البيئة والتنمية المستدامة في العراق بين الواقع والطموح

أضحت العتبة الكاظمية المقدسة احدى روافد العلم والمعرفة، ومحطة للعلماء والكفاءات والمبدعين، فتحت أبوابها أمام الجامعات والمؤسسات العراقية لاستضافة مؤتمراتها في جميع الاختصاصات العلمية والفكرية والثقافية، ولدعم الخبرات والطاقات العلمية والأكاديمية، استضافت المؤتمر العلمي الذي أقامته عمادة كلية التربية للعلوم الإنسانية/ ابن رشد تحت شعار: (من أجل بيئة سليمة ومستدامة في العراق) للمدة 2 ـ 4/4/2014م والتي احتضنته قاعة أسد الله الحمزة بن عبد المطلب(عليه السلام) في رحاب الصحن الكاظمي الشريف، ويهدف إلى إشاعة ثقافة المحافظة على البيئة وعدم التجاوز عليها، وتبني تصورات مستقبلية ورؤى حول التنمية المستدامة للبيئة في العراق، وقياس مدى الترابط بين العلوم الجغرافية والبيئة وعلاقتهما بالتنمية المستدامة، وافتتحت أعمال المؤتمر بحضور الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة أ.د (جمال الدباغ) وعدد من أعضاء مجلس الإدارة و أ.د (كاظم كريم الجابري) عميد كلية التربية/ ابن رشد ونخبة من الشخصيات العلمية والاجتماعية والأكاديمية وأساتذة الجامعات، بتلاوة آيٍ من الذكر الحكيم عطر بها القارئ الشيخ (رافع العامري) أسماع الحاضرين بعدها استمع الحاضرون إلى النشيد الوطني تلته أنشودة العتبة المقدسة وقراءة سورة الفاتحة وقوفاً ترحماً لشهداء العراق، بعدها ارتقى المنصة الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة أ.د (جمال الدباغ) الراعي والداعم لهذا المؤتمر وألقى كلمة بهذه المناسبة قائلاً :( من دواعي السعادة أن تستضيف الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة هذا المؤتمر العلمي، ولا يخفى على الجميع أن الجامعات والعتبات المقدسة تلتقي في أهدافها، فالعتبة الكاظمية المقدسة هدفها (خدمة الزائرين، وخدمة المجتمع، والاهتمام بالجانب العلمي) وتتفق مع أهداف الجامعات التي هي (التدريس، وخدمة المجتمع، والبحث العلمي)، ومن هذه المنطلقات والأهداف بين العتبات والجامعات تتشرف الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة أن تستضيف هذا المؤتمر العلمي حريصة على الشاركة في الأنشطة العلمية المختلفة، فقد استضفنا قبل أشهر مؤتمر العمداء الثالث لهيئة التعليم التقني، كما حرصنا على الحضور في المؤتمرات الجامعية كافة والمشاركة في أنشطتها وفعالياتها ومعارضها العلمية والفنية الأخرى، فالعتبة الكاظمية المقدسة جزءاً من عملها العلمي هو عقد المؤتمرات العلمية، فقد انعقدت أربعة مؤتمرات علمية، وإن شاء الله نستقبل في شهر رجب الأصب مؤتمرها العلمي الدولي الخامس الذي يتزامن مع الولادة العطرة للإمام محمد الجواد والمناسبة الأليمة لاستشهاد الإمام موسى الكاظم(عليهما السلام)، كما ستقام ضمن فعالياته مهرجان للشعر العربي ومعارض للكتاب والخط العربي والزخرفة الإسلامية ومعرض النقش والزخرفة، وكذلك من مهامها العلمية والفكرية إصدارها للكتب والمطبوعات المختلفة والمجلات الدورية التي تعنى وتخدم الشرائح الاجتماعية كافة، اهنئ عمادة كلية التربية/ ابن رشد على إقامتها مؤتمرها العلمي، وهي كلية عريقة ساهمت بتخريج الكثير من أعلام العراق، والكاظمية المقدسة تفتخر بأحد أعلامها ألا وهو الدكتور العلامة (حسين علي محفوظ) أحد خريجي كلية التربية التي كانت تسمى سابقاً بدار المعلمين العالية، كما أهنئكم باختياركم موضوع المؤتمر وأهميته الكبيرة لأننا في الواقع يجب أن نلتفت الى البيئة وما يلحق بها من أضرار، ونتمنى لهذا المؤتمر النجاح ببركة الإمامين الجوادين(عليهما السلام). بعدها كلمة رئيس المؤتمر أ.د (كاظم الجابري) جاء فيها : (نجتمع هذا اليوم في رحاب الإمامين الكاظمين(عليهما السلام)، بمؤتمرعلمي يختص بموضوع البيئة في العراق التي تعرضت الى الكثير من التخريب والتدمير بسبب الحروب غير المبررة، والتي أدت الى خسائر كثيرة منها مادية وبشرية والخسارة المهمة هي تدمير البيئة العراقية بسبب الملوثات التي انتشرت من جراء العتاد الحربي فضلاً عن أن التربة وخاصة في المناطق الصحراوية تعرضت إلى الانجراف بسبب الآليات، ناهيك عن الدمار اليومي الممنهج بسبب التفجيرات الارهابية وما تتركه من آثار من جراء تدمير المحال والأبنية كذلك الحرائق والمواد السمية الأخرى، يضاف إلى ذلك أن رئة المدن وطاقة بغداد وهي المساحات الخضراء تعرضت الأخرى إلى الدمار بسبب العشوائيات السكانية، واختلاط مياه الشرب بمياه المجاري والسموم والفيضانات ... ولكن أقول ان بيئتنا لها حق علينا وينبغي ان نبحث عن أسباب تردي البيئة، بأاسمى وباسم أخواني في جامعة بغداد نتقدم بالشكر والتقدير إلى الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة والقائمين عليها لما لمسناه من تعاون وجهود متميزة لإنجاح المؤتمر وهذا دليل على اهتمامهم بالمجالات التخصصية والمؤسسات الأكاديمية ..) بعدها ألقت أ.م .د (زينب وناس الحسناوي) كلمة اللجنة التحضيرية قائلة: (بمناسبة انطلاق الاستراتيجية الوطنية لحماية البيئة 2014م عاماً للبيئة في العراق، حرص قسم الجغرافية في جامعة بغداد وبالتعاون مع العتبة الكاظمية المقدسة بعقد هذا المؤتمر العلمي).. وبينت أن العلاقة بين البيئة والتنمية يجب أن تكون متبادلة من أجل الحفاظ على الأولى وضمان استمرار الثانية وذلك لا يتحقق إلا من خلال تبني الجميع ثقافة السلامة البيئية التي تعمل على خلق مجتمع يحسن التعايش مع المكان الذي يستقر فيه ويحترم محدداته ويتجنب الإضرار به. ثم ابتدأت الجلسات البحثية الأولى حول تلوث البيئة بالهيدروكاربونات النفطية وتأثيراتها الزراعية في قضاء الزبير، ومراكز الاستيطان البشري في القرآن الكريم دراسة الفكر الجغرافي العربي، تلوث مياه الفرات في مدينة الرمادي، المتغير الصحي وأثره في قوة الدولة، التلوث الإشعاعي وامراض السرطان(دراسة تطبيقية)،السياحة الدينية مدينة الكاظمية أنموذجاً، التداعيات الصحية لسكان المناطق العشوائية في محافظة بغداد.