العتبة الكاظمية المقدسة.. شهدت مراسم رفع رايتي الحِداد فوق قبتي الإمامين الجوادين-عليهما السلام

تعتبر ذكرى عاشوراء من الأحداث الكبرى المهمة في التاريخ الإسلامي والتي هزت الضمير الإنساني وغيرت مجرى التاريخ بملحمتها البطولية, لما تحمله في طياتها من قيمٍ ومعانٍ سامية لها وقع كبير في نفوس المسلمين, وبها أضحى الإمام الحسين (عليه السلام) المثل الأعلى للفداء والتضحية ونبراساً للحق، ومناراً للهدى تستضيء به الأُمة الإسلامية, وللإعلان عن بدء موسم الحزن والعزاء في ذكرى استشهاد أبيّ الضيم الإمام الحسين وأهل بيته الأطهار وأصحابه الأخيار (عليهم السلام), أقيمت في رحاب الصحن الكاظمي الشريف في الليلة الأولى من شهر محرم الحرام 1435هـ المراسم السنوية لاستبدال الرايات الخضراء التي تخفق فوق القبتين الشامختين للإمامين الجوادين (عليهما السلام) برايات الحزن السوداء التي تزامنت مع رفعها فوق قباب العتبات المقدسة العلوية والحسينية والعباسية, مواساة للرسول الأكرم(صلى الله عيه وآله) وتجديداً للعهد والولاء للعترة الطاهرة(عليهم السلام) بمصاب سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين(عليه السلام) بحضور الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة أ.د (جمال الدباغ) وأعضاء مجلس الإدارة, وخَدَمَة الإمامين الجوادين(عليهما السلام) ومشاركة العديد من الشخصيات الدينية والاجتماعية وجمع غفير من أهالي مدينة الكاظمية المقدسة وزائري الإمامين الجوادين(عليهما السلام), استهلت المراسم بتلاوة آيٍ من كتاب الله العزيز شنف بها القارئ(منير عاشور) أسماع الحاضرين, بعدها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة ألقاها أمينها العام أ.د (جمال الدباغ) جاء فيها:(نقف اليوم وإياكم وقفة تحدٍ وإصرار على مواصلة الدرب وحثّ الخطى على طريق سيد الشهداء(عليه السلام) واستنكار الجريمة البشعة التي أدمت جبين التاريخ بما ارتكبه الأمويون بحقّ عترة رسول الله(صلى الله عليه وآله) الجريمة التي أبكت ملائكة السماء واهتزَ لها عرش الرحمن جل وعلا. وأضاف: (ينبغي أن نتعلم منه كما تعلم العظماء والحكماء وقادة الأمم نحو التغيير والإصلاح الدروس من ثورته (عليه السلام) ونهضته في طلب الإصلاح, وليكن شعارنا في إحياء مراسم عاشوراء وممارسة الشعائر بأنواعها إحياءً لمظلوميته واستنكاراً لكل مظاهر الظلم والقهر والاستبداد في الأرض, وان نستقي منها العبرة في التغيير والنهوض والإعداد الرسالي للأمة والمجتمع وتربية الأجيال التربية الإسلامية الصحيحة). وأكد على أن يتفهم الشباب دورهم الجهادي الفاعل في بناء الحياة ومواجهة أعداء الحق والعدالة كما تفهّمه مولانا علي الأكبر(عليه السلام) وان تفهم نساؤنا دور العقيلة زينب الكبرى (عليها السلام) ويستقينْ منها الدروس والعبر في النهوض بأعباء الجهاد والصمود والحفاظ على العفة والحشمة والتخلق بأخلاق الإسلام وممارسة دورهن في الحياة يراعينْ فيها خطورتها وصعوبتها في بناء المجتمع..) ثم تلاها قراءة أنشودة الفردوس لفرقة الجوادين الإنشادية, بعدها ألقى سماحة الشيخ(حيدر النصراوي) كلمة بهذه المناسبة جاء فيها: (ها هو شهر الإمام الحسين(عليه السلام), وحلت معه مبادئ السماء العليا و العطاء والجود والكرم, وها هم عشاق أبي عبد الله يستعدون لتعظيم مدرسة عاشوراء المتمثلة بقافلة السبعين التي اصطحبها أبي عبد الله إلى كربلاء الشهادة لينطلق بها إلى السماء, قافلة العشق والعاشقين بحبال السماء والتي كان نشيدها تركت الخلق طراً في هواكا .. ماذا ينبغي على المُحب في شهر الأحزان شهر محرم الحرام, فأولى المهام هي تهذيب النفس وتربيتها, اعلموا إن ابن بنت رسول الله خرج لبناء النفس وتكامل الروح, لأن شعاره إنما خرجت لطلب الإصلاح, والأصلاح عنده(عليه السلام) أغلى من أهل بيته, فلابد للمحب إن يفجر ثورة الذات الإنسانية الحسينية على ظلمات النفس الآدمية, هكذا أرادنا الإمام الحسين(عليه السلام) أن نكون أحراراً على ذاتنا الأمّارة بالسوء, فمن هذا المنطلق نكون جديرين بترديد شعار (لبيك يا حسين), فباب فكربلاء مفتوح لمن يلجه, كربلاء لوحتها معروضة للإنسانية جمعاء.. ) وتخللت هذه المراسم قصيدة رثائية لشاعر أهل البيت الأستاذ(مهدي جناح الكاظمي), بعدها استمع الحاضرون لتسجيل صوتي لخادم المنبر الحسيني الرادود المرحوم (حمزة الصغير)طاب ثراه. ثم ألقى الرادود (كرار الكاظمي) مجموعة من المراثي والقصائد العزائية واسى بها النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام) بهذه المصيبة الراتبة.