثّ على عامل الوحدة، وتعزيز الوعي لدى المجتمعات الإسلامية وغيرها بشأن التسامح والحوار والتنوع الثقافي والديني والمذهبي والاحتكام إلى العقل والمنطق، وأن يكون هذا المُلتقى وصاحب هذه الذكرى النبي الأكرم محمد "صلى الله عليه وآله وسلم" وحفيده سادس الأئمة الإمام الصادق "عليه السلام" منطلقاً لتحقيق ما يصبون إليه باعتبارهم القدوة والمثل الأعلى في التعايش السلمي وعوامل التوحيد بين الطوائف كافة).

أعقبها كلمة الوقف القادري والتي ألقاها فضيلة الشيخ الداعية عفيف الدين الكيلاني قائلاً: (ونحن بجوار سيدنا مولانا الإمام موسى بن جعفر الكاظم وحفيده الإمام محمد بن علي الجواد "عليهما السلام" أمدنا الله بمدادهم وشملنا بشفاعتهم ونفعنا من بركاتهم في الدنيا والآخرة أن نتشرف لنكون جزءاً من هذا المُلتقى المبارك الذي أعدته متفضلة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة احتفاءً بمهرجان ربيع الولادة منطلقة من قوله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا)، فاجتماعنا في هذا المُلتقى هو نعمة من نعم الله وبركاته علينا لأنه تحقق في زمان ومكان عظيمين ألا وهي ولادة سيد الخلق والرحاب القدسية للإمامين الكاظمين، أما أهدافه ومدلولاته فتكمن بأن أحباب هذا الدين هم يجمعون ولا يفرقون بل يسعون إلى نشر رسالة المحبة والتآخي والسلام التي رفع شعارها الرسول الأعظم وأهل بيته "عليهم السلام")  .

واختتم الحفل بمشاركة فرقة إنشاد الجوادين والقارئ علي ماهر بقراءة مجموعة من المدائح والابتهالات الدينية.