استذكاراً للرزية الكبرى التي حلّت بالأمة الإسلامية التي أفجعت قلوب المؤمنين جميعاً، ذكرى شهادة الصديقة الشهيدة فاطمة الزهراء "عليها السلام" التي بقيت متوقدة في ضمائرنا كما أرادها الله سبحانه وتعالى ممتدة الرؤى والآفاق تخط الإنسان منهاجا صحيحاً وتعطيه الدور الفاعل في التأثير وبناء المجتمع، شهدت رحاب الصحن الكاظمي الشريف ولمدة ثلاث ليالي مجالس العزاء والتأبين بهذه المناسبة الأليمة, بمشاركة خطيب المنبر الحسيني سماحة السيد عمّار آل يوشع، واستعرضت محاضراته القيّمة زيارة السيدة الزهراء وقَبَسات من خطبتها "عليها السلام" التي تسمو بالقيم والفضائل والمُثل التي جسّدتها "عليها السلام" نهجاً وسلوكاً، وما احتوته من معارف الدين وأسس العقيدة وأصول الاعتقاد.
كما تطرق سماحته إلى أروع الصور والأمثلة في عبادتها وجهادها ودروسها الأخلاقية والتربوية ومسؤوليتها في تحمّل أعباء رسالة أبيها ونشر مبادئها، فضلاً عن دورها الكبير في حياة الأمة باعتبارها القدوة لكلّ مؤمن ومؤمنة.
كما أشار سماحته في جانب آخر من محاضرته إلى الدروس الأخلاقية والتربوية المستخلصة من عفاف الحوراء الأنسية "عليها السلام" وأبعادها الإنسانية الإيمانية والرسالية والاجتماعية، وأثرها الفاعل في مواجهة التيارات والأفكار والثقافات المنحرفة، مؤكداً على ضرورة اقتداء المرأة المسلمة بالهيبة الفاطمية والتأسي بها.
وأعقب ذلك إلقاء القصائد الرثائية بمشاركة الرواديد الحسينين والتي عبّرت عن عِظم هذه المصيبة التي تجدّدت فيها أحزان أهل البيت "عليهم السلام" ومواليهم وأتباعهم.