الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة تكرّم المشاركين في مسابقة وجيهاً بالحسين (الفتية)

في ظل سعيها الحثيث وتشجيعها ودعمها للمواهب الفتيّة، واستهدافها لشريحة الأشبال والشباب والاهتمام بمواهبهم، وتطوير قدراتهم الإبداعية وتطلعاتهم في الإنشاد الحُسيني، أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وبرعاية مباركة من قبل أمينها العام خادم الإمامين الكاظمين الجوادين الدكتور حيدر حسن الشمّري حفل تكريم المشاركين في مسابقة وجيهاً بالحسين (الفتية) التي أقامتها قناة الكُميل الفضائية، بحضور عددٍ من أعضاء مجلس إدارة العتبة المقدسة الموقّر، وفريق عمل برنامج وجيهاً بالحسين، ونخبة من الرواديد الحُسينيين والمهتمين بالإنشاد الديني.
استهل الحفل بتلاوة من الذكر الحكيم شنّف بها أسماع الحاضرين قارئ العتبة المقدسة السيد عبد الكريم قاسم، بعدها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وألقاها الأمين العام تحدّث قائلاً: (باسمي وباسم خدّام العتبة الكاظمية المقدسة أرحب بكم في هذا الرحاب المقدسة الطاهرة من جوارِ الإمامين الكاظمين الجوادين " عليهما السلام"، وأهنئكم بخدمتكم للمنبر الحُسيني رغبة منكم أن يكون لكلّ واحد فيكم وجيهاً بالحسين، ولقد أصبح معروفاً أن قضية الإمام الحسين "عليه السلام" هي قضية إنسانية عالمية وليست مقتصرة على مذهب واحد، فعندما يقول رسول الله محمد "صلّى الله عليه وآله وسلّم": (باسمي وباسم أسرة خدام العتبة الكاظمية المقدسة أرحب بكم في هذه الرحاب الطاهرة من جوار الإمامين الكاظمين الجوادين عليهما السلام وأهنئكم بخدمتكم للمنبر الحسيني رغبةً منكم أن يكون كل واحد فيكم (وجيهًا بالحسين)..
لقد أصبح معروفا أن قضية الإمام الحسين عليه السلام هي قضية إنسانية عالمية وليست مقتصرة على مذهب واحد.. فعندما يقول رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم: (حسين مني وأنا من حسين) نعرف أن الحسين هو امتداد لعالمية جده رسول الله الذي قال فيه تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِّلنَّاسِ) وعندما نقرأ قوله تعالى مخاطبا رسوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) نعرف أن الإمام الحسين عليه السلام هو كجده رحمة للعالمين.
وعليه فإن قضية الإمام الحسين عليه السلام ونهضته الخالدة هي أمانة في أعناقنا خصوصا إذا استحضرنا صرخته المدوية في يوم عاشوراء: (ألا من ناصر ينصرنا).. وقول أخته العقيلة السيدة زينب الكبرى عليها السلام "فوالله لا تمحو ذكرنا"..
فبعد أن وهبكم الله تعالى صوتا جميلا ممتزجا بالولاء لأهل البيت عليهم السلام صدَحت حناجركم بحب الحسين وخدمة نهضته المباركة فكنتم مصداقا لنصرة الحسين عليه السلام وكنتم سببا من أسباب عدم محو ذكر الحسين وديمومة دعوته وخلود رسالته ليبقى نبراسا للمجاهدين ومثالا لكل الثائرين وبقاء جذوة ثورته متقدة ما دام هناك صوت ومنبر.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الرادود يجب أن يوازن بين الأطوار وكلمات القصيدة الحسينية فلا بد أن يكون مضمونها ذا رسالة تخدم المرحلة لتوظيف هذا الفن في التربية والتوجيه والتركيز على القضية الحسينية كمحور أساس في القصيدة بما فيها من قيم ومبادئ شاملة لتغيير الواقع الذي يعيشه المجتمع مع الحفاظ على الأطوار القديمة والأصيلة ولا بأس بالحداثة بصورة لا تخرج القصيدة والطور عن الذوق العام ولا عن إطار التراث الحسيني وبقائها ضمن الموازين الشرعية.. إلى جانب ذلك التركيز على الأشبال والصغار لترسيخ هذا الإرث الحسيني لديهم، فضلا عن اكتشاف المواهب الجديدة من الشعراء والرواديد، ولا ننسى الحفاظ على الصورة الحقيقية المشرقة لأهل البيت عليهم السلام وعدم إظهارهم في وضع الانكسار من أجل استدرار الدموع.. فهم عليهم السلام المثل الأعلى في الإباء والصمود والصبر والجهاد ومواجهة الظلم والظالمين.
ولأجل قطف ثمار برنامجكم المبارك (وجيها بالحسين) نتمنى أن يستمر أبناؤنا في تنمية قابلياتهم ويطوروا مهاراتهم ويرتقوا بأدائهم من خلال دعوتهم للاشتراك في دورات مركز القرآن الكريم في العتبة الكاظمية المقدسة لمن يتيسر عليه الوصول ومنها دورات أحكام التلاوة والصوت والنغم ليكونوا متسلحين بأحكام التجويد ومخارج الحروف والتمعن بمعاني الآيات ومفرداتها فالقرآن يفتح لهم آفاقا كثيرة ويضيف ثقافة ومعرفة للرادود كما أن هذه الدورات تمكن كل واحد منهم من تلاوة كتاب الله العزيز بتوظيف حنجرته وصوته الجميل بقراءة القرآن الكريم عملا بقول رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم: (حسنوا القرآن بأصواتكم فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حُسناً).. وبهذا سيكونوا بإذنه تعالى من خَدَمة الثقلين كتاب الله وعترة نبيه صلوات الله عليهم أجمعين لا سيما من ضحى بنفسه وولده وعياله وأصحابه في يوم عاشوراء.).
بعدها كلمة مؤسسة الكُميل الفضائية وألقاها الأستاذ علي الفاطمي تقدّم خلالها بخالص الشكر والتقدير باسم رئيس مجلس إدارة القناة الدكتور عماد الزبيدي، والمتسابقين كافة إلى الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وذلك لجهودها المباركة التي تبعث السرور في النفس، وموقفها الأبوي في رعاية هؤلاء الفتية، ودعم مسيرتهم الإنشادية، وأعلنت مؤسسة الكُميل الفضائية عن استعدادها في فتح آفاق التعاون المشترك مع شعبة الإعلام في العتبة الكاظمية المقدسة.
كما شهد حفل التكريم مشاركة إنشادية لكوكبة من المتسابقين، ومشاركة لفرقة إنشاد الجوادين، واختتم بتوزيع الدروع التذكارية والهدايا على المتسابقين.