العتبة الكاظمية المقدسة تحتفي بولادة فخر الكائنات النبي محمد (صلى الله عليه و آله وسلم) وحفيده الامام جعفر الصادق-عليه السلام

أشرقت الدنيا بولادة خاتم الأنبياء والمرسلين المبعوث رحمة للعالمين محمد الصادق الأمين (صلى الله عليه و آله وسلم) وحفيده الامام جعفر الصادق(عليه السلام) وتيمناً بهذه المناسبة المباركة, وغمرة الافراح التي يعيشها العالم الإسلامي, أقيم في رحاب الصحن الكاظمي الشريف احتفالاً بهيجاً بهذه المناسبة العطرة بحضور أ.د(جمال الدباغ) الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة وأعضاء مجلس الإدارة وعدد من رؤساء الأقسام والشخصيات الدينية و الاجتماعية, بدأ الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم شنف بها القارئ السيد(عبد الكريم قاسم) أسماع الحاضرين , ثم تلاها كلمة الامانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة القاها أمينها العام الدكتور(جمال الدباغ) جاء فيها: (ونحن نطوف في رحاب رحمة الله المهداة وسيد أنبيائه ورسله, علينا أن ننظر الى شخصه العظيم بمنظار جديد يوازي مستوى صعوبة المرحلة وتحديات العصر ويزيح الضبابية والغبار عن كثير من الصور المشرقة لشخصيته (صلى الله عليه و آله وسلم) والتي حاول أعداء الإسلام قديما ً وحديثاً إخفائها عن عيون الحقيقة, وساهم أصحاب الذمم الرخيصة على طمس الحقائق وكتابة التأريخ بما يشوبه بكثير من التزييف والتجني على شخص النبي الأعظم (صلى الله عليه و آله وسلم), حيث انبرت الأفكار التكفيرية الهدامة تخلق من رحمها زمراً تقتدي وتقتل وتسلب وتنهب تحت ذرائع ومسميات ما أنزل الله بها من سلطان, فعلينا أن نعيش مرحلة جديدة في ترسيخ مفاهيم العقيدة الإسلامية وفي أخلاق آل بيته الأطهار (عليهم السلام), وفكرهم من خلال الوعظ التطبيقي والعملي في تجسيد المفاهيم الإسلامية), كما أضاف : (إن العالم اليوم يغلي من شرور أعداء الله ولابد منا أن نفجر ينابيعاً للعطاء عسى أن نطفئ تلك النيران المستعرة والتي تحرق الأخضر باليابس من خلال فهمنا الحقيقي لشخصية نبي الإسلام (صلى الله عليه و آله وسلم) ولآل بيته الأطهار)عليهم السلام), وأن نحمل الإسلام في صميم قلوبنا وليس مجرد شعارات وعواطف ليس لها أثر في سلوكياتنا وأعمالنا, إن المرحلة خطيرة والمستقبل أخطر إن لم نسعَ جاهدين لمناجزة أعداء الإسلام مناجزة حقيقية من خلال الفكر المتوقد والتطبيق الفاعل للشريعة السمحاء). بعد ذلك اعتلى المنصة سماحة الشيخ(عماد الكاظمي) وألقى كلمة بهذه المناسبة بين فيها بعض من شخصية رسول الله(صلى الله عليه و آله وسلم) وكيفية التعرف عليها من كتاب الله عز وجل, مستشهداً بقوله تعالى (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) حيث بين فيها مواضع ثلاثة: نعمة بعث الأنبياء وعلة بعث الانبياء التي وصفها بعلة المصلحين وغاية كل مصلح كيف يسعى لتعليم أمته والمجتمع الذي بعث إليه الأنبياء, كما وضح فيها حال المجتمع الذي بُعث إليه رسول الله(صلى الله عليه و آله وسلم) على المستوى العقائدي والاجتماعي وما كان يسوده من ضلال وشرك وكفر وظلم وطغيان, ونقطة تحولهم بعد مجيئه(صلى الله عليه واله وسلم) إلى مجتمع متكافل يسوده التراحم والمودة والمحبة وجعل لكل فرد من أفراده نظاماً متكاملاً مضيفاً: ( يجب أن تتجلى هذه التعاليم والمفاهيم في سلوكياتنا وأن نجعل من هذه المناسبات المباركة دروساً وعبراً نتعلم من تلك السيرة العطرة الخلق الرفيع الذي فرض على قلوب المؤمنين, وتطرق في حديثه إلى الإمام جعفر الصادق(عليه السلام) ومدرسته العظيمة ومناقبه وفضائله حين قال فيه (ما رأيت أفضل من جعفر بن محمد قائماً ليله وصائماً نهاره). وتخلل الحفل مشاركة من موكب خَدَمَة الإمامين الجوادين(عليهما السلام) بالردات التي عبرت عن الولاء المطلق للرسول وآله(عليهم السلام). كما شاركت فرقة إنشاد العتبة بالموشحات التي صدحت بها حناجرهم وترنّمت بحب الرسول الأكرم وآله الأطهار, وبعدها كان لشاعر أهل البيت الاستاذ الأديب (مهدي جناح الكاظمي) قصيدة بهذه المناسبة جادت بها قريحته بأجمل وأعطر كلمات الحب والولاء للرسول الكريم وأهل بيته الأطهار ومنها هذه الابيات: لـــكَ يا محمدُ تركعُ العليـــــــاءُ وإليكَ تسعى مكة الغراءُ وسعى لحضرتكَ الحطيمُ مكبراً والمروتانِ وزمزمٌ وحِراءُ ولك اٌبنُ عمرانَ الكليمُ ومجدهُ يَحْنُو ويَعْنُو طورُها سيناءُ سجدتْ لموطئِك الكواكبُ خُشّعاً تدري بأنك للسماءِ سماءُ ثم تألق الرادود (كرار الكاظمي) بالأهازيج التي ملأت الأجواء والنفوس بالفرح والسرور, بحضور الجموع الغفيرة من زائري الإمامين الجوادين(عليهما السلام) مؤكدين بحضورهم ولائهم المطلق للرسول الأكرم وآله الأطهار.