الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة تعقد ندوة علمية بمناسبة عيد الغدير الأغر

إيماناً منها بنشر فكر وتراث أئمة الهدى(عليهم السلام) الحافل بالعطاء العلمي والفكري والمعرفي, وانطلاقاً من ضرورة الفائدة من مدرسة سيد الوصيين وإمام المتقين علي بن أبي طالب(عليه السلام) الرائدة التي رفدت الساحة الإسلامية بشتى مجالات الحياة العلمية والمعرفية ولتسليط الضوء على مرحلة مهمة من مراحل الرسالة المحمدية وهي التبليغ بنبأ ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) على كل مسلم ومسلمة, عقدت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة ندوتها العلمية بمناسبة حلول عيد الله الأعظم عيد الغدير الأغر,صباح يوم السبت 20 ذي الحجة 1434هـ الموافق26/10/2013م وعلى قاعة الحمزة بن عبد المطلب (عليه السلام) في رحاب الصحن الكاظمي الشريف. استهلت بتلاوة مباركة من الذكر المجيد عطر بها القارئ (الحاج همام عدنان) أسماع الحاضرين, بعدها افتتحت الجلسة التي كان يرأسها الأستاذ (جلال علي محمد) والسيد (محمد إياد جواد هبة الدين) مقررها, بمحاضرة قيمة لسماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد (محمد صادق الخرسان) تناول فيها موضوع الغدير والمنصب, ومعالجة جادة لحل إشكالية حادة وهي المنصب مسؤولية أم امتياز ؟ وأضاف قائلاً (إن الاستذكار للغدير هو استذكار لمنظومة القيم السامية والمبادئ الإنسانية التي اختزلها الغدير, والذي تضمن استنهاض للهمم والعمل الجاد بسيرة صاحبَي الذكرى الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) والحرص منهما على منع جعل المنصب وسيلة لنيل المكاسب وتحقيق الطموحات الزائلة, فعليه لابد من نشر تلك القيم وتوعية المجتمع على ما تعنيه تلك المبادئ والحث على التمسك بها وجعلها ظاهرة عامة يتثقف عليها الجميع والعمل على تفعيلها وإعطائها المساحة المناسبة في التطبيق في جميع الميادين والقطاعات..) كما تناول بحثه الغديري ثلاثة محاور أساسية أولها الحدث التاريخي في موقع جغرافي محدد وزمان معين واستعرض خلالها الروايات التي أثبتها علماء العامة والمحدثون. والمحور الثاني ان الغدير دالة فكرية ذات بعد عقائدي مُلزم, وضح فيها أن الرسول الكريم(صلى الله عليه وآله) كان مستجيباً ومنسجماً مع الأمر الإلهي مستدلاً ذلك بقوله تعالى(فَاسْتَقِم كَمَا أمْرِتَ) .. أما المحور الثالث فهو ملتقى جهود وجهاد النبوة والإمامة ومظهر صلة بين مرحلتين, أي انحصار مولوية المؤمنين بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) كما كانت منحصرة بالنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله), ووضح في حديثه أنه لم يكن هذا الأمر أول موقف للتنصيب بل سبقه الكثير من التوجيهات النبوية وفي مواضع مختلفة . واستنتج أن الغدير والإمامة برنامج حياتي تنموي يحقق للإنسان النجاح في الحياة وأطروحة جادة لبناء الإنسان وتقومه نحو مفاهيم الطاعة والالتزام والتواصل والمشاركة وتنامي الشعور بالمسؤولية واستحضار مفاهيم المواطنة والتواصل والإبداع, فأهمية الغدير تتبلور بما اسماها (بثلاثية الغدير المُنصِب , والمُنَصَب , والمنْصبْ) أي إن المنصب مسؤولية وليس امتياز, أي ان يكون خادماً عاملاً للمنصب في أفعاله وأخلاقه وسلوكياته وليس المنصب خادم له . كما تناول الباحث خلال الندوة وصايا عدة عن أمير المؤمنين(عليه السلام) أكدت حرمة انتهاك حقوق الإنسان واحترام حقوق المواطنة ومدى اهتمامه بالقوانين الإلهية المقررة لحرية الإنسان وعدم تجاهل الشرع بحقوقه. هذا وقد شهدت فقرات الجلسة مداخلات من قبل الحضور والمشاركين عكست مدى توجههم وتفاعلهم مع الباحث, واختتمت الندوة التي قدم لها عريف الحفل السيد (عبد الكريم قاسم) وحضرها السيد الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة أ.د (جمال الدباغ) وأعضاء مجلس الإدارة ورؤساء أقسام العتبة وشعبها والعديد من الشخصيات والمفكرين والعلماء وأساتذة الجامعات والحوزات العلمية، واختتمت بتوزيع الشهادات التقديرية والهدايا.