الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة تحيي الذكرى السنوية الثانية لشهادة قادة النصر والتحرير

لمناسبة الذكرى السنوية الثانية لرحيل قادة النصر والتحرير الشهداء السعداء الأفذاذ الذين نالوا شرف الشهادة، ونذروا حياتهم قرابين في سوح الجهاد وهو الطريق الذي فتحه الله لخاصة أوليائه في سبيل الدفاع عن العقيدة والوطن، وفي طليعتهم القائد المجاهد الشهيدين الحاج أبو مهدي المهندس والحاج قاسم سليماني ورفاقهما تلك الثلة المؤمنة الذين وهبوا أنفسهم في سبيل الحقّ "رضوان الله عليهم"، أقامت العتبة الكاظمية المقدسة حفلها التأبيني برعاية مباركة من قبل أمينها العام خادم الإمامين الكاظمين الجوادين الدكتور حيدر حسن الشمّري، بحضور أعضاء مجلس الإدارة الموقّر، ووفود العتبات المقدسة والمزارات الشريفة، وعدد من الشخصيات الدينية والاجتماعية، وكوكبة من القيادات الأمنية ومقاتلي هيأة الحشد الشعبي، ومجموعة من الوجهاء وشيوخ العشائر.
استهل الحفل بتلاوة من الذكر الحكيم شنّف بها أسماع الحاضرين قارئ العتبة المقدسة السيد عبد الكريم قاسم، بعدها الاستماع وقوفاً إلى النشيد الوطني، وقراءة سورة الفاتحة ترحماً على أرواح الشهداء الأبرار، أعقبها كلمة للعتبة الكاظمية المقدسة وألقاها أمينها العام جاء فيها: (من هذه الرحاب الطاهرة نهدي سلاما طأطأت حروفُه رؤوسَها خجلا وتحية ملؤها الافتخار لكلّ شهيدٍ قدم روحه الغالية ودماءه الزاكية ليحيا الوطن طاهراً من دنس الدواعش التكفيريين وكل الطغاة المتجبرين الظالمين.
فعندما تعرج روح الشهيد سيصبح شخصه مشعلاً تستضيءُ به الأمّة، ومناراً يهتدي به الأحرار والمستضعفون الذين لا يرضون إلا بالعزّة والكرامة تاجاً على رؤوسهم، ذلك الدرع الذي تصدى لمواجهة العدو وحماية أبناء وطنه ودينه.. ولم يبخل بروحه ودمه للدفاع عن المبادئ والعقيدة وسائر المقدسات، ولو كُشف لنا الغطاء فسنجد أن دمّ الشهيد مسكٌ يفوحُ في الأرجاء، بعد أن اختار أن يهاجر إلى الله تاركاً وراءه هذه الدنيا الدَّنِيَّةَ وَزُخرُفَها وَزِبْرِجَها، فالشهيد لا يهتمّ بجاهٍ أو مال، ولم يقلق على زوجة أو ولد أو أم وأب، بل جعل نُصبَ عينيه طاعة الله تعالى ونصرته وطاعة نبيه وآل نبيه واختار درب الخلود.. وهكذا كان حال من اجتمعنا لأجلهم في الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد قادة النصر والتحرير.. فهؤلاء الأبطال ومن كان معهم وجميع الذين لبوا نداء المرجعية الدينية العُليا في النجف بعد أن توكلوا على الله سبحانه وتعالى قد أصبحوا مصداقا لقوله تعالى: (بسم الله الرحمن الرحيم الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ).
فاليوم نستذكر معاً (جمال) الشهداء ومهندس معارك التحرير ومعه (قاسم) الإباء الحاضر في معارك النصر.. حيث نالا بحقّ وسام الشهادة لقادة وأبطال معارك الانتصار والتحرير كما أسمتهم المرجعية الدينية العُليا الشريفة وكفى بذلك فخرا.
فالعار كل العار لأعدائهم الذين عجزوا عن منازلتهم في سوح القتال والمواجهة لتلتحق أرواحهم الطاهرة بالرفيق الاعلى إثر عمل غادر وجبان واستقرارها إن شاء الله تعالى في جنان الخلد مع أرواح النبيين والصديقين والشهداء وحَسُنَ أولئك رفيقا).
وشهد الحفل التأبيني عرض فلم وثائقي مختصر عن إنجازات النصر بعنوان: (بل أحياءٌ) من إنتاج قناة الجوادين التابعة لشعبة الإعلام في العتبة المقدسة استَذَكَر مواقف الشهداء الجهادية والإنسانية للشهداء القادة وهدفهم المقدس في الحفاظ على العقيدة، ووحدة البلاد الإسلامية حين ارتقوا سُلّم المجد والشهادة والخلود من أجل عراق المقدسات.
كما تخلل الحفل التأبيني مشاركة فرقة إنشاد الجوادين "عليهما السلام" بأوبريت يحمل عنوان: (نواقيس الشهادة)، وكانت هناك مشاركة للشاعر ناظم الحاشي بقصيدة عنوانها (نهرين الشهادة)، ومشاركة الشاعر أبو يقين الصالحي بقصيدة عنوانها: (كُتبت أحداث الحربِ.. نصراً للحشد الشعبي)، واختتم الحفل بالدعاء والتوجّه إلى المولى العليّ القدير أن يرحم شهداءنا، ويتغمدهم بوافر رحمته ويسكنهم فسيح جناته، وأن يُلحقهم بركب شهداء عاشوراء الذين استشهدوا مع سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين "عليه السلام" وأن يُلهم ذويهم ومحبّيهم الصبر والسلوان ويربط على قلوبهم ويشدّ من أزرهم إنه سميع مُجيب.
في سياق متصل افتتح الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة الدكتور حيدر حسن الشمّري، معرض الصور الفوتوغرافية المنضوي ضمن فعاليات الحفل التأبيني الذي أقيم في رواق السيد عبد الله بن عبد المطلب "عليه السلام"، وشهد عرض صور لبطولات شهدائنا القادة الأبرار المُلبيّن لنداء فتوى الدفاع الكفائي التي أطلقتها المرجعية الدينية العُليا متمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني " دام ظله الوارف"، وتوثيق تلك المرحلة الجهادية لبطولات وصولات وتضحيات الشهداء في قواطع العمليات ومعارك التحرير.