الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة تحيي ذكرى ولادة مهدي الأمة والذكرى الثامنة لصدور فتوى الدفاع الكفائي

لمناسبة ذكرى ولادة بقيّةٌ الله من آدم، وذخيرته من نوح، ومصطفاه من إبراهيمَ، وصفوته من محمد "صلوات الله عليهم أجمعين" الخلف الصالح من أئمة الهدى الإمام المهدي المنتظر "عجل الله فرجه الشريف"، والذكرى الثامنة لصدور فتوى الدفاع الكفائي المباركة أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة حفلها المركزي البهيج بهذه الذكرى العطرة، بحضور نائب الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة المهندس سعد محمد جسن، وأعضاء مجلس الإدارة الموقر، والعديد من الشخصيات الدينية والاجتماعية وجمع غفير من زائري الإمامين الجوادين "عليهما السلام".
استهل الحفل بتلاوة مباركة من الذكر الحكيم شنّف بها قارئ العتبة المقدسة الشيخ عامر الخفاجي أسماع الحاضرين، تلتها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة ألقاها نائب أمينها العام قائلاً: ( فهذهِ الولادةُ التي نحتفي بها إنما هي ٱحتفاءٌ بالمبادىءِ الإنسانيةِ والإسلامية، والسعيُ نحو آمالِ الأمةِ التي تبحثُ عن سعادَتِها، وليست مجرَّدُ ٱجتماعاتٍ نتحدثُ فيها عن سيرةِ إمامِنا المباركةِ عامةً، بل هي عقيدةٌ راسخةٌ يجبُ علينا أنْ نعملَ على تحقيقِ مقدماتِها للوصولِ إلى نتائِجِها المباركَة، فَمُقَدِّماتُها هو إعلانُ البيعةِ والولاءِ والعهدِ على إمامتِهِ (صلواتُ اللهِ عليه)، ونتائِجُها الارتباطُ العقائديُّ به، والاستعدادُ لظهورِهِ الشريف، وتحقيقُ ما تصبو إليهِ دولَتُهُ الكريمة، وهذا يتطلَّبُ من الجميعِ معرفَةُ ذلكَ، والعملُ على أساسِهِ، ونشرُ الثقافَةِ المهدويةِ في المجتمع، من خلالِ فعالياتٍ متعدِّدَةٍ تقومُ بها المؤسساتُ المختلِفَةُ، وما وجودُنا في هذا المكانِ المقدَّس إلا هو واحدةٌ من تلكَ الفعالياتِ المهدويَّةِ في الأمة.
وأضاف: وأما مولودُنا الآخَرُ الذي شهدناهُ وعاصرناهُ وتشرَّفنا أنْ نكونَ تحتَ لوائِهِ، والإجابَةِ لندائِهِ، هي تلك الفتوى التاريخيةُ لسماحةِ سيدِنا المفدى التي ٱنطلقَتْ في مثلِ هذهِ الأيامِ قبلَ أعوامٍ ثمانية، فكانَ الصادِحُ بدعوتِها نائبُ مَنْ نحتفي اليومَ بولادتِهِ المباركة (عليه السلام)، وكانَ مكانُ ٱنطلاقِها بقعةَ الأحرارِ والفداء من أجلِ العقيدةِ والمقدسات، كربلاءَ الإباء، كربلاءَ سيدِ الشهداء (عليه السلام)، هذهِ البقعةُ التي ما زالت منذ أربعةَ عشرَ قرنًا تُذكِّر البشريةَ أنَّ الدماءَ الزاكيةَ سيبقى صداها في ضميرِ الأمة ما بقيَتْ الدنيا، ويتوارثُ لِوَاها الأحرارُ جيلًا بعدَ جيل.
ومن مصاديق الإباء والتضحية والفداء هي الانتفاضة الشعبانية المباركة التي نعيش ذكراها هذه الأيام ونستذكر تضحيات المؤمنين من أجل العقيدة والوقوف ضد الظلم.. ).
أعقبها عمل إنشادي مشترك قدمته فرقة إنشاد الجوادين وفرقة أشبال الجوادين بعنوان: (الانتظار سبيلنا لصاحب العصرِ).
بعدها تألق الشاعر الأديب رياض عبد الغني الكاظمي بقصيدة رائعة عنوانها: (حتّام صبرك) ومنها هذه الأبيات:
من أين نبدأ شكوانا، وعالمنا *** قد صار يحصدُ ما بالأمس قد زرعا
قد جرّبوا كلّ ما جادتْ قرائحهم *** به من النُظم العرجا وما اخترعا
بالأمس خابت حلول الشرق، وانحسرت *** وبان أن دواء الغربِ ما نجعا
وكانت هناك قصيدة أخرى لمناسبة الذكرى السنوية لفتوى الدفاع ومنها هذه الأبيات:
شيخاً أشار إلى الدنيا بإصبعهِ *** فأركع الغول لما عاث وابتدعا
تهابهُ الدول العظمى وتخذرُهُ *** ويتقيه أخو صهيونِها فزعا
يجيئه الحشد والأشواق تحملُهُ *** لمّا إلى الزحف في فتوى الدفاع دعا
كما تخلل الحفل إزاحة الستار عن لوحة فنية من إبداعات ورشة النقش والزخرفة التابعة لشعبة الهندسة الميكانيكية في العتبة الكاظمية المقدسة وثّقت إحدى صفحات الانتفاضة الشعبانية المباركة في عام ١٩٩١ وما تعرضت اليه كربلاء المقدسة والحرم الحسيني المطهر من اعتداء إثم من قبل زمر العبث المجرم.
واختتم المنهاج المعد لهذه المناسبة المباركة بمشاركة الرادود الحسيني الخادم كرار الكاظمي بالأهازيج التي ترنمت بذكر الموعود وصاحب الطلعة البهية حيث أضفى روح البهجة ورسم البسمة على الشفاه الحاضرين الموالين من زائري الإمامين الجوادين "عليهما السلام".