مهرجان العقول السنوي التاسع

للتفوق والنجاح طعم جميل للوصول إلى الغايات المنشودة، وطموح مشروع لا محدود، وركيزة من الركائز المهمة التي تدفع بعجلة تقدم الأمة ورقيها وتطلعها نحو مستقبل مشرق، واليوم مدينة الكاظمية المقدسة تفتخر بطلبتها المتفوقين والمتميزين وتحتفي بهم مؤمنةً بأنها سترفد العراق بتلك الطاقات والكفاءات العلمية لأجل المساهمة في رقيه وبنائه، لذا شاركت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية بوفد ترأسه أمينها العام أ.د "جمال عبد الرسول الدباغ" في حفل اختتام مهرجان العقول السنوي التاسع المنعقد للمدة من 4 ـ 8 /6/2014م لتكريم المتميزين والمتميزات في المراحل المتوسطة والإعدادية والثانوية والذي حرص مسجد آل ياسين في مدينة الكاظمية المقدسة على إقامته وللسنة التاسعة على التوالي . استهل الحفل بتلاوة آيات مباركة من الذكر الحكيم شنف بها قارئ العتبة الكاظمية المقدسة الحاج "همام عدنان " أسماع الحاضرين، تلتها كلمة الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة أ. د "جمال الدباغ"والتي أشار فيها إلى مفهوم مفردة "العقل " وذكر إنها نعمة من نعم الله تعالى وينبغي أن تشكر ويجب أن تسخر لتكون في طاعة الله دائماً وأبداً، مستشهداً بذلك بقوله تعالى : " وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ" أي اصحاب العقول التي تتأمل بخلق السموات والارض، كما بيّن أهمية العلم والعقل من خلال ما ورد في أحاديث الأئمة الأطهار قائلاً: عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب "عليه السلام" قال: (يتفاضل الناس في العلوم والعقول لا في الأموال والأصول) وقوله "عليه السلام": (العلم مصباح العقل).. بعدها تطرق إلى عبارة التفوق فوصفها بأنها هدف مهم من أهداف الحياة، وعندما نرتقي سُلّم العلم والمعرفة يمكننا أن نكون مواطنين صالحين قادرين أن نعمل للوطن ونعزز انتماءنا إليه ونؤدي ما علينا من حقوق وواجبات تجاهه. وعرج في حديثه إلى دور المسجد قائلاً : اعتاد هذا المسجد المبارك على إقامة هذه المهرجانات منذ تسع سنين وهو مستمر في برنامجه المعطاء، والكل يعلم أن المساجد هي الأمكنة التي يعبد فيها الله تبارك وتعالى، ولها أدوار مهمة في حياة المسلمين، وإذا أردنا أن نستذكر التاريخ وما كان يشهده المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، فضلاً عن شواهد كثيرة أخرى من بينها مسجد الكوفة المعظم ومدرسة الإمام الصادق"عليه السلام" وفي حياتنا القريبة نذكر من تلك الشواهد في النجف الأشرف المسجد الهندي ومسجد الطوسي التي امتازت بحلقاتها العلمية، وكذلك مسجد آل ياسين المبارك الذي اجتمعنا فيه اليوم والذي يعد من أهم المدارس العلمية في مدينة الكاظمية المقدسة التي أسسها سماحة الشيخ المرحوم "محمد حسن آل ياسين الكبير" منذ حوالي 150 عاماً، وتميزت هذه المدرسة بتاريخها الحافل بنشاطاتها واحتضانها للشباب الواعي المثقف، حيث كانت تلقى فيها المحاضرات العلمية والثقافية من قبل سماحة الشيخ"محمد حسن آل ياسين" الذي حاول من خلالها أداء رسالته الإنسانية واستطاع أن يحتضن الشباب آنذاك وتوجيهه نحو الحفاظ على هويته الإسلامية في ظل عواصف التيارات الفكرية وتداعيات الظروف الاجتماعية .. كما بيّن دور الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة ودعمها لجميع النشاطات والمشاريع العلمية والثقافية بهدف النهوض بشريحة الشباب للوصول إلى غاية الطموح في تنمية خططها في مجال التربية والتعليم واهتمامها في دعم المسيرة التربوية لأجل إعداد جيلٍ تربويٍ متسلح بالعلم والمعرفة باعتبار هؤلاء الفتية هم الثروة الحقيقية للوطن . بعدها ارتقى المنصة سماحة الشيخ "أوس سامي الأصفر" عضو مكتب سماحة المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني في أمريكا الشمالية ليلقي كلمة بهذه المناسبة الكريمة أفاض فيها حول أهمية العلم في حياة الفرد والمجتمع مستشهداً بذلك عن مسيرته العلمية الحافلة بالجهد والاجتهاد وكيفيه وصوله إلى هذه المراتب العليا بعد ما منّ عليه الباري عز وجل بنعمه من الصدق والإخلاص والتفاني في دراسته وحياته اليومية. ثم جاء دور سماحة الشيخ "حسين آل ياسين" ليدلي بدلوه في هذه المناسبة الكريمة قائلاً: للعام التاسع على التوالي نتواصل في خدمة المجتمع والأسرة لنشاركهم في أفراحهم، بفلذات أكبادهم ونساهم في تنمية هذه البذرة لتكون شجرة طيبة مثمرة مباركة، وهنأ خلالها أمهات المتفوقين وأثنى على آبائهم وأشاد بجهود الهيئات التدريسية والطلبة الذين استثمروا فرص النجاح والتفوق متمنياً لهم مستقبلاً واعداً، مبيناً الهدف المبتغى من هذا المهرجان وهو بث الثقة في نفوس أبنائنا المتفوقين ورسم الفرحة في وجوههم وترسيخ المبادئ الإنسانية والإخلاقية وتجذيرها في سلوكيات مَن سيعتمد عليهم مستقبل العراق، فضلاً عن إشاعة روح الحب والتآلف في المجتمع. كما حث الحضور على كيفية استقبال شهر رمضان المبارك مؤكداً في حديثه على استغلال أوقاته والتقرب فيه إلى الله عز وجل والنبي الأكرم وأهل بيته الأطهار"عليهم السلام" بخالص النوايا والأعمال. وشهد الحفل فعالية لمتفوقات مؤسسة العين الخيرية واختتم بتقديم الدروع إلى الطالب "علي ضياء جعفر" في متوسطة التكامل الأهلية المرحلة الأولى والحاصل على معدل (98,1) والطالب"عباس رياض عباس" من إعدادية طالب السهيل في الرابع والحاصل على معدل (97,8) كما وزعت الشهادات التقديرية والهدايا على الحضور من الطلبة والمتفوقين.