كلمة اللجنة التحضيرية للمؤتمر العلمي الدولي السنوي العاشر

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين محمد واله الطيبين الطاهرين
السلام عليك يا مولاي يا موسى بن جعفر ورحمة الله وبركاته
السلام عليك يا مولاي يا محمد بن علي الجواد ورحمة الله وبركاته
السادة الحضور الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى: (قُلْ أَرَءَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَآؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَآءٍۢ مَّعِينٍ)، وقال تعالى (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ فِى ٱلْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ ٱلْوَٰرِثِينَ).
ان المتأمل لكل حوادث هذا العالم المتكالب على المصالح والشهوات واستضعاف المؤمنين في شتى بقاع الدنيا، يصل الى نتيجة حتمية يقينية ان الحل الأوحد والميزان الأجرد لا يقوم إلا بمنقذ يحمل تشريع السماء وآمال الأنبياء وسنن الأوصياء تأييداً بالمؤمنين الخلّص الأوفياء ممن طحنوا بأهوال هذا الدنيا فبان لهم بريق الإخلاص، هذا المُنقذ الذي سبر مخاضات الأفكار والعقول، وصبر على تجرع الآلم وفراق الآباء بالقتل والذحول وهو يرى ما يحل بمن يؤمن به ويتبع مسير أجداده (عليهم السلام) من الظلم والاشتداد والاقصاء من أهل العناد، فكان لزاماً على كل من له فكر وعقل وحكمة واصل أن ينبري في الدفاع عن الاعتقاد به والتأصيل لوجوده الشريف.
لذا ومن خلال تحمل (الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة) لجزء من هذه المسؤولية الجسيمة تجاه الأجيال وأهل العالم اجمع أن يكون مؤتمرنا بنسخته العاشرة عنواناً له "عليه السلام" ودفعا للباحثين وأهل العقل والحكمة في ان تظهر سطورهم لمشارف النور وهي تتحدث وتدافع وتنظر وتقارع عن (القضية المهدوية بين فلسفة الانتظار وتحديات الظهور)، فكانت الأفكار منبثقة من هموم مشتركة داخل اللجنة التحضيرية لهذا المؤتمر الكريم وتحمل مسؤولية الاشتراك ولو بالنزر القليل عن هذا المنقذ العالمي، فكان القرار أن يكون مؤتمرنا الذي ينعقد اليوم ببركة الله عن ( صاحب يوم الفتح وناشر راية الهدى)، فكانت النتاجات التي وصلتنا هي بالحقيقة محل فرح وسرور لكون إن محاور هذا المؤتمر التي خصصت له لم تكن سهلة المنال للغور فيها أو الكتابة في تفرعاتها، وببركة الإمامين الهمامين تم تسلم (51) بحثا كتبت عن قضية الإمام المهدي "عجل الله فرجه الشريف"، وكما هو المعروف في مؤتمرنا لا بد من التمحيص والتدقيق من قبل لجنة تسلّم البحوث فقد اقصيت ستة بحوث لم تكتب بالخصوص في محاور المؤتمر رغم إنها تحدثت عن قضية الإمام "عليه السلام" من الباحثين الكرام، ثم ارسلت البحوث المقبولة وعددها (45) بحثاً مطابقاُ للمحاور إلى اللجنة العلمية الخاصة بتقييم كل بحث من حيث متانة النص وفكرة الباحث والإبداع الفكري له وغيرها من القيود مع اشتراط من اللجنة التحضيرية للمؤتمر ان تكون درجة القبول للبحث هي (70)، فكانت البحوث المقبولة على هذه الشرائط هي (29) بحثاً رصيناً جامعاً لكل شرائط البحث العلمي الأكاديمي والحوزوي معاً. فبوركت كل البحوث والأقلام التي اشتركت في هذا المؤتمر العلمي.
نسأل المولى عزّ وجل أن يتقبل أولاً من كل الباحثين الذين أرسلوا وشاركوا ببحوثهم القيمة وأن تكون نوراً يسيرون به يوم القيامة وهم يلقون الله الرحيم، ونسأله عزّ اسمه أن يتقبل منّا هذا القليل ويجعله مذخورا لنا يوم نلقاه إنه سميع الدعاء.
اختم قولي بالآية الشريفة مخاطباً سيدي صاحب الزمان (يَٰٓأَيُّهَا ٱلْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا ٱلضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَٰعَةٍۢ مُّزْجَىٰةٍۢ فَأَوْفِ لَنَا ٱلْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَآ ۖ إِنَّ ٱللَّهَ يَجْزِى ٱلْمُتَصَدِّقِينَ)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللجنة التحضيرية للمؤتمر العاشر في العتبة الكاظمية المقدسة.